لم يكن استغلال الرئيس التركى رجب طيب أدروغان، لوفاة محمد مرسى للتحريض والهجوم على مصر محض صدفة، بل إن هناك دوافع وأسباب عديدة جعلت الرئيس التركى ينتهز الفرصة ويواصل تطاولاته التى تكشف بما لا يدع مجالا للشك حجم دعمه للإرهاب.
ويمر الرئيس التركى فترة اضطرابات واسعة، من استمرار للأزمة الاقتصادية التركية، بجانب الانخفاض فى عملة الليرة، بالإضافة إلى فقدان حزبه العدالة والتنمية للكثير من شعبيته، كل هذا جعل أردوغان يستغل وفاة مرسى فى التغطية على الانتكاسات التى تتعرض لها بلاده.
فى هذا الإطار فضحت صحيفة العرب اللندنية سياسات أردوغان الانتهازية، مؤكدة أن الرئيس التركى استغل حادث وفاة محمد مرسى، من أجل أن تنطوى على أهداف لها علاقة بأوضاعه المهتزة داخليا، وكذلك الحد من الاستنزاف السياسى قبل أن تتراكم التحديات فيكون هناك صعوبة فى خطوات علاج هذه المشكلات.
وأضافت العرب اللندنية فى تقرير لها أن أردوغان يحاول استثمار كل مناسبة أو حدث سياسى أو إنسانى يتعلق بمصر وتوظيفه لتصفية حساباته معها، بعد تكبده خسائر فى ملفات إقليمية مهمة، كما هو الحال فى ليبيا والسودان وشرق المتوسط، وقيام القاهرة بدور معتبر، مع حلفاء عرب، فى إجهاض مشروعه لتصعيد تيار الإسلام السياسى فى المنطقة.
وقالت الصحيفة أن أردوغان حاول القفز على وفاة محمد مرسى، وشن هجوما شرسا أكثر من مرة على القاهرة، وحرض جهات دولية على إجراء تحقيق فى وفاته داخل قاعة المحكمة يوم الإثنين الماضى ويحاول تصويرها على أنها عملية اغتيال رغم أن الوفاة تمت أمام عدد كبير من الحضور داخل قاعة المحكمة.
وذكرت الصحيفة فى تقريرها أن المعلومات المتوافرة تؤكد أن المعركة الكلامية لدى الرئيس التركى أبعد من أن تكون مسألة وفاة قيادة إخوانية هذه المرة، وهى تنطوى على أهداف لها علاقة بأوضاعه المهتزة داخليا، والحدّ من الاستنزاف السياسى قبل أن تتراكم التحديات فيصعب علاجها.
فيما أكد الباحث التركى محمد عبيد الله إن تزامن وفاة مرسى مع إقبال تركيا على انتخابات إسطنبول، شكل فرصة جيدة لأردوغان ليستغلها فى لم صفوف مؤيديه والدفع بهم إلى صناديق الاقتراع، بعد أن لفظوا سياساته.
من جانبه قال الدكتور طه على الباحث السياسى إن أردوغان يعيش حالة اضطراب شديدة، لذاك جاء حادث وفاة محمد مرسى ذريعة يسعى من خلالها لصرف الأنظار عن الأزمة التى يعانى منها داخليا فضلا عن الأزمة التى يعيشها على مستوى الخارجية الخارجية بعد ان اصطدم بالولايات المتحدة.
وأضاف الباحث السياسى أن أردوغان لم يكن يعنيه شأن محمد مرسى لا من قريب ولا من بعيد سوى أنه كان بوابة يتدخل منها فى شئون مصر الداخلية والسيطرة على صنع القرار فى مصر الأمر الذى يفسر حقده وأزمته النفسية تجاه كل ما يتصل بثورة الثلاثين من يونيو، والتى حالت دون تحقيق حلم أردوغان الذى تمنى أن يصل إليه عبر محمد مرسى وجماعة الاخوان.
وفى إطار متصل أكدت النائبة هالة أبو السعد، أن تعليق رجب طيب أردوغان على وفاة محمد مرسى يوضح مدى ارتباطه بجماعة الإخوان الإرهابية خاصة أن هناك موقف دولى ضد الإرهاب، فأردوغان أصبح شخص إرهابى يحكم دولة إسلامية.
وقالت النائبة هالة أبو السعد، إن أردوغان ضمن مجموعة إرهابية ينتمى لها، ولابد من موقف دولى من العالم للوقوف على تكاتف أردوغان مع الإرهابيين، فهو يعد ضمن مجموعة إرهابية لابد من اسبتعادها من أى حكم.
ولفتت عضو مجلس النواب، أن تعليق أردوغان على الوضع الراهن بمصر وعلى حقوق الإنسان، ويزعم أنه سيسعى لتدويل القضية فعليه أولا أن ينظر لوضع تركيا وإهدار حقوق الإنسان فى تركيا والوضع الراهن لتركيا، مؤكدة ضرورة وجود وقفة دولية ضد أردوغان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة