فى حديثه لشبكة سى بى إس نيوز، لوح وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، بالخيار العسكرى ضد إيران قائلا، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب لديها الصلاحيات القانونية لضرب إيران دون الحصول على موافقة الكونجرس. ذلك على الرغم من تأكيده مجددا أنهم لا يرغبون فى خوض حرب، وهو ما أكده الرئيس الأمريكى نفسه مرارا.
وبحسب شبكة "سى.إن.إن"، الأمريكية، الاثنين، يمنح الدستور الأمريكى، فى مادته الأولى، الكونجرس سلطة إعلان الحرب ومع ذلك توفر المادة الثانية من الدستور السلطة للرئيس لتوجيه الجيش، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وفى الفترة التى سبقت حرب العراق كانت جهود إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، لتمرير قرار استخدام القوة العسكرية الذى يعرف باسم AUMF، نقطة خلاف داخل الكونجرس، وتكرر الأمر مرة أخرى خلال الحملة العسكرية الأمريكية ضد تنظيم داعش فى العراق وسوريا.
ورغم أن الكونجرس لم يصوت بشكل كامل على تفويض الحرب ضد داعش، غير أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، شنت ضرباتها من منطلق الدفاع عن المصالح الأمريكية. وعندما وجه الجيش الأمريكى ضربة لبعض المواقع العسكرية السورية فى أبريل العام الماضى، وسط اتهامات له بانتهاك سلطة الكونجربس، برر ترامب تصرفه قائلا، إن تحركه جاء "وفقا للدستور ولحماية مصالح الولايات المتحدة".
كانت صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريرا، السبت الماضى، يشير إلى رفض داخل الكونجرس لخيار الحرب ومساعى لعرقلة إدارة ترامب عن الإقدام على هذا القرار، إذ يخشى أعضاء من الحزب الديمقراطى المعارض لترامب وآخرون من منتقدى سياسات إدارته من المضى قدما فى نزاع عواقبه وخيمة.
وتصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ مايو الماضى، مع إلغاء الإدارة الأمريكية الاستثناء التى كانت تمنحه لـ8 دول تستورد النفط الإيرانى، مما يعنى وصول صادرات طهران إلى صفر. وفى اعقاب ذلك هددت القيادة الإيرانية بالانسحاب من الاتفاق النووى وغلق مضيق هرمز الذى يمر منه 30% من صادرات النفط عالميا.
وكان بومبيو ومسئولون آخرون فى الإدارة الأمريكية قد اتهموا حكومة إيران بمهاجمة ناقلتى نفط فى خليج عمان عند أحد الممرات المائية الحيوية لتصدير النفط، استنادا إلى معلومات استخباراتية أفادت بأن قوات الحرس الثورى الإيرانية ـ المتهمة بنشر نفوذ طهران حول العالم، هى من وراء تلك الهجمات. وهو ليس الحادث الأول من نوعه إذ وقعت عمليات تخرب لأربع ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات فى منتصف مايو الماضى.
وأوضح وزير الخارجية الأمريكى أن تلك الهجمات، وكذلك قرار طهران بزيادة إنتاج الوقود النووى، كلها دلائل على أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اتخذ القرار الصائب بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى " فى مايو 2018 " ، والذى كان يستهدف ضمان إنهاء طهران لمخزونها من اليورانيوم فى مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.