لم يكن اختياره سفيراً لبطولة أمم أفريقيا مصر 2019 محض صدفة، فهو أحد أعظم اللاعبين فى تاريخ غانا بل والقارة السمراء، فحينما تتحدث عن أساطير كرة القدم يجب أن تذكر أفضل لاعب أفريقى 3 سنوات متتالية "1991 و1992 و1993"، والمتوج بكأس الأمم الأفريقية 1982، بالإضافة إلى دورى أبطال أوروبا مع نادى مارسيليا عام 1993 هو عبد الرزاق أيو الشهير بـ"عبيدى بيليه".
عبيدى من عائلة رياضية من طراز رفيع، فهو شقيق كوامى وسولا أيو، نجمى هارتس أوف أوك ووبلاك موتورز السابقين، وهو أيضاً والد أندريه وجوردن ورحيم وإيمانى أيو، كما أنه متزوج من مها، والتى كانت لاعبة كرة القدم قبل إيقافها فى فضيحة تلاعب عام 2008، ومثّل ابناه أندريه ورحيم غانا فى كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وقاد جوردان وأندريه منتخب البلاك ستاز فى مونديال البرازيل 2014، كما يقود جوردن منتخب بلاده فى أمم أفريقيا 2019 المقامة حاليا بمصر.
عبيدي بيليه نجم غانا السابق
بموهبته الكروية فى المراوغة وقدمه اليسارية الساحرة تحول عبيدى بيليه إلى مصدر رعب للمدافعين وحراس مرمى الخصوم، بسبب مراوغاته وتصويباته القوية التى كان يهابها أعتى حراس المرمى ـــ وهو ما ورثه ابناه أندريه وجوردن أيو اللذين يلعبان بصفوف كبار الفرق الأوروبية ومنتخب النجوم السوداء فانطبق عليها مثل "هذا الشبل من ذاك الأسد".
قبل أن يتم عامه الـ19 حقق عبيدى بيليه العديد من الإنجازات وبات أسطورة أفريقية يتغنى بها العالم أجمع، ومنها التتويج مع منتخب بلاده بأمم أفريقيا 1982 والوصول لنهائى 1992 قبل الخسارة من كوت ديفوار بركلات الترجيح، ولم يستطع البلاك ستاز صعود منصات التتويج الأفريقى منذ نسخة 82 ولازمته عقدة الوصيف خمس مرات فى 1968 و1970 و1992 و2010 و2015، ليحاول الأبناء تحقيق بعض إنجازات الأب فى نسخة 2019.
اندريه ايو
وفى مشواره الاحترافى، خطا بيليه مراحله الأولى فى نادى جريت فالكونس فى الثانية عشرة من عمره ثم انتقل إلى ريال تأمل يونايتد عام 80 الذى لعب بصفوفه موسمين أحرز خلالهما 46 هدفاً، قبل أن ينتقل إلى السد القطرى فى صفقة قياسية بذلك الوقت بلغت ألف دولار، والذى تحول إلى بوابة النجم الأفريقى إلى أوروبا فانتقل إلى زيوريخ بالدورى السويسرى وظل بين جدرانه موسماً قبل أن يتخذ قراراً غريباً بالعودة إلى أفريقيا واللعب بالدورى البنينى فى نادى دراجونز ليكيم، قبل العودة إلى ناديه الأول ريال تأمل عام 1985.
عاد بيليه إلى أوروبا مرة أخرى لتتغير حياته ويصعد منصات التتويج من بوابة مارسيليا، الذى انتقل إلى صفوفه مرتين واحدة من نادى مولهاوس الفرنسى، قبل الانتقال إلى ليل والعودة فى الثانية موسم 1990 ولعب فى صفوفه 3 مواسم وسجل 23 هدفًا فى 103 مباريات، وتكللت نجاحاته بالتتويج بلقب دورى أبطال أوروبا عام 1993، بعد عامين من الفوز بالميدالية الفضية لبطولة أوروبا للأندية أبطال الكأس وكذلك الدورى الفرنسى 3 مرات متتالية.
وفى موسم 1993 انضم إلى ليون ولم يستمر فيه لأكثر من موسم، فقرر الانتقال للدورى الإيطالى من بوابة تورينو لخوض تجربة جديدة، سجل خلالها 11 هدفًا فى 49 مباراة، وفى 1996 انتقل للدورى الألمانى ولعب فى صفوف ميونيخ فى تجربة لم تكلل بالنجاح اكتفى فيها بتسجيل هدفين فى 50 مباراة، قبل أن يختتم مشواره فى صفوف العين الإماراتى الذى لعب معه موسمين من 1998 حتى 2000 وسجل سجل 28 هدفًا فى 31 مباراة ليكلل بهذا الموسم سلسلة نجاحاته بالمستطيل الأخضر.
مشوار عبيدى الكروى فى المستطيل الأخضر لم يتوقف باعتزال الساحرة المستديرة، حيث لم يتوقف عن اكتشاف المواهب وتصديرها لأكبر الأندية والمنتخب، فهو يمتلك حالياً نادى نانيا الذى يلعب بالدرجة الثانية فى غانا، لاكتشاف المواهب الكروية الواعدة والتى تستعد لتمثيل المنتخب وربما تصبح أحد أساطير القارة كما كان عبيدى بيليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة