قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن صناعة الفطائر والكعك فى الأعياد يعد من العادات المصرية الأصيلة ومن ميراث الأجداد؛ وترجع إلى أكثر من 5 آلاف عام، مشيرا إلى أن تلك العادة ارتبطت بالاحتفالات والأعياد عند الفراعنة.
وأضاف عبد البصير أن هذه الصناعة امتدت من عصر الأسرات المصرية القديمة عبر مصر القبطية والإسلامية وصولا إلى مصر فى القرن الـ21، موضحا أن الخبازين القدامى تفننوا فى تصنيعه بأشكال متنوعة مثل المخروطى واللولبى والمستطيل والمستدير، وكان يتم نقشه بما يقرب من 100 نقشة بأشكال مختلفة.
وكشف عن سبب تسمية الكعك فى مصر القديمة بـ"القرص"؛ حيث إنها كانت مرتبطة فى العقيدة القديمة بـ(قرص الشمس)، الذى كان من مظاهر الكون المقدسة؛ ولذا أخذ الكعك الشكل المستدير الكامل، وكان يتم تزيينه بخطوط مستقيمة مثل أشعة الشمس الذهبية، ومن هنا جاءت فلسفة تمثيل الكعك فى شكل القرص المستدير.
وأوضح أنه كان يتم صناعة الكعك وتقديمه إلى المعابد وآلهتها وكهنة المعابد الجنائزية وعقيدة الملك المتوفى الذين كانوا مسئولين عن إحياء عقيدة الملوك أصحاب المقابر الملكية، مشيرا إلى وجود مناظر أثرية تصور صناعة الكعك فى مقبرة الوزير "رخميرع" فى الأقصر من عصر الأسرة الـ18 وغيرها من مقابر.
وأكد أن الأمر لم يقتصر على صناعة الكعك فى الأعياد، بل كان هناك نوع مخصص كقرابين يتم تقديمها للموتى عند زيارة الأقارب للمقابر، وكان يشكل على هيئة تميمة "عقدة إيزيس"؛ لذا كان يتم توزيع القرص والكعك على روح المتوفى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة