بعد أن بدا لباتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكى منذ ديسمبر2018 أنه على يقين تام من تسلمه منصب قيادة الجيش الأول فى العالم كوزيرا للدفاع، إلا أنه تفاجأ بقضية عمرها 9 سنوات تعصف بآماله فى تولى المنصب، وجعلت فرص وصوله إلى رئاسة البنتاجون معدومة تماما، إنها قضية لا تحمل عنوان خيانة أوتسريب معلومات أو وثائق بل هى قضية عنف أسرى، وتلك القضية التى آثارت ضجة كبيرة حيث دفعته إلى تخليه عن المنصب الذى رشحه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب له.
شاناهان وترامب
وأفادت صحيفة "يو اس ايه توداى" أن مكتب التحقيقات الفيدرالى "اف بى آى" كان يحقق فى إطار آلية المصادقة على تعيينه وزيراً للدفاع فى مجلس الشيوخ، فى اتهامات بعنف منزلى يعود تاريخها لشهر أغسطس 2010 بحق شاناهان وزوجته السابقة، وأكد شاناهان أنه بالفعل كان هناك خلاف مع زوجته كيمبرلى تطور إلى توجيهها له لكمات عدة نزف على أثرها من أنفه، ووُجّهت إلى الزوجة التى قالت إنها تعرّضت لضربات على بطنها، تهمة استخدام العنف قبل إسقاط التهم أثناء آلية الطلاق.
كما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" من جهتها حادثة أخرى متعلقة بكيمبرلى وابنها البكر وليم فى نوفمبر 2011 ،فبحسب وثائق قضائية، أقدم وليم عندما كان عمره 17 عاماً، على ضرب والدته بعصا البيسبول أثناء شجار، وتركها فاقدة للوعى غارقةً فى بركة دمّ بعد أن أصيبت بكسر فى جمجمتها ،وحُكم على المراهق بالسجن 18 عاماً فى مركز للأحداث وبإخلاء سبيل مشروط لمدة أربعة أعوام، لكن تمّ تخفيض الحكمين فى نهاية المطاف.
دونالد ترامب
وصرّح شاناهان للصحيفة أن "المشاكل يمكن أن تصيب جميع العائلات قائلا " إنها حقاً مأساة وأعتقد أن متابعة آلية المصادقة فى تعيينى وزيرا للدفاع ستُرغم أبنائى الثلاثة على أن يعيشوا مرة أخرى فصلا مؤثرا فى حياة عائلتنا وستعيد فتح جروح أمضينا سنوات لتضميدها".
وتأتى مغادرته منصبه فى أجواء من التوترات الشديدة مع إيران التى تتهمها واشنطن بالوقوف خلف الهجمات على سفن قرب مضيق هرمز وهو ممر استراتيجى تمرّ عبره ثلث إمدادات النفط العالمية، مما دفع ترامب إلى ترشيح مارك إسبر ليشغل منصب وزير الدفاع، بدلًا من باتريك شانهان.
وبحسب الصحيفة يبدو شاناهان متماشيا مع مواقف ترامب فى جميع قراراته سواء قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا بناء على رغبة الرئيس، وإرسال حوالى أربعة آلاف جندى إلى الحدود الأمريكية-المكسيكية، تمويل بقيمة مليار دولار من الموازنة الدفاعية لبناء جدار مخصص لمنع الهجرة غير القانونية، توترات مع الصين على خلفية قضية هواوى، مما دفعه إلى ترشيحه للمنصب.
وانتقدت الصحيفة تصرف الرئيس ترامب لترشيح شاناهان للمنصب بسبب السجل السيئ لعائلته، وأثارت الصحيفة إلى قضية عدم دقة الرئيس فى اختيار وزرائه وممثليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة