قبل أسابيع قليلة، كانت قضية كيم جونج نام، الأخ غير الشقيق لرئيس كوريا الشمالية الذى قتل بشكل غامض عام 2017 تحظى بقليل من الاهتمام، ربما لعدم قربه من أخيه الرئيس، لكن الأمور اختلفت بشكل كبير بعد الكشف عن أن "نام" كان مخبرا للسى أى إيه.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية سلطت الضوء على الحياة السرية لكيم نام، وكيف تخفى فى صورة الشخص المستهتر بينما كان هو فى الأساس مصدر معلومات مهم للمخابرات الأمريكية.
وقالت الصحيفة إنه قبل أن يقتل الأخ غير الشقيق لرئيس كوريا الجنوبية كيم جونج أون فى هجوم بغاز للأعصاب فى مطار ماليزى عام 2017، كان يعرف بأنه مستهتر ومحتال، وليس مخبرا سريا للإف بى أى.
وكان كيم جونج نام، وهو أول ابن يولد لرئيس كوريا الشمالية السابق كيم جونج إيل، يعيش منفيا بين المقامرين وأفراد العصابات فى منطقة ماكاو الصينية.
ولأنه كان العضو الوحيد البارز من أسرة كيم الذى يعيش خارج البلاد، كان الصحفيون اليابانيون والكوريون الجنوبيون يتتبعونه ويسلطون الضوء عليه، وكان نام ممن استمتعوا بالساعات باهظة الثمن والنبيذ والسيجار، ونشر على فيس بوك صورا له خارج الكازينوهات والمنتجعات المختلفة، وعلق على واحدة من هذه الصور قائلا "أعيش أجواء لاس فيجاس فى آسيا".
لكن خلف هذه الصورة كان الرجل يقوم بوظيفة مخبر سرى لوكالة الاستخبارات المركزية.
وبحسب مصادر، كان كيم جونج نام قد قدم معلومات إلى وكالة الاستخبارات، وغالبا ما كان يقابل من يعامل معهم من الاستخبارات فى سنغافورة وماليزيا.
هذه المعلومات التى كشفت عنها صحفية "واشنطن بوست" آنا فيفيلد فى كتابها بعنوان "الخلف العظيم" أدت إلى رد فعل من الرئيس دونالد ترامب الذى عندما سئل عن علاقة السى أى إيه بالأخ غير الشقيق لكيم لم يستطع أن ينفى أو يؤكد الأمر.
وقال ترامب للصحفيين يوم الثلاثاء: أعرف هذا أن علاقة من هذا النوع لم تكن لتحدث تحت رعايتى، لكنى لا أعرف عن هذا الأمر، لا أحد يعرف".
ورفض السى آى إيه التعليق على الأمر.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إن العلاقة السرية تسلط الضوء على المدى الذى يجب أن تذهب إليه وكالة الاستخبارات لكشف المعلومات عن المجتمع الأكثر انغلاقا فى العالم.
ويقول بروس كلينجير، نائب رئيس قسم كوريا فى السى أى إيه:من الممكن جدا أن يكون مصدرا للوكالة الاستخباريتية. فبعد موت كيم جونج أيل، لم يكن لدى الحكومة الأمريكية معلومات كثيرة عن كيم جونج أون، لذلك كان هناك تسارعا فى الحصول على المعلومات واهتمام كبير فى الحديث مع الأخ غير الشقيق.
ويعتقد أن كيم جونج نام قابل عميلا للمخابرات الأمريكية فى جزيرة ماليزية قبل أيام قليلة من مقتله فى مطار كوالالمبور، بحسب ما قال مسئول ماليزى أجريت معه مقابلة بعد مقتل نام.
فالحقيبة التى كان يحملها فى المطار كانت تحتوى على 120 ألف دولار نقدا، مما أثار شكوك على الفور بشان تعاملات غامضة.
وقال كلينجنر، إن مبلغا من المال مثل هذا يعكس علاقة سرية إما ذات طبيعة إجرامية أو استخباراتية، ويسخر من فكرة أن "السى اى إيه" يدفع لمخبريه أكثر مما يدفع لموظفيه.
لكن لا يعرف على وجه التحديد ما الذى كان كيم يقدمه للمسئولين الأمريكيين أو لمسئولى المخابرات فى كوريا الجنوبية والصين، حيث يعتقد أنه كان على صلة بهم أيضا. لكنه سعى على الأرجح إلى مصدر دخل إضافى بعد مقتل عمه جانج سوند ثاك، بحسب ما قال شخص مطلع على مصادر تمويله.
وكان جانج مسئولا رفيع المستوى تم إعدامه فى عام 2013 مع تعزيز كيم جونج أون لسلطته، وقد تحدث مرارا مع "كيم جونج نام" خلال نفيه ودعم بشده حياته فى منتجع ماكاو الصينى.
ومن المحتمل أن يكون سعى الزعيم الشاب للسلطة وإعدام عمه سبب توجه كيم جونج نام إلى أحضان أجهزة الاستخبارات الأجنبية مع محاولته لحفاظ على أسلوب معيشته.
ويقول كلينجنر إن مسئولى الاستخبارات ربما طلبوا من كيم جونج نام على الأرجح أن يفسر بعض الأحداث داخل كوريا الشمالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة