أصبحت إسرائيل تواجه خطراً داخلياً وخارجياً داهماً ، وهو رفض اليهود لسياستها القمعية والوحشية ضد الفلسطينين، تلك السياسية التى طالما رفضها المجتمع الدولى لكونها تغتصب حقوق الشعب الفلسطينى الأعزل.
الحريديم
ولم تتوقع الحكومة الإسرائيلية يوماً أن تنتقد سياستها بنى جلدتهم من اليهود ، لكن إفراط جيش الاحتلال الإسرائيلى أنطق الحجر ، ومؤخراً أعربت مجموعة من اليهود المتشددين " الحريديم" عن رفضهم للسياسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين،وقامت مجموعة منهم بالمشاركة فى عُرس فلسطينى بالضفة الغربية الجمعة الماضية ، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الحريديم شاركوا فى عُرس أحد القيادات الفلسطينية بمدينة رام الله بالضفة الغربية ، للتعبير عن مشاركتهم فى فرحتهم.
حريديم
تجدر الإشارة إلى أن الحريديم هى جماعة دينية متشددة فى إسرائيل وتتبع هذا الفكر المتطرف مجموعة من الأحزاب الدينية مثل " يهوديت هنوراة- شاس- اليمين الجديد".
كما أعلن المتحف اليهودى فى برلين، الجمعة الماضية، أن مديره بيتر شيفر قدم استقالته من منصبه فى وقت تشهد فيه هذه المؤسسة جدلا بشأن تغريدة حول حملة مقاطعة اسرائيل.
مدير المتحف
وأوضح المتحف على موقعه الإلكترونى أن شيفر قدم استقالته إلى وزيرة الثقافة مونيكا جروترز، لتجنب إلحاق مزيد من الضرر بالمتحف اليهودى فى برلين، بدون أن يذكر أى سبب لهذه الاستقالة.
ويواجه شيفر منذ أيام ضغوطا بعدما أوصى مكتبه فى تغريدة على "تويتر" بقراءة مقال ينتقد قرارا اتخذه البرلمان الألمانى فى مايو باعتبار وسائل حركة مقاطعة اسرائيل "معادية للسامية"، وذكرت صحيفة "سود دويتشه تسايتونج"، أن الناطقة باسم المتحف، أيضًا، أقيلت بمفعول فورى لمخالفتها قاعدة الحياد فى مؤسسة يتم تمويلها بأموال عامة.
متحف يثير غضب حكومة اسرائيل
وقال شيفر، إن "التغريدة طرحت كمساهمة فى النقاشات فى إطار مبدأ "اقرأوا هذا، فهو مهم"، مؤكدا أن المتحف يجب أن يكون مكانا للدعوة إلى النقاش والحوار"، لكنه اعترف بأن الصيغة التى استخدمت كانت سيئة، وبأنه كان سيطلب صيغة أخرى لو عرضت عليه قبل نشرها.
و"حركة المقاطعة وسحب الاستثمار وفرض العقوبات" التى تأسست فى 2005 ويرمز إليها بالأحرف الثلاث من اسمها بالإنجليزية "بى دى اس" ، هى حملة عالمية لمقاطعة اقتصادية وثقافية وعلمية لإسرائيل تهدف إلى إنهاء الاحتلال والاستيطان فى الأراضى الفلسطينية.
ويعتبر مسؤولون اسرائيليون وألمان، بأنها معادية للسامية، لكن الحركة تنفى ذلك بشدة، وبعد نشر التغريدة، حمل المجلس المركزى ليهود ألمانيا، الثلاثاء، بعنف على المتحف اليهودى الذى يعد مؤسسة حقيقية وافتتح فى 2001، وهو يتمتع بشعبية كبيرة بين السياح وسكان برلين.
وكتب المجلس الذى يؤكد شيفر أنه قدم اعتذاراته له فى تغريدة "طفح الكيل، يبدو أن المتحف اليهودى فى برلين أصبح خارجا عن كل سيطرة، فى هذه الظروف علينا أن نتساءل ما إذا كانت صفة يهودى ما زالت مناسبة له"، لكن مدير المتحف أصر فى حديثه لمجلة "دير شبيجل"، على أن المؤسسة مهمتها أن تروى "التاريخ والثقافة والديانة اليهودية فى ألمانيا"، لكنها ليست "ناطقة" باسم الجالية اليهودية و"لا باسم اسرائيل".
وتتسم القضايا المرتبطة بمعاداة السامية وإسرائيل بحساسية كبيرة فى ألمانيا بسبب الماضى النازى ومحرقة اليهود فى الحرب العالمية الثانية، وتحتل عودة معاداة السامية فى السنوات الأخيرة مع تقدم اليمين القومى ووصول مئات الآلاف من المهاجرين من العالم العربى حسب السلطات، عناوين الصحف الرئيسية باستمرار.
وتشير وسائل الإعلام الألمانية إلى أن المتحف اليهودى واجه انتقادات متكررة من اسرائيل معتبرة أن مواقفه معادية لها، وكتبت صحيفة "سود دويتشه تسايتونج"، أن شيفر أثار فى مارس الماضى استياء لاستقباله فى المتحف الملحق الثقافى فى السفارة الإيرانية سيد على موجانى، لمناقشة إمكانية إقامة معرض لأطنان من الصور ليهود إيرانيين.
فيما انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، مؤخرا المتحف اليهودى فى برلين، بشدة بسبب معرضه "أهلا بكم فى القدس"، معتبرا أنه معاد لإسرائيل ومؤيد للفلسطينيين، بينما تجاهلت الحكومة الألمانية طلب نتانياهو سحب دعمها للمعرض، حسب الصحيفة نفسها، وفى الإطار ذاته، عين مارتين ميكايليس مديرا للمتحف حاليا بدلا من شيفر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة