أعلن المجلس الأعلى للثقافة، عن حصول المعمارى الفلسطينى الأردنى راسم بدران على جائزة النيل للمبدعين العرب لعام 2019، وذلك فى إعلان الفائزين بجوائز الدولة، الذى عقد اليوم بمقر المجلس.
وراسم بدران معمارى فلسطينى/ أردنى، ولد فى القدس عام 1945، أحد أعلام العمارة العربية المعاصرة وأحد أبرز رواد الفكر المعمارى العربى المعاصر عربيًا وعالميًا بما أسسه من خلال مدرسته الفكرية.
والده هو الفنان جمال بدران (1904 – 1999)، الذى يعتبر من رواد الفن الإسلامى فى العالمين العربى والإسلامى، ومن المؤسسين للحركة الفنية فى فلسطين، وقد توج مساره الفنى بأن قام بإعادة ترميم بعض الأعمال الفنية التى تخص المسجد الأقصى بعد الحريق الذى منه به عام 1968.
حصل راسم بدران على الدبلوم فى الهندسة المعمارية من جامعة دار مشتادت التقنية فى ألمانيا الغربية سابقا، واعتبر من أفضل 70 جريجا فى نادى الجامعة الأكاديمى للمميزون، منذ تأسيسها سنة 1870، وهى المرة الأولى التى يحوز فيها عربى على هذا التقدير.
قام "بدران" بتأسيس مكتب للهندسة المعمارية فى دار مشتادت بألمانيا الغربية سابقا فى الفترة بين عامى 1969 – 1972، وأسس مكتبه الخاص فى عمان عام 1976، وبداية من عام 2008 يعمل مستشارا لاستوديو بدران للعمارة والذى ابنه المعمارى جمال بدران.
كلف راسم بدران مع مجموعة من الألمان فى تصميم بعض المنشآن الخدمية المتطورة لمجمع الملاعب الأولمبى فى ميونخ للدورة الأولمبية عام 1972، وفاز بالجائزة الأولى للمسابقة العالمية لتصميم سكن الدخل المحدود فى ألمانيا سنة 1973، وفاز بالجائزة الأولى للمسابقة العالمية لتصميم جامع الدولة الكبير فى بغداد 1982، كما فاز بالجائزة الأولى لتصميم الجامع الكبير وقصر الحكم فى الرياض عام 1985، وفاز بالجائزة الأولى لإعمار مدينة صيدا، وكلف من قبل الديوان المكلى المغربى بوضع التصور العام للتصميم البيئى والعمرانى لوداى بورقراق فى الدار البيضاء.
قام بعدة مشاريع مهمة أخرى، مثل المتحف التاريخى فى عمان، ومشروع الجمالية بالقاهرة، وضريح أبو عبيدة ابن الجراح فى وادى الأردن، وفى عام 2008 تم تكليفه رسميا بتصميم مكتب جامعة دمشق بسوريا.
وثقت رسومات راسم بدران الفنية والاسكتشية ودراساته وأعماله المعمارية منذ أن كان طفلا ثم طالبا فى جامعة دار مشتادت فى ألمانيا، حيث نشرت أعماله فى عدد كبير من الدوريات والكتب المختصة فى التوثيق المعمارى المعاصر والنشرات والمجلات المعمارية فى عدة لغات، بلغ عددها ما يقارب من 50 مؤلفا إلى جانب المجلات المعمارية فى اللغات الإنجليزية، الإيطالية، الإسبانية، الألمانية، الصينية إلى جانب العربية، بجانب نشر أعمال له فى مجلات عراقية ومصرية.
شكلت أعماله رافدًا مهمًا للباحثين الأكاديميين وطلاب العمارة، وصدرت عدد من الدراسات حول أعماله، ومن أهمها كتاب "إشكالية التحز" للدكتور عبد الوهاب المسيرى عام 1994، ومن أهم ما ألف عنه كتاب بعنوان "عمارة راسم بدران: روائية المكان والإنسان" باللغة الإنجليزية من مؤسسة أمريكية.
ومن أهم الجوائز التى حصل عليها جائزة إنجاز مدى الحياة فى تصميم المساجد عام 2016، وجائزة المعمارى الفلسطينى للمرة الأولى منذ تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1997، وترأس لجنة التنسيب الشاعر الكبير محمود درويش، حاز بالإجماع على جائزة الإغا خان العالمية للعمارة الإسلامية عام 1995، وجائزة المعمارى العربى لمنظمة المدن العربية عام 1990.
تم اختياره رئيسا للجنة التحكيم العالمية التى تحوى 30 محكما من جميع أنحاء العالم لجائزة (AICA) العالمية للعمارة فى الهند وآسيا ومقرها مومباى، وهو محكم دائم فى لجنة التحكيم الدولية لجائزة المعمارى حسن فتحى المصرية عام 2011.