يعد متحف المجوهرات من أجمل متاحف محافظة الإسكندرية، ليس فقط من حيث جمال المعروضات والتى هى عبارة عن مجموعة فنية ذات ذوق رفيع فى قطع الحلى والمجوهرات، بل لأن المبنى الخاص بالمتحف هو مبنى أثرى له طراز معمارى وفريد يميزه عن باقى المتاحف.
وفى إطار الترويج السياحى لمتحف المجوهرات بالإسكندرية خاصة أن الإسكندرية تستقبل ضيوفا وزائرين أجانب خلال استضافة بطولة كأس الامم الأفريقية، قام متحف المجوهرات الملكية بالتعاون مع متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، بتنظيم معرض للصور الفوتوغرافية تحت عنوان "التاج الفوتوغرافى.. كنوز من متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية"، والذى يستمر حتى 11 يوليو 2019، حيث يضم المعرض الصور الفوتوغرافية المتميزة والفائزة فى مسابقة "التاج الفوتوغرافي" التى أقيمت فى ديسمبر 2018.
"اليوم السابع" يرصد فى 30 صورة كنوز متحف المجوهرات
وقال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن المعرض جاء بالتعاون مع متحف المجوهرات بهدف نشر الوعى الثقافى والمعرفى، والربط بين الفنون والتاريخ، خاصة أن متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية ومتحف المجوهرات الملكية على رأس قائمة الوجهات السياحية والثقافية بمدينة الإسكندرية، والتى من المتوقع استقبال وفود الزائرين المشاركين فى بطولة كأس الأمم الأفريقية وهو ما يمثل ترويجا سياحيا لكل من المتحفين معا.
وأشار "عبد البصير"، إلى أن الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية قد أصدر تعليمات بدخول الزائرين الأفارقة بالمجان، تنفيذا لتعليمات الرئيس السيسى بأن العام الحالى عام التعاون الأفريقى، كما تم تزويد التحف بمرشدين يتحدثون اللغة الإنجليزية والفرنسية لاستقبال ضيوف الأمم الأفريقية مع التجديد المستمر فى أسلوب العرض المتحفى داخل متحف الآثار، لجذب الزائرين القادمين إلى الإسكندرية.
وقال "عبد البصير"، إن متحف المجوهرات من أروع المتاحف التى توجد بالإسكندرية ويضم كنوزا متميزة، من مجوهرات ومقتنيات الأسرة العلوية، بالإضافة إلى أن القصر فى حد ذاته تحفة معمارية وهو قصر الأميرة فاطمة حيدر، ويتميز القصر بالطراز المعمارى الفريد وتحوله إلى متحف هو إنجاز كبير يحسب لوزارة الآثار.
وحول المسابقة الفنية قال مدير متحف الآثار، إن المسابقة جاءت بالتعاون مع مؤسسة "عدسة" والتى لها تعاون سابق مع متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، حيث تم تنظيم مسابقة مماثلة العام الماضى فى المتحف الإسلامى ولاقت نجاحا كبيرا، ولذا تم تكرار التجربة بالتعاون مع متحف المجوهرات بالاسكندرية، لإلقاء الضوء عليه والترويج السياحى له، وتضمنت المسابقة نحو 49 صورة متميزة، سواء كان تصويرا بالموبيل أو كاميرات تصوير احترافية، كما تضمنت الأعمال التصويرية مقتنيات المتحف من المجوهرات وكذلك التصوير الفوتوغرافى للعمارة المتميزة لقصر الأميرة فاطمة حيدر الاثرى.
وأشار إلى أن المسابقات من هذا النوع تهدف الى إزالة الحاجز بين المصورين والمتاحف والمناطق الأثرية لخلق تعاون يساهم فى دعم السياحة الداخلية والخارجية بمصر وتنميتها، فضلاً عن إنتاج أعمال فنية وتوثيقية على مستوى احترافى لتنمية الدعاية والتوثيق السياحى وتطويرهما.
وقال "حسين عبد البصير" إن استضافة متحف الآثار للمعرض فى إطار دور مكتبة الإسكندرية فى التعريف بالتراث، وإبراز أعمال الفنانين المصورين وتشجيعهم على مزيد من الإبداع وحفظ التراث.
من جانبها قالت صفاء فاروق مدير متحف المجوهرات بالاسكندرية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إنه قد وقع الاختيار على متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية لتنظيم هذا المعرض، للترويج السياحى لمتحف الآثار، حيث إن المكتبة تستقبل عددا كبيرا من الزائرين والسائحين الأجانب ورؤية هذا المعرض والصور الفوتوغرافية من شأنها أن تحدث رواجى سياحى لمتحف المجوهرات لزيارتة والتمتع برؤية القطع الفنية المرعوضة بشكلها الطبيعى.
وأضافت مدير متحف المجوهرات أن المسابقة تضمنت تقديم أعمال فنية مصورة بإجمالى 300 لوحة فنية ولكن وقع الاختيار على نحو 49 صورة للعرض بمكتبة الإسكندرية، وهى أعمال مصورة متميزة وفائزة بالجوائز المسابقة، وتم اختيار مكتبة الإسكندرية بسبب حجم قاعات مكتبة الإسكندرية أكبر من قاعات المتحف وتسمح بإقامة مثل تلك المعارض.
وحول القطع الأثرية المتواجدة بالمتحف حاليا قالت إن متحف المجوهرات الملكية يضم نحو 1064 قطعة فى العرض حاليا، وهى مجموعة كبيرة من المجوهرات والتُحف الذهبية التابعة للأسرة العلوية المالكة، تؤرخ لعام 1805، ومنها تحف نادرة تؤرخ للفترة التى تمتد من عصر محمد على باشا إلى عهد فاروق الأول.
ونفت مديرة المتحف إقامة معارض متنقلة خارج أسوار المتحف لتلك القطع النفسية، خاصة أنها قطع ذات قيمة تاريخية لا تقدر بثمن، خاصة أن بعض القطع من المجوهرات قد يصل عدد أحجار الماسية بها إلى 2000 فص ألماس مما يصعب تحركها خارج أسوار المتحف.
وأكدت على التأمين الجيد للقطع الاثرية و الحلى الذهبية، و أنه يجرى لها صيانة دورية و ترميمات فنية متخصصة فى المجوهرات والحلى الذهبية، من خلال لجنة مشكلة من وزارة الاثار
وحول الطراز المعمارى المميز لقصر الأميرة فاطمة حيدر "مبنى المتحف" قالت إن العمارة تنتمى لطراز الباروك والروكوكو؛ حيث يبرز الطراز المعمارى فنون عصر النهضة فى اللوحات المصورة على الأسقف واللوحات الجدارية فى الممرات، والقاشانى إيطالى الصنع الذى أُعد خصيصًا للقصر، والأرضيات المُغطاة بقطع الفسيفساء المُنفذة على شكل لوحات وأشكال نباتية وهندسية، و حول أعمال ترميم مبنى القصر الحالى الاثرى، قالت مدير المتحف أن المبنى تعرض لاكثر من عملية ترميم للحفاظ علية، حيث تم ترميمة فى عام 2003 ثم عام 2010 و تم إفتتاحة لمدة عام ثم أغلق فى فترة الثورة، و إعيد إفتتاحة مرة أخرى عام 2014 و مازال مفتوحا الى الآن، و أكدت على أن القصر به منظومة جيدة لتصريف مياه الأمطار حفاظا على المبنى التراثى خاصة فى فصل الشتاء.