قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فى مدينة بنغازى الليبية، الدكتور المبروك سلطان، إن معركة طوفان الكرامة التى يقودها الجيش الليبى لتحرير طرابلس هى معركة استعادة وطن ومقدراته من أيادى المليشيات والتنظيمات التى تغولت وأصبحت صاحبة القرار على مقدرات الشعب الليبى وأهم مواردها وهو النفط .
وأكد الدكتور المبروك سلطان فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المؤسسة الوطنية للنفط فى طرابلس تساهم فى دعم الموارد المالية للمليشيات، وذلك عبر استخدامهم كشركات أمنية وتشغيل أفرادها للعمل يأتى بضغوط منها، موضحا أن أفراد عصابات التهريب للمحروقات المدعومة بالتعاون مع أطراف من مؤسسة طرابلس تساهم فى تهريب المحروقات الأمر الذى يشكل هدر للعائدات الليبية وتحول الموانئ خاصة التى تخضغ لسيطرة المليشيات إلى أوكار لعصابات ومافيات دولية للتهريب .
كان الجيش الوطنى الليبى قد أطلق عملية عسكرية فى الرابع من أبريل الماضى، وذلك لتحرير العاصمة طرابلس من قبضة المليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة، وتمكنت قوات الجيش من التقدم عبر ثمانية محاور مختلفة فى ضواحى طرابلس وباتت على بعد ما يقرب من 25 كم من قلب طرابلس.
وردا على بيان المؤسسة الوطنية للنفط فى طرابلس حول تخوفها مما وصفته "عسكرة النفطى"، أكد الدكتور المبروك سلطان أن ما يصدر من بيانات عن المؤسسة فى طرابلس يأتى فى إطار “المماحكات” السياسية ومحاولة دعم المليشيات فى العاصمة سياسيا وإعلاميا، مؤكدا أن ذلك لا علاقة له بالأوضاع فى الموانئ والحقول النفطية.
وأكد المبروك سلطان أن المواقع النفطية لم تشهد استقرارا أمنيا إلا بعد تامين القوات المسلحة الليبية وحرس المنشآت، الأمر الذى انعكس إيجابا فى زيادة الإنتاج وعودة المستخدمين الليبيين وبعض الشركات الخدمية الليبية والأجنبية، مرجحا تعرض مؤسسة النفط فى طرابلس لضغوطات من التنظيمات المتحكمة فى طرابلس وبعض الأطراف الدولية المساندة لها.
وأشار رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فى بنغازى، إلى أن المؤسسة مقرها القانونى وفقاً لقوانين الدولة الليبية مدينة بنغازى وبإمكانها القيام بجميع أعمالها التى من شأنها تحقيق استقرار للدولة الليبية، ومن بينها تحقيق عائد اقتصادى وبطرق شفافة ومعيارية من خلال عمليات تصدير النفط الليبى.
وأكد الدكتور المبروك أن النفط سلعة دولية والسوق العالمى يدرك جيدا أن تصريحات صنع الله تدخل فى مساندة المليشيات المتحكمة فى مفاصل طرابلس، ومن بينها المؤسسة الوطنية للنفط فى طرابلس، مضيفا: "كل المسؤولين فى طرابلس تعرضوا للابتزاز والخطف والتهديد، صنع الله ليس استثناءً وإن رغب فى إظهار غير ذلك".
وبخصوص اقتراح الحكومة الليبية المؤقتة بضرورة تشكيل لجنة دولية لمراقبة انفاق الرئاسى ومؤسسة النفط، أكد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فى بنغازى إلى أن تقارير ديوان المحاسبة والتقارير الدولية وتصريحات غسان سلامة المبعوث الأممى لدى ليبيا تؤكد وجود هدر ونهب غير مسبوق للأموال الليبية، مشددا على ضرورة وقف نهب العائدات التى تخص الدولة الليبية ولا تخص المجلس الرئاسى أو مصطفى صنع الله .
وأشار رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فى بنغازى أن التوزيع العادل للثروات الليبية هو سؤال متكرر وتمت دراسته من عدة أطراف وقام النظام الليبى السابق بعدة محاولات، لإعادة توزيع الثروة لكنها فشلت لعدة أسباب أهمها أن النظام المركزى لا يتفق أساسا وفكرة العدالة فى التوزيع، موضحا أن ليبيا بحاجة إلى خطة عملية لإعادة توزيع الثروة بشكل عادل على كافة مناطقها .
وأوضح أن النفط الليبى لم يكن بعيدا عن الصراع منذ اليوم الأول لثورة 17 فبراير 2011، متهما رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فى طرابلس مصطفى صنع الله باستخدام النفط ضد القوات المسلحة الليبية بافتراءات وأكاذيب رغم ما قدمته المؤسسة العسكرية له من خدمات وهو أمر مريب وينبئ بموقف غير وطنى ربما تقف وراءه أطراف دولية، على حد قوله.
وأشار الدكتور المبروك سلطان إلى أن المجلس الرئاسى الليبى لا يمتلك من أمره شيئاً، مؤكدا أن مصطفى صنع الله رئيس مؤسسة النفط فى طرابلس، يتحرك بأوامر أمراء المليشيات ولوبى النفط الدولى الذى لايريد أن يستفيد الشعب الليبى من استقرار صناعة النفط الذى أصبح فى نظره مجرد رقم انتاج يحققه للشركات التى تستفيد من التعاملات مع ليبيا.