صرح مسؤولون أفغان، إن القلعة التاريخية الواقعة فى مدينة غزنة الأفغانية والتى يعود تاريخها إلى ألفي عام، انهارت منذ أيام مما أثار مخاوف بشأن التراث الثقافي للبلاد وقدرة الحكومة على حمايته.
ووفقا لما نقلته وكالة "رويترز للأنباء" قال مسؤولون في "غزنة"، التي كادت تسقط في يد حركة طالبان العام الماضي في بعض من أعنف المعارك منذ اندلاع الحرب، إن القلعة انهارت يوم الثلاثاء في أعقاب هطول أمطار غزيرة. ويظهر تسجيل فيديو قصير على وسائل التواصل الاجتماعي القلعة وهي تنهار لكن سكانها يقولون إن الإهمال ساهم أيضا في انهيارها.
قلعة غزنة
و قلعة غزنة حصن كبير يقع في مدينة غزنة شرق أفغانستان، بنيت في القرن 13 لتحيط ببلدة غزنة مشكلة بذلك مدينة مسورة، حيث يبلغ ارتفاعها 45 متراً، والقلعة القديمة المعروفة باسم قلعة غزنين كانت تتألف في الأصل من 36 برجا ولكن انهار 14 برجا في السنوات الأخيرة بسبب عقود الحرب والأمطار الغزيرة والإهمال.
A tower in the ancient Ghaznain Fort in Ghazni’s old city collapsed on Tuesday. The fort had 32 towers, most of which have collapsed over the past few years due to “inattention” by relevant government departments. pic.twitter.com/fvo9ntb3Vo
— TOLOnews (@TOLOnews) June 11, 2019
شهدت قلعة غزنة على مدى 800 سنة من وجودها العديد من المعارك حيث كانت مسرحاً لمعركة غزنة خلال الحرب الإنجليزية الأفغانية الأولى حين اقتحمت القوات البريطانية - الهندية القلعة وسيطرت عليها في 23 يوليو 1839 بعد أن أنهت مقاومة المتحصنين بها بقيادة غلام حيدر خان ابن أمير البركزاي دوست محمد خان، كما شهدت القلعة في العقود الأخيرة أعمال عنف كثيرة.
أحد أبراج غزنة قلعة غزنة
عانت قلعة غزنة القديمة من التدهور والإهمال، حيث كانت الكثير من الابراج والجدران في الحصن قد تهدمت، وساهمت عقود من الحروب واستمرار عدم الاستقرار السياسي في أفغانستان في تضرر القلعة، كما أعاقت الحرب وقلة الدعم المالي جهود إعادة ترميم القلعة.
سور قلعة غزنة 1939-1940.
ووفقا لما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" وازدهرت غزنة عندما أصبحت عاصمة للدولة الغزنوية التي امتدت إلى شمال الهند وبلاد فارس وآسيا الوسطى بدءاً من منتصف القرن العاشر الميلادي، وأصبحت مكان مهم ومركزا أدبيا وعلميا مهما في الحضارة الإسلامية لا سيما خلال حكم السلطان محمود الغزنوي (998 - 1030).
وفي القرن الثالث عشر تعرضت المدينة للتدمير إثر غزو الجيوش المغولية التي قادها أوقطاي خان، ابن جنكيز خان الذي خلفه في تولي شؤون الإمبراطورية المغولية.
انهيار قلعة غزنة
واشتهرت غزنة بمعمارها الفخم ومآذنها وأبراجها ذات الطراز المعماري المميز، وعلى الرغم من الدمار الذي أصاب المدينة جراء الحروب في الحقب المحتلفة وعوامل التعرية البيئية، ظل برجان يعرفان "ببرجا النصر" شامخان وسط المدينة لأكثر من ثمانية قرون، المنظمة الإسلامية للعلوم والتربية والثقافة "إيسيسكو" أعلنت غزنة عاصمة للثقافة الإسلامية في عام 2013.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة