فى تحرك جديد يعكس انفتاح مصر على المجتمع الدولى، ورغبة الدولة المصرية فى تدشين عهد جديد من السياسة الخارجية الواعدة التى تعتمد على التنوع فى العلاقات القائمة على الاحترام وتبادل المصالح، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى زيارة إلى رومانيا فى خطوة هى الأولى من نوعها لرئيس مصرى منذ 15 عاماً، إلى هذا البلد الذى يرأس دورة الاتحاد الأوروبى الحالية.
وخلال زيارته التى اختتمها الرئيس اليوم الخميس، التقى الرئيس السيسى الرئيس كلاوس يوهانيس، وذلك بمقر قصر كوتروتشينى الرئاسى. حيث أقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمى ، إضافة إلى مقابلة رئيسى مجلس النواب ومجلس الشيوخ فى رومانيا، وإلقاء كلمة فى جامعة "بوخارست للدراسات الاقتصادية."
الرئيسان الرومانى والمصرى
زيارة رومانيا التى جاءت ضمن جولة للرئيس السيسى شملت بلاروسيا، تعكس بدورها تحرك مصرى جاد لتعزيز العلاقات مع بلد يجمعنا بها استثمارات المصرية فى رومانيا 100 مليون دولار استثمارات مباشرة وغير مباشرة فى مجال الصناعات الهندسية والتعبئة والتغليف والخدمات، كما تبلغ استثمارات رومانيا فى مصر حوالى 31.2 مليون دولار.
الرئيس السيسى مع رئيس رومانيا
وأصبحت الصناعات اليدوية والحرفية المصرية تتواجد بقوة داخل السوق الرومانية بعد تنظيم عددًا من المعارض للصناعات الصغيرة والمشغولات اليدوية والتراثية بدعم من المجلس المشترك وجمعية رجال الأعمال المصريين.
وتحتل مصر المرتبة الأولى للصادرات الرومانية فى إفريقيا والمنطقة، ووصل حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى 598.2 مليون دولار فى عام 2017، ويسعى مجلس الأعمال المصرى الرومانى لمضاعفة حجم التجارة بين مصر ورومانيا والوصول بها إلى مليار و300 مليون دولار.
كما تتركز أهم الصادرات المصرية لرومانيا فى البترول ومنتجاته، والأرز، والأسماك الطازجة والمُجمدة، والأدوية والمستحضرات الطبية، والأسمنت، والمنسوجات، والخضراوات والفاكهة.
اما عن جانب التعاون السياحى بين البلدين، فقد أعلن سفير رومانيا بالقاهرة ميهاى شتيفان ستوبارو، فى كلمته لوكالة الشرق الاوسط حول السياحة الوافدة لمصر، أن مصر تعد مقصدا سياحيا للسائحين الرومانيين، وتشهد زيادة مستمرة فى أعدادهم خاصة إلى مدينتى شرم الشيخ والغردقة، مشيرا إلى أنه يتم تسيير رحلات شارتر أسبوعيا إلى كل من شرم الشيخ والغردقة، ومازالت القاهرة الوجهة الدائمة للسائحين الرومانيين.
لحظة وصول الرئيس السيسى
وفى مارس الماضى، وخلال الدورة الثامنة لمجلس الأعمال "المصرى ـ الروماني"، ومنتدى رجال الأعمال المصرى الرومانى قرر الجانبان، التعاون المباشر بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالى من خلال الاتفاقيات الثنائية، ونشر الكتب العلمية والدوريات، وتبادل المناهج والبرامج التعليمية.
ومن أبرز وأحدث اتفاقيات التعاون بين البلدين، تبادل الخبرات فى مجال الطاقة التقليدية والمتجددة وكفاءة الطاقة، وكذلك تكنولوجيا مشروعات النقل الكهربائى، وأعرب ممثلو البلدين فى مارس الماضى عن رغبتهما فى توسيع التعاون الثنائى فى مجال الطاقة عن طريق مساهمة شركات قطاع البترول المصرية المتخصصة فى تصميم وتنفيذ مشروعات النفط فى رومانيا.
وتتسم العلاقات المصرية ـ الرومانية بأهمية خاصة فى الفترة الحالية على وجه التحديد، خاصة فى ظل رئاسة كلا البلدين للاتحادين الأفريقى والأوروبى، وهو الأمر الذى يجعل من التنسيق المستمر بين البلدين ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المشتركة التى يأتى فى مقدمتها الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الإرهاب وغير ذلك من القضايا الإقليمية والدولية.
الرئيس السيسى فى جامعة بوخارست
وتشهد علاقات البلدين تطور كبير ففى مارس الماضى وقعت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى المصرية ووزير بيئة الأعمال والتجارة وريادة الأعمال الرومانى، مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بمصر ووزارة بيئة الأعمال والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة برومانيا، بغرض التعاون فى مجالات الاستثمار ودعم الشركات الناشئة وريادة الأعمال، ومذكرة التفاهم الثانية بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بمصر ووزارة بيئة الأعمال والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة برومانيا، للترويج والتعاون فى مجال الأسواق الثالثة، والتى تركز على دعم وتيسير ضخ الاستثمارات وعقد الشراكات وزيادة التعاون التجارى مع الشركات غير المدرجة فى أسواق المال، حيث سيقوم الجانبان بالترويج لتنظيم الأحداث المشتركة ومنتديات الأعمال فى هذا القطاع، الذى يضم فرص هائلة للنمو، وشهدت الوزيرة والوزير الرومانى توقيع مذكرة تفاهم بين اتحادى الغرف التجارية فى البلدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة