يقع بعض الآباء فى خطأ كبير حين يظن البعض أن الوظيفة الوحيدة للأب تجاه أبنائه هى النصح والإرشاد.
فما أن يرى أى ابن من أبنائه إلا وينصحه، حتى لو لم يوجد مجال للنصيحة!
الأب يا سادة يجب أن يكون أشبه بالــ ( كوكتيل ) ..
يجب أن يستمع لأبنائه ويحاول جاهداً أن يلمس اتجاهاتهم وميولهم، ويدخل معهم فى تلك الاتجاهات، يجب أن يكون أب وصديق وصاحب وأخ وابن وزميل، يجب أن يتحدث ويستمع، يأخذ ويعطى، الحياة عدة منوعات، فيها الاجتماعيات، والثقافة، والفن، والدين، والرياضة... إلخ
فمن غير المعقول اختزال الحياة فى اتجاه واحد فقط هو الذى يعرفه الأب، ولا يريد لأبنائه أن ينفتحوا على الحياة، بل يريدهم نسخة منه، وهى النسخة التى اختارها هو أو اختارته ظروف بيئته ونشأته لنفسه.
ويكمن الخطأ الأكبر الذى يقع فيه بعض الآباء، أن يعيش الحياة مع أبنائه ممسكاً بالقلم الأحمر، ليصحح لهم كل أفعالهم من وجهة نظره هو لا من وجهة نظر الأبناء ومجتمعهم الذى هو بالضرورة مختلف عن مجتمع الأب.
ولا ينتج ذلك السلوك التقويمى المستمر الدائم سوى النفور والتباعد بين الأب وأبنائه.
أيها الآباء تقربوا لأبنائكم واعلموا أنهم ذوى عقول مختلفة عنكم، واعلموا أنه يخطأ من ينظر للحياة من شرفة واحدة.
