* 4 مليارات دولار حجم التبادل التجارى.. وأسمع ردود أفعال إيجابية من الشركات البريطانية
* المنطقة الاقتصادية فى قناة السويس فرصة حقيقة لمصر لموقعها الجغرافى الاستراتيجى
* نرغب أن نصبح أكبر مستثمر من دول الـG7 فى إفريقيا.. والقاهرة سوق رئيسى
* مناقشات على مستوى الحكومات لرفع حظر الطيران إلى شرم الشيخ ..54 رحلة أسبوعيا بين المملكة المتحدة ومصر ..وزيادة عدد السائحين إلى 500 ألف
عينه رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون فى نوفمبر 2015 خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى لندن، مبعوثا تجاريا، بهدف تعزيز الروابط التجارية مع مصر، وكانت أولى زيارته فى فبراير 2016 وصف خلالها البلاد بأنها "أرض الفرص الواعدة". والآن بعد 3 أعوام من بدء مهمته، عاد السير جيفرى دونالدسون إلى القاهرة فى زيارته العاشرة بصحبة وفد تجارى لبحث تعزيز التعاون المتميز بين البلدين.
وأجرى "اليوم السابع" حوارا مع المبعوث التجارى تحدث فيه عن الاستثمارات البريطانية فى البلاد ورؤيته لخطة الإصلاح المصرية وخطط المملكة المتحدة لما بعد "بريكست"، فإلى نص الحوار:
حدثنا عن سبب وهدف زيارتكم لمصر هذه المرة؟
جيفرى دونالدسون:
هذه الزيارة العاشرة لي لمصر كمبعوث تجارى بريطانى. وأعتقد أن هذا مؤشر واضح على اهتمام الحكومة البريطانية على زيادة حجم تجارتها ومستوى الاستثمارات فى مصر. ونركز فى هذه الزيارة على قطاع الرعاية الصحية، وجئت على رأس وفد من الشركات من المملكة المتحدة والتى تعمل مع الحكومة المصرية لدفع عملية الإصلاح إلى الأمام ومشاركة الخبرات البريطانية فى هذا القطاع. ومصر ترغب فى تطوير هذا القطاع فى إطار عملية الإصلاح.
كما تركز الزيارة كذلك على الاستثمارات، حيث سألتقى ممثلين عن كبرى الشركات البريطانية الموجودة فى مصر لبحث خطط الاستثمارات المستقبلية، لأن مصر أحد الأسواق الرئيسية لنا فى إفريقيا وستظل كذلك. وتعكس الزيارات الأخيرة رفيعة المستوى هذا الاهتمام، حيث زارت رئيسة الوزراء تيريزا ماى البلاد للمشاركة فى القمة العربية الأوروبية فى شرم الشيخ، وكذلك وزير التجارة، د. ليام فوكس، فضلا عن زيارتى المتكررة على مدار السنوات الماضية، مما يعكس التزامنا بمصر.
تتحدثون عن التعاون مع قطاع الصحة، هل تتعاونون مع برنامج 100 مليون صحة؟
جيفرى دونالدسون
: الحكومة المصرية وضعت أولوية إصلاح الرعاية الصحية. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أهمية التعليم والصحة فى إطار سعيه للاستثمار فى رأس المال البشرى، ونحن نتفق مع هذا المسعى، والمملكة المتحدة ملتزمة بالعمل مع الحكومة المصرية للمساعدة فى تسليم برنامج الإصلاح فى قطاعى التعليم والصحة.
والشركات البريطانية العاملة فى مصر تتبنى برامج تساعد هذا القطاع. كما أن لدينا الآن برامج لإرسال أطباء وممارسين عامين إلى المملكة المتحدة للاطلاع على كيفية عمل نظام الرعاية الصحى هناك. ويوجد 34 ممارس عام فى المملكة المتحدة الآن، كما سيذهب 34 آخرون الشهر الجارى، ليصل عدد الممارسين الذين يزرون البلاد هذا العام حوالى 100 ممارس عام مصرى. وهذا أيضا مؤشر آخر على التزامنا بالعمل مع مصر ومشاركة معرفتنا وخبرتنا.
تأتون إلى مصر منذ 3 أعوام، ما هى التغيرات التى طرأت على بيئة العمل فى مصر؟
جيفرى دونالدسون:
رأينا تقدما ملموسا فى أجندة الإصلاح المصرية، حيث سهل برنامج الإصلاح عمل الشركات البريطانية، وندرك أن عملية الإصلاح مستمرة وأن هناك المزيد الذى يمكن فعله، ولكننا مسرورن للغاية بالتقدم الذى حققته القاهرة. وأحصل على رد فعل إيجابى من الشركات البريطانية سواء التى تعمل بالفعل فى مصر لسنوات، أو تلك التى تدرس دخول السوق المصرى.قلتم فى تصريحات لكم عام 2016 أنكم تأملون أن تتبنى الحكومة المصرية بعض الخطوات لتسهيل عمل المستثمرين الأجانب، إلى أى مدى ترون أن التغيرات التى طبقتها مصر ساعدت فى هذا الصدد؟
جيفرى دونالدسون:
نحن نرحب للغاية بالمبادرات التى اتخذتها الحكومة المصرية. والمملكة المتحدة تخوض هى الأخرى فى عملية إصلاح، وكلما تتغيرت بيئة العمل العالمية، تحاول الدول والمجتمعات التكيف مع هذه التغيرات. والتقيت خلال الزيارات العشر للقاهرة العديد من المسئولين والوزراء، وسألتقى هذه المرة مع وزير المالية. وأشجع بالطبع الإصلاحات المستمرة، والطريقة التى تتعامل بها مصر مع المستثمرين الأجانب وأتطلع إلى البناء على هذا الشراكة الناجحة بالفعل بين بلدينا ، بل وتعزيزها خاصة مع مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبى – بريكست.من وجهة نظركم إلى أى مدى تساعد الإصلاحات الاقتصادية على جذب المزيد من الاستثمارات من المملكة المتحدة؟
جيفرى دونالدسون:
الإصلاحات بالفعل تجذب المزيد من المستثمرين البريطانيين، ورأيت من خلال عملى كمبعوث تجارى المزيد من الشركات البريطانية التى تعلن عن اهتمامها بالسوق المصرى، ونحن نستثمر بالفعل فى مصر، ولا أرى سببا يمنع زيادة هذه الاستثمارات، طالما أن بيئة العمل والاستثمار تستمر فى التحسن، وهى بالتأكيد فى تحسن، فالاقتصاد المصرى تم تعزيزه بشكل كبير، وهذا معترف به من قبل المؤسسات الدولية وبالطبع هذا كله يجعل البلاد أكثر جذبا للاستثمارات.أيضا عكفت مصر فى الآونة الأخيرة على العمل على مشروعات ضخمة مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومحور قناة السويس ومدينة العلمين الجديدة، إلى أى مدى تهتم الشركات البريطانية بالاستثمار فى هذه المشروعات؟
جيفرى دونالدسون:
بالفعل قمت خلال زيارتى الأخيرة للبلاد بزيارة مدينة العلمين الجديدة، وزرت عدة مرات المنطقة الاقتصادية فى قناة السويس، كما قمت بزيارة العاصمة الإدارية الجديدة، ورأيت بنفسى الفرص الموجودة هناك. والمملكة المتحدة ليست فقط مهتمة بتلك المشاريع، بل ترغب فى مساعدة الحكومة المصرية فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية. وسرنا كثيرا اختيار شركة "بومباردييه ترانسبورتيشن" كمقدمة أفضل عطاء لبناء وتوريد نظام قطار "المونوريل" الجديد في القاهرة، وذلك لخطين جدد أحدهما يربط العاصمة الإدارية الجديدة بشرق القاهرة، والآخر يربط مدينة السادس من أكتوبر بالجيزة.
واختيار هذه الشركة يعكس مستوى اهتمام المملكة المتحدة بالتواجد والمساهمة فيما تريد تنفيذه الحكومة المصرية بالاستثمار فى بنيتها التحتية أو فى المشروعات الأخرى. أما المنطقة الاقتصادية فى قناة السويس فهى تقدم فرصا ضخمة، ونحن نرى الشركات البريطانية تتقدم للمنافسة والحصول على العطاءات لتنفيذ مشروعات مرتبطة بخطط الحكومة لتطوير البينة التحتية للبلاد.
ولكن هل هناك اتفاقات أو تفاهمات بين الشركات البريطانية والجانب المصرى للمشاركة الفعلية فى هذه المشروعات؟
جيفرى دونالدسون:
تركيزنا مثلا على المنطقة الاقتصادية فى قناة السويس يعتمد على تقديم الخبرات البريطانية فيما يتعلق بالتخطيط الاستراتيجى لتطوير هذه المنطقة أكثر من التركيز على استثمار الشركات البريطانية فى هذه المناطق. ولكن هذا يعود جزئيا إلى وجود عدد بالفعل من الشركات البريطانية الكبرى فى البلاد فى قطاعات مختلفة، والكثير منها يفضل التوسع فى محيط استثماراته الموجودة بالفعل، بدلا من نقلها إلى المنطقة الاقتصادية بالقناة.
ومع ذلك، مع تطور هذه المنطقة، أشجع الشركات البريطانية باستمرار لبحث فرص وإمكانيات هذه المنطقة. وأعتقد أن اهتمامها سيزيد بالفعل بتلك المشروعات المصرية الكبرى، ولهذا السبب كنت أزورها لأرى بنفسى على أرض الواقع كم الفرص.
وأعتقد أن الاهتمام البريطانى الآن على مشاركة الخبرات فى البنية التحتية أكثر مما هى على التصنيع فى هذه المرحلة.
قمتم بزيارة هذه المشروعات كما تقولون، هل تعتقدون أنها فكرة مفيدة لمصر؟
جيفرى دونالدسون:
نعم بالطبع، فمثلا، المنطقة الاقتصادية فى قناة السويس تمثل فرصة حقيقة لمصر نظرا للموقع الاستراتيجى للقناة، حيث تمر نسبة كبيرة من سفن الشحن القادمة من جميع أنحاء العالم. كما أن هذا الموقع الجغرافى المميز يحمل أهمية لشمال إفريقيا وشرق إفريقيا ودول الخليج. وفى الوقت الذى تستعد فيه المملكة المتحدة لتبنى استراتيجة تجارية عالمية جديدة بعد مغادرة الاتحاد الأوروبى (بريكست)، فيمكننى أن أقول لكم أن هذه المنطقة، وإفريقيا على وجه الخصوص تمثل أولوية لنا.
ولهذا ستستضيف الحكومة البريطانية العام المقبل 2020 قمة استثمار فى المملكة المتحدة، وسيتم دعوة الزعماء الأفارقة ومنهم بالطبع مصر للمشاركة فيها ليطلعوا على خططنا الاستثمارية المستقبلية. وهدف المملكة المتحدة هو أن تصبح أكبر مستثمر من دول الـG7 فى إفريقيا ، ومصر جزء من ذلك، فنحن حددنا القاهرة كأحد الأسواق الرئيسية فى إفريقيا فى إطار هذه الاستراتيجية، وهذا يعكس مجددا رغبتنا فى تعزيز الروابط التجارية والاستثمارات مع مصر.
تابع العالم ما أسفر عنه بريكست فى المملكة المتحدة فى الآونة الأخيرة، من استقالة رئيسة الوزراء تيريزا ماى وما أعقب ذلك من فوضى سياسية مستمرة حتى الآن، هل تعتقدون أن عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى تضر بصورة الاقتصاد؟
جيفرى دونالدسون:
أداء اقتصاد المملكة المتحدة جيد للغاية، حيث رأينا مستويات غير مسبوقة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى المملكة المتحدة، فضلا عن أن وضعنا التجارى مستمر فى النمو. ورغم المناقشات السياسية المتعلقة ببريكست، الاقتصاد البريطانى بحالة جيدة. ونعتقد أن الاقتصاد سيكون أفضل حالا وسينمو فى فترة ما بعد بريكست، لاسيما مع الفرص التجارية الجديدة، وبدأنا بالفعل مناقشات مع كبرى الاقتصادات حول العالم.كيف يمكن أن تلعب مصر دورا فى هذا الصدد؟
جيفرى دونالدسون:
إفريقيا تمثل أولوية بالنسبة للمملكة المتحدة، ونرى مصر سوق رئيسى ذات أولوية بها، لهذا تعزيز العلاقات التجارية مع مصر أمر مهم لنا. وتطبيق مصر لأجندة الإصلاح التى يروج لها الرئيس عبد الفتاح السيسى هى النهج الصحيح بكل تأكيد لجعل مصر أكثر جذبا للمستثمرين الأجانب، وللشركات البريطانية.ماذا عن حجم الاستثمارات بين المملكة المتحدة ومصر لعام 2019؟
جيفرى دونالدسون:
يبلغ حجم الاستثمارات البريطانية قرابة 4 ملايين دولار سنويا، ونتوقع استمرار ذلك لعام 2019، وهدفنا هو زيادة مستوى الاستثمارات لهذا ألتقى أكبر المستثمرين البريطانيين فى مصر للتحدث حول خططنا المستقبلية وكيفية البحث عن قطاعات يمكن التعاون فيها، بعيدا عن القطاعات التقليدية مثل النفط والغاز. وعكفت من خلال عملى كمبعوث تجارى أن أوجه الانتباه إلى قطاعات مختلفة، ولهذا تركز زيارتى الحالية على الرعاية الصحية أيضا إلى جانب الاستثمارات.
كما أن التعليم كان أولوية كذلك، فالاستثمار ليس فقط فى البنية التحتية، وفى الفرص الضخمة الموجودة فى مصر، وإنما الاستثمار فى رأس المال البشرى. ومصر كدولة عربية قوية ومستقرة تقدم نموذجا للمنطقة بأسرها بأن الاستثمار فى البشر أمر مهم للغاية، وبم أنه أولوية لدى الرئيس السيسى، فهو أولوية كذلك للمملكة المتحدة.
بذلتم جهدا كبيرا خلال زيارتكم لتعزيز الروابط التجارية بين مصر والمملكة المتحدة، ولكن ألا تعتقدون أن استمرار حظر الطيران إلى شرم الشيخ يضر بهذه الجهود؟
جيفرى دونالدسون:
حقيقة الأمر، هناك 54 رحلة طيران أسبوعيا بين المملكة المتحدة ومصر. وتضاعف عدد السائحين البريطانيين الذين يزورون مصر العالم الماضى، ووصل إلى حوالى 500 ألف سائح. الأرقام تتحسن باستمرار. ونعمل مع الحكومة المصرية فيما يتعلق بالطيران إلى شرم الشيخ. وأدرك أهمية السياحة بالنسبة للاقتصاد المصرى، وأعرف أن السلطات المصرية المعنية بقطاع السياحة بذلت جهدا كبيرا فى المملكة المتحدة للترويج للسياحة المصرية ، وأشجع هذه الجهود، وأعمل عن قرب مع السفارة البريطانية فى لندن للتشجيع على الترويج لهذا القطاع، وأعتقد أن النتائج واضحة مع زيادة عدد السائحين.
وبالطبع أرغب فى حل هذه القضية، والمناقشات مستمرة بين الحكومتين. وأشجع من خلال زيارتى المتتالية إلى مصر البريطانيين على زيارة هذه الدولة الجميلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة