خلال خطبة له، حاول هانى السباعى، الهارب خارج البلاد، ويعيش فى لندن، أن يكذب فكرة حصوله على الحق اللجوء السياسى فى بريطانيا رغم أنه يعيش فيها منذ بداية التسعينيات، الأمر الذى يثير سؤالين يحتاجان لإجابات واضحة وسريعة، الأول، إذا لم يحصل "السباعى" على حق اللجوء كما يزعم، فلماذا لم يتم ترحيله رغم أنه مدان فى أعمال إرهابية ومحكم عليه من قبل القضاء المصرى بالمؤبد فى قضية العائدون من ألبانيا، ولماذا يتم السماح له بالتحرك بأريحية؟.. أما السؤال الثانى إذا حاصل على حق اللجوء السياسى، فلماذا منحته دولة بريطانيا هذا الحق، وتمنحه اعتلاء المنابر وتكفير الآخرين؟
الإجابات على السؤالين السابقين أو دون الرد عليهما، يظهر للجميع أن هانى السباعى وأمثاله عبارة عن أدوات أو شخصيات يتم استخدامهم من قبل أجهزة الاستخبارات، وأن الأجهزة فى بريطانيا تدير هذا الملف منذ عقود طويلة وتستخدم الدعاة الأكثر تطرفا والأكثر خطورة فكرية لتنفيذ أجنداتها الخاصة فى منطقة الشرق الأوسط.
عقب فتح ملف هانى السباعى من خلال تقارير صحفية وإعلامية وانتقاد أفكاره المتطرفة، ألقى هانى السباعى خطبة من على منبره وسط أتباعه بدأه بقوله "هذه الخطبة حقى عليكم" وحاول خلالها أن يقنع أتباعه فى مساجد لندن بأنه من حقه أن يدافع عن نفسه من أعلى المنابر بعدما تم انتقاد أفكاره المتطرفة عبر تقارير صحفية مصرية.
هانى السباعى شبه نفسه برسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاول أن يصور لأتباعه بأن الإعلام المصرى ينتقد أفكاره لتخويف الناس من الإسلام والدعوة الإسلامية وأنه – أى هانى السباعى- مسلمون كالرسول والصحابة بينما من ينتقدهم بوسائل الإعلام كـ"أبو لهب" والكفار عامة.
وفى خطبة تزيد عن 60 دقيقة جمل التكفيرى هانى السباعى صورته وهاجم مصر والإعلام المصرى، إذ ووصف "السباعى" الإعلام المصرى بالساحر والماجن، قائلا :"هذا الإعلام يحاول أن يحول بين دعاة الله وبين الناس وتخويفهم من الإسلام"، ولم يكتف "السباعى" بتشبيه نفسه برسول الله محمد عليه الصلاة والسلام بل شبه نفسه أيضا بسيدنا موسى عندما وصفه الناس بأن به برثن، ولكن برأه الله وكان عند الله وجيها.
ومن ضمن الرسائل التى وجهها "السباعى" لأتباعه قوله:" دوما الرسول والأنبياء والدعاة يتعرضون لمثل هذه الحملات التشويهية"، وبهذا الرسالة حاول التكفيرى هانى السباعى أن يضع نفسه مع الرسول والأنبياء وأن منتقديه هم الكفار، مستشهدا بقول الله تعالى :" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58).
ووصف "السباعى" الإعلام المصرى بإعلام الردة الذى يفترى على الإسلام ورسول الإسلام، كما أن الإعلام يفترى على المؤمنين، كما هاجم الجيش المصرى ومؤسسات الدولة المصرية، ودافع فى الوقت ذاته عن الإرهابى هشام العشماوى.
وحاول "السباعى" خلال خطبته تحسين وجه المنظمات الحقوقية الموالية للإخوان وتشوه الدولة المصرية، كما حاول أن يتبرأ من عمالته لبريطانيا زاعما أنه يعيش فى منزل هزيل تسكنه الفئران.
وحاول "السباعى" أيضا أن يتبرأ من تحريضه على الدولة المصرية حتى لا يتم إلقاء القبض عليه، قائلا :" لو قلت كلمة تحريضية واحدة سيتم القبض عليا، وأنا لست مجنونا لكى أقول لهذا الكلام".
وزعم "السباعى" أنه لم يحصل على حق اللجوء السياسى فى بريطانيا رغم أنه يعيش فيها منذ بداية التسعينيات، إلا أنه فى الوقت ذاته مدح بريطانيا ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية، إلا أنه انتقد المعاهدات التى بين لندن والدولة المصرية.
تواجد عدد كبير من الإرهابيين على الأراضى البريطانية فضلا عن المركز الرئيسى لتنظيم الدولى للإخوان يثير جدلا واسعا خاصة بشأن الأسباب التى تدفع لندن إلى التمسك بتلك العناصر على أراضيها رغم ما تشكله من مخاطر على الأمن القومى الأوروبى عامة والبريطانى خاصة، الأمر دفع اساتذة علوم سياسية وحقوقيون مطالبة لندن بطرد هؤلاء وتسليمهم لبلدانهم فى خطوة لمحاربة الإرهاب والتطرف.
وفى هذا السياق توقع الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن يتم فتح ملف العناصر التكفيرية الحاصلة على حق اللجوء السياسي فى بريطانيا من جانب الحكومة البريطانية الجديدة بعدما استقالت رئيسة الوزراء تريز ماي.
وقال "فهمى" فى تصريحات خاصة :أن العناصر التكفيرية أمثال هانى السباعي وياسر سرى وغيرهم عناصر خطر على بريطانيا قبل أن يكونوا خطرا على الدول الأخرى، إذ يحرضون وينشرون الفكر المتطرف ويستخدمون المنابر لصالح أفكارهم المتطرفة.
وعن أسباب منح الحكومة البريطانية حق اللجوء السياسى لأمثال هؤلاء، فسر "فهمى" هذا الأمر قائلا:" بريطانيا تستخدم هؤلاء كورقة ضغط، وتزعم أنها تمنحهم حق اللجوء بدعوى أن الحرية ومنحهم الحقوق الإنسانية بزعم أنهم شخصيات محسوبة على المعارضة".
من جانبه أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن المسرح السياسي الأوروبي، وفي القلب منه البريطاني، يشهد تغييرات ملحوظة خلال الآونة الأخيرة، وهو ما كشفت عنه نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة، والتى شهدت تراجع الأحزاب التقليدية كالعمال والمحافظين لصالح تيارات جديدة في مقدماتها التيار اليميني الشعبوي.
وأضاف الباحث السياسى، أن هذا الاتجاه الجديد يدفع في اتجاه إعادة النظر في الكثير من السياسات البريطانية بل والبريطانية بشكل عام، خاصة بعد أن بات الأمن الأوروبي مهددا من قبل الأجانب المقيمين في أوروبا، مطالبا أن يفتح فتح هذا الملف بشكل صريح.
وتابع طه على: يوجد في لندن أكبر عدد من التنظيمات المتطرفة في أوروبا ما جعل الأمن البريطاني أكثر عرضة لخطر تلك التنظيمات، وهو ما أثر بشدة في ظهور التيارات اليمينية المتطرفة، والرافضة لوجود الأجانب على الأراضي البريطانية.
وبشأن الأسباب التى تدفع بريطانيا للإبقاء على تلك التنظيمات الإرهابية وقياداتها داخل أراضيها، أكد هيثم شرابى الباحث الحقوقى أن لندن تتمسك بهانى السباعى وترفض تسليمه أولا لأنه لديه رصيد معلوماتي مهم عن غالبية قيادات كوادر وعناصر الإرهاب في العالم سواء القاعدة او داعش، ثانيا لكتابه المشهور بعنوان (تسريح الجيوش ضرورة شعبية)، وهجومه الدائم على الجيوش الوطنية في العراق وسوريا وطبعاً النصيب الأكبر من الهجوم يطال مصر.
وتابع الباحث الحقوقى: بهذا التعنت والرفض المستمر لتسليم مصر الإرهابي هاني السباعى تعلن بريطانيا عن عداءها لمصر واحتضانها لمن يهاجمون الجيش والشرطة تحت دعوى أنهم لاجئين سياسيين ومعارضين للنظام.
وكان موقع قطريليكس كشف العلاقة بين هانى السباعى" والنظام القطرى، مؤكدا أن هانى السباعى هو بوق نظام الحمدين فى لندن، وأن النظام القطرى أوكل لهانى السباعى مهمة تفريخ العملاء، وأمده بالأموال لإطلاق الفتاوى والترويج للأفكار الجهادية، وإنشاء ما يسمي بمركز المقريزى للدراسات فى لندن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة