لا تزال الزوايا الصغيرة تمثل مفرخة للتنظيمات الإرهابية التى سعت خلال العقود الماضية لاستغلالها فى الترويح لأفكارهم الإرهابية، ولكن حققت وزارة الأوقاف خلال الفترة الحالية نجاحا كبيرا فى السيطرة على المساجد من قبضة تلك التيارات المتطرفة، وهو ما دعا خبراء ونواب للمطالبة بضرورة أن يتم عمل سيطرة كاملة على الزوايا أيضا لمنع تلك التيارات المتطرفة من استغلالها لأغراضهم.
فى هذا السياق قال الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، إنه لابد من متابعة دورية من قبل مديريات الأوقاف فى كافة المحافظات على الزوايا الصغيرة فى كل المحافظات، نظرًا لوجود بعض الشكاوى على استخدام هذه الزوايا من قبل تيارات إسلامية وسلفية تروج بها أفكارهم الهدامة والتى تدعو للعنف والتطرف.
وأضاف أمين دينية البرلمان، فى تصريح له، أن هناك تيارات سلفية تسيطر على هذه الزوايا فى القرى والمدن بالمحافظات، تستخدمها فى الخطب والدروس الدينية، لذا لابد من مراقبة ومتابعة دورية لكل الزوايا، واتخاذ القرارات الفورية والصارمة ضد أى مخالفين لقرارات وزارة الأوقاف.
وتابع، أن الهدف من هذه الزوايا استقطاب الشباب والأطفال لأفكار تلك التيارات، وكلها أفكار تدعو للهدم وليس البناء، مؤكدًا أننا نقدر الدور الكبير التى تقوم به الأوقاف على مواجهة الفكر المتطرف والإرهابى.
وفى إطار متصل أكد طارق أبو السعد الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن هذه الزوايا تشكل خطرا كبيرا إذا قلت المتابعة والرقابة على المساجد، مؤكدا أن وزارة الأوقاف تقوم بجهود كبيرة وملحوظة فى هذا الصدد، ولابد من دعمها بتشديد الرقابة على الزوايا، وأن يكون هناك تعامل شديد مع كل المخالفين فى أى من أنحاء الجمهورية.
وأضاف الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن هذه الزوايا تشهد حاليا عملية رقابة مشددة من خلال عملية الرقابة على الخطاب المقدم فى المساجد.
ومن جانبه قال الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن الفترة الحالية أظهرت قدرا كبيرا من نجاح وزارة الأوقاف في مساعي إحكام سيطرتها على المساجد وخاصة في شهر رمضان الذي اعتاد فيه أبناء التيار السلفي على السيطرة على المساجد للتواصل مع الجماهير ونشر أفكارهم المتشددة التي تتعارض بالضرورة مع الشخصية المصرية المعتدلة، رغم ذلك، إلا هناك المزيد من الجهود المطلوبة لمطاردة فلول السلفيين في الزوايا بالمناطق الشعبية، نظرا لخطورة ذلك.
ولفت الباحث السياسى إلى أن تمكين أئمة الأوقاف لمشهد الخطابة في المساجد من شأنه أن يعزز الفكر المعتدل، ويواجه التطرف وخاصة بين الأجيال الجديدة، ما يظهر أثره خلال السنوات القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة