تتعدد مظاهر الشر لدى أصحاب القلوب المريضة والضعيفة ولعل أبرز تلك الشرور أعمال السحر والشعوذه لإلحاق الضرر بالآخرين.
وقد ثارت حالة من الجدل والاستياء أثيرت بين رواد موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك بمحافظة أسيوط عقب العثور علي عشرات من الأعمال السفلية في حملة لتنظيف المقابر بعدد من جبانات المحافظة ، وانتشرت عقب الحملة مجموعة من الصور توضح نماذج مختلفة لاعمال السحر للكبار والصغار والأقباط والمسلمين علي حد سواء .
عم عبد الله تربي يعمل بالمقابر قال إن اكتشاف الأعمال السفلية والسحر من أكثر الاشياء التي يمكن إيجادها في المقابر بجوار رفات الموتي في القبور المغلقة أو في العيون المفتوحة بمقابر أخرى لم يتم الدفن بها.
وأضاف آن أصحاب القلوب المريضة يقومون بعمل الأسحار والتي غالبا ما تكون على الملابس أو الصور وتكون مكتوبه بطلاسم أو مبلولة بمياه تمت القراءة والتعزيم عليها وبعد ذلك يفتحون القبر المغلق علي الموتي ويضعون السحر ثم يغلقون القبر مرة أخرى ولا يتم اكتشاف هذا الامر إلا في حالة القيام بدفن ميت جديد فنجد وقتها أشكالا متعددة سواء كانت ملابس وخاصة الملابس الداخلية لرجل او لسيدة أو كانت للأطفال والقصد هو عدم الوصول للسحر وفكه ، وكل ما نقوم به بعدها هو إشعال النيران في هذه الاسحار لإبطالها فور العثور عليها ورشها بالماء والملح لابطال أى أذى يقع بسببها.
وقال محمد عبد التواب، تربي يعمل بأحد الجبانات إن السحر الذي يلقي به داخل العيون في الجبانة هو من أشد انواع السحر وأصعبها في العثور عليه ويكون في الغالب عملا مقصود به حقد أو غيرة فاحيانا نجد صورة لفتاه وبجوارها ملابس داخلية خاصة ومكتوب عليها بطلاسم ، واحيانا أخرى شال رجالي ملقي به في المقابر وبه آثار لبقع مياه تم رشها عليها ، واحيانا قمح ملقي به في عين مفتوحة وهو غالبا مقصود به أن تاخذه الطيور وتطير به فيصعب فكه ، وأصعب ما قابلني العثور علي ملابس تخص طفل رضيع ملفوفه وكتوب عليها طلاسم وملقاة داخل القبر بجوار رفات جثث لعائلة أثناء القيام بدفن ميت وكان وقتها يصاحبني أحد أفراد تلك العائلة وابن شقيق المتوفي حيث نقوم بفتح العين وتجهيزها لدفن الميت الجديد فقمت بإلقاء تلك الملابس خارج العين تمهيدا لإشعال النيران فيها ففوجئت بالشخص الذي معي يصرخ ويخبرني بأن هذه الملابس تخص ابنه وهو طفل لايتعدي عمره عام وانهار وقتها من البكاء واحتضن تلك الملابس وأخذ يجري بها حتى أنه لم يحضر دفن عمه المتوفي.
وقال محمود أحد العاملين بالترب إنه يرى السيدات أثناء زيارات المقابر وهن يقمن بهذا العمل حيث يستغللن فرصة وجود عين مفتوحة والعين بالمقابر مساحتها كبيرة ثم يقومون بإلقاء الملابس والأوراق بداخل العين على أطول مسافة ممكنة حتى إنهن احيانا يمثلن البكاء ومسح اعينهن بالمنديل ثم يلقون بما في أيديهن بعيدا كانه المنديل منعا للفت الأنظار .
وأضاف أن هناك سيدة كانت قد عرضت عليه مبلغ كبير من المال مقابل أن يدفن لها اوراق وصورة وملابس في مقابر قديمة وممتلئة ويصعب فتحها مرة أخرى إلا أنه رفض وأخبر بقية الحفارين بالمقابر بهذا الأمر موضحا أن الاعمال والأسحار تتنوع ما بين سفلي وأسود وأصعبهم ما يتم دفنه بالمقابر أو يكون مسقي ومرشوش بمياه نجسة ووضع تلك الاعمال بجوار الموتي وفي القبور يصعب فكه والعثور عليه.
الشيخ محمود حسين أحد الأئمة بلجان الفتوي بأسيوط قال إن السحر ذكر في أكثر من موضع في القرأن الكريم والسنة النبوية الشريفة ولكن ذكره لا يعني كونه مؤثرا بذاته فالتأثير لله تعالي وحده وذلك في قوله تعالي "وما هم بضارين به من أحد الا بإذن الله"، وقد وصف الله سحر السحرة في واقعة فرعون بأنه تخيل في قوله" فإذا حبالهم وعصيهم يخيل اليهم من سحرهم انها تسعي" ولذلك حرم جمهور العلماء أعمال السحر كونه من عمل الشياطين فتعلمه وفعله ضار وضلال ويخرج عن الثقه والايمان بقضاء الله فالله تعالي فعال لما يريد وكل شيء عنده بمقدار والنفع والضرر بيده ولذلك ننصح المسلمين بالثقة في الله والتقوي وعدم اللجوء للدجالين والمشعوذين وذكر الله والاستعانة به في كل شيء وقراءة القرآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة