غادر الرئيس عبد الفتاح السيسى، العاصمة البيلاروسية مينسك، صباح اليوم الأربعاء، متوجها إلى رومانيا، فى ختام زيارة لبيلاروسيا استغرقت ثلاثة أيام، وكان فى وداعه بالمطار الرئيس البيلاروسى ألكسندر لوكاتشينكو.
ومن المقرر أن يعقد الرئيس السيسى فى زيارته للعاصمة الرومانية بوخارست، جلسة مباحثات مع نظيره الرومانى كلاوس يوهانيس، بالإضافة إلى مقابلة رئيسى مجلس النواب ومجلس الشيوخ فى رومانيا، لبحث سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، بالاضافة الى استعراض أوجه التعاون والتنسيق المتبادل على الصعيدين الدولى والإقليمى.
كما سيلقى الرئيس السيسى، كلمة فى جامعة "بوخارست للدراسات الاقتصادية"، تتضمن إلقاء الضوء على مجمل العلاقات الثقافية والحضارية بين مصر ورومانيا، وجهود تطوير منظومة التعليم العالى والبحث العلمى فى مصر، وآفاق تعظيم التعاون بين البلدين فى هذا الإطار.
وكان الرئيس السيسى، قد أجرى مباحثات مثمرة خلال زيارته لمينسك مع نظيره البيلاروسى ألكسندر لوكاتشينكو، ورئيس الوزراء سيرجى روماس ورئيسى غرفتى البرلمان، تناولت دعم العلاقات بين مصر وبيلاروسيا فى مختلف المجالات، وتوسيع التعاون المشترك فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، كما شهد الرئيس السيسى ونظيره البيلاروسى التوقيع على مجموعة من مذكرات التفاهم لتوسيع التعاون المشترك بين البلدين.
وتناولت المباحثات التى أجراها الرئيس السيسى مع الرئيس لوكاتشينكو، سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد الرئيس "لوكاتشينكو" فى هذا الصدد بالإصلاحات الاقتصادية الشاملة فى مصر، والتى كان مؤداها التحسن الملحوظ فى مؤشرات الاقتصاد، كما أكد الجانبان أهمية العمل على تفعيل مجلس الأعمال المصرى البيلاروسى المشترك ليمثل ركيزة أساسية لتعزيز الاستثمارات المتبادلة فى العديد من القطاعات وتعظيم حجم التبادل التجارى بين البلدين وإحداث نقلة نوعية فى العلاقات الاقتصادية المصرية البيلاروسية، خاصةً بمشاركة الشركات البيلاروسية فى تنفيذ المشروعات القومية العملاقة فى مصر كمشروع المحور الاقتصادى لمنطقة قناة السويس.
كما تم مناقشة تعزيز التعاون بين الجانبين فى عدد من المجالات كالتصنيع العسكرى والصناعات الثقيلة التى تتمتع فيها بيلاروسيا بمزايا كبيرة، والصناعات الدوائية، والزراعة والإنتاج الغذائى والحيواني، والسياحة والثقافة، علاوةً على تبادل الخبرات فى المجال الأكاديمى والبحثى فى القطاعات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين بيلاروسيا والقارة الأفريقية فى ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي.
وتطرقت المباحثات إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتوافقت وجهات نظر البلدين فى هذا السياق بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية فى سوريا، ومواصلة العمل على إعادة إعمار البلاد، والقضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، بما يحافظ على وحدة الأراضى السورية ويلبى التطلعات المشروعة للشعب السورى الشقيق وينهى معاناته الإنسانية.
أما على صعيد مستجدات الأوضاع الليبية، فقد استعرض الرئيس السيسى رؤية مصر للحل السياسى فى ليبيا وجهودها من أجل توحيد ودعم المؤسسة العسكرية الليبية بهدف تمكينها من القيام بمهامها، لا سيما فى إطار حملتها للقضاء على العناصر والتنظيمات الإرهابية.
كما تم بحث جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فى ضوء ما تمثله تلك الظاهرة من تهديد حقيقى على مساعى تحقيق التنمية فى المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس السيسى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى لحصار تلك الآفة على كافة المستويات، سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح، مستعرضا نتائج العملية الشاملة "سيناء 2018" والنجاحات التى حققتها فى مواجهة الجماعات الإرهابية.
وأشاد الرئيس "لوكاتشينكو"بجهود مصر فى حربها على الإرهاب من خلال علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفكر المتطرف الذى يؤدى إلى الإرهاب.