تابع الأغلبية مؤخرًا واحدا من أحدث المسلسلات، وهو "تشرنوبيل"، والذى يعتمد على أحداث حقيقية وقعت بالفعل فى روسيا وكانت نتائجها كارثية بشكل كبير، وكعادة كل الأحداث الكارثية تختلف الأقاويل فيها، لذا نستعرض وسنسرد إليك تفاصيل تلك الحادثة برؤية تختلف بين روسيا والأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
الأحداث
وقعت الحادثة فى 26 إبريل 1986، حين انفجر المفاعل النووى الرابع بمدينة تشرنوبيل التابعة للاتحاد السوفيتى، وتم تصنيف هذه الحادثة كأكبر كارثة نووية شهدها العالم، حيث كان يعمل بالثلاث مفاعلات الأخرى ما يقرب من 200 عامل، أما فى الرابع الذى حدث به الانفجار كان يتم إجراء بعض التجارب فيه.
ويقال أن أحد العمال تسبب فى حدوث الانفجار، وحاول رئيس الفريق بعد الانتباه للخطر غلق المفاعل عن طريق إسقاط أعمدة من الجرافيت فى قلب المفاعل، مما يبطىء من سرعة التفاعل النووى ويخفض حراراته، لكن ما حدث عكس هذا، فقد ازدادت الحرارة واشتعلت بعض الغازات المتسربة وحدث الأنفجار.
وتعتبر الحادثة نتيجة للإهمال البشرى وقلة الخبرة، ونتج عنها حدوث اضطرابات فى إمدادات الطاقة بأوكرانيا، وغلق عدد كبير من المصانع والمزارع المجاورة لمنطقة المفاعل، وبلغت الخسائر المادية أكثر من 3 مليار دولار.
كما تم إعلان منطقة تشرنوبيل كـ " منطقة منكوبة"، ونقلت السلطات أكثر من 100 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل، وقاموا بعمليات دفن وتغليف للمفاعل بالخرسانة المسلحة حتى لا تتسرب الاشعاعات الناتجة عنه والتى أدت إلى وفاة عدد كبير متأثرين بالإشعاع وخاصة أمراض سرطان الغدة الدرقية.
وتصنف تلك الحادثة عالميًا كأسوء كارثة للتسرب الإشعاعي والتلوث البيئي شهدتها البشرية حتى الآن وصنفت ككارثة نووية من الدرجة ال 7، ووصلت السحابة المحملة بالاشعاعات النوويةإلى كل مناطق الاتحاد السوفيتى وبعض الدول مثل اليونان وتركيا والتشيك وألمانيا.
عدد الضحايا
اختلفت الأقاويل عن عدد القتلى، فلم نعرف حتى الآن عدد القتلى الحقيقين الناتج عن تلك الكارثة، فقد أعلنت روسيا أن عدد القتلى وصل إلى 31 شخصا، بينما بلغ عدد الضحايا 2000 مصاب، من ضمنهم رجال إطفاء تعرضوا للإشعاع أثناء محاولتهم وقف الانفجار، بجانب تسبب الاشعاع حتى بعد وقف الانفجار لوفاة العشرات.
وعلى عكس ما قالته روسيا، فإن الأمم المتحدة قالت إن عدد القتلى تجاوز 4 آلاف، وأكدت منظمات حقوقية أن عدد القتلى يتراوح بين 10 آلاف و90 ألف.
وجاءت منظمة السلام الأخضر لإضافة رقم آخر، وهو أن هناك 93 ألف شخص ماتوا متأثرين بالإشعاعات، وقد سجلت المنظمة الطبية الألمانية عن وصول عدد الاشخاص المصابين بسرطان الغدة الدرقية إلى 4 آلاف.
وفى إحصائيات رسمية قامت بها أوكرانيا، قالت أن عدد كبير من السكان وصل إلى 2.3 مليون يعانون من إشعاعات الحادثة.
لماذا تختلف الأقاويل؟
ويرجع سبب أن عدد الضحايا غير دقيق، إلى أن الاتحاد السوفيتي حاول التستر على الكارثة، والسويد هى أول من لفت انتباه العالم إلى ما حدث.
وبسبب الآثار الكارثية الكبيرة، اضطر الرئيس السوفياتي ميخائيل جورباتشوف بالاعتراف بما حدث فى "تشرنوبيل"، وحاولت وسائل الأعلام التخفيف من الحادثة وانتقدت مبالغات وسائل الاعلام الغربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة