رغم أن التكنولوجيا هى الأسلوب المتبع سنويا فى الغش بالامتحانات وخاصة الثانوية العامة، إلا أن الطلاب هذا العام عادوا إلى الأسلوب القديم فى الغش المعروف بين الطلاب والغشاشين بـ"البرشام" وهى طريقة تعتمد على تلخيص الطلاب للمادة فى قصاصات ورق صغيرة من شأنها وضعها فى أماكن مخفية من جسد الطالب.
ظهرت فى لجان الثانوية العامة خلال الأيام الماضية حالات لطلاب يحملون ملخص للمادة فى أوراق ويضعونها فى الأحذية لعدم ضبطها أثناء تفتيشهم لحظة دخولهم اللجنة.
وقال أحد الطلاب الذين يؤدون الامتحان بإحدى لجان مدارس السيدة زينب، إنه استطاع دخول لجنة الامتحان مادة الفلسفة ومعه ملخص للمادة فى شكل قصاصات ورق تحمل أجزاء من المنهج واستطاع أن يجيب عن أسئلة الامتحان من خلال هذه الأوراق، موضحا أنه كان يضع بعضها فى حذائه والبعض الأخر فى البنطلون أثناء دخوله اللجنة ثم يضع بعضها فى كراسة البوكليت خلال الإجابة عن الأسئلة، مشيرا إلى أن كراسة البوكليت تحتوى على عدد صفحات كثيرة وبالتالى وضع ورق البرشام فيها يخفيها ولا تظهر.
وأوضح الطالب، أن وسائل الغش الإلكترونية مثل المحمول وخلافه يتم ضبطها بسهولة وهناك تركيز كبير عليها من جانب المراقبين ورؤساء اللجان ومسئولى الأمن الذين يقومون بتفتيش الطلاب لحظة دخولهم اللجان، كما أنه ليس من السهل استخدامها داخل لجنة الامتحان، مضيفا أن الوسيلة التقليدية لا يتم عادة التركيز عليها رغم أن هناك انضباط كبير فى اللجان.
وأشار الطالب إلى أنه يقوم قبل امتحان المادة بتلخيص المادة هو وزملائه وتصوير نسخة لكل وتوزيعها على بعضهم.
وفى السياق ذاته، قالت مصادر، مسئولة، إن هناك ثقافة لدى الطلاب باعتبار الغش حق مكتسب، موضحة أن الغش هى مسألة مجتمع وأسرة وليست وزارة، مشددة على أن أى طالب يتم ضبطه سوف يحرم من الامتحان فورا بعد اجراء التحقيق اللازم معه.
وأضافت المصادر أن تضييق الخناق على الطلاب الغشاشين وتفتيشهم بحثا عن أى وسيلة إلكترونية قبل دخولهم اللجان جعل الطلاب يفكرون فى طرق أخرى للغش، لافتة إلى أن العقوبة الصارمة التى نظمها القرار الوزارى المنظم لأعمال الامتحانات وهى الحرمان عامين لكل من يتم ضبطه بتليفون محمول أو أى وسيلة إلكترونية استخدمها فى الغش خلق حالة من الانضباط والخوف فى نفس الوقت لدى الطلاب لأن الطالب لن يجازف بمستقبلة، وبالتالى بحث عن وسيلة أخرى للغش وهى البرشام والوسائل التقليدية العادية التى انتهت منذ فترة من الزمان خاصة فى امتحانات الثانوية العامة، موضحة وسائل الغش التقليدية قد تكون موجودة فى امتحانات النقل ولكن فى الثانوية العامة اندثرت بعد تفكير الطلاب فى وسائل التكنولوجيا والتليفونات بشكل كبير كوسائل للغش.
وكشفت المصادر عن أن تطبيق العقوبة على الغشاشين والاجراءات الصارمة التى يتم تطبيقها منذ انطلاق امتحانات الثانوية العامة 2019، أدت إلى انخفاض ملحوظ فى حالات الغش التى رصدها فريق الغش الإلكترونى ورؤساء اللجان وغرفة العمليات، مشيرة إلى أن جروبات الواتس التى يتم ضبطها تغلق فورا ويتم اتخاذ الاجراءات اللازمة حيال الطلاب والقائمين عليها.
أولياء الأمور، طالبوا بضرورة الأخذ فى الاعتبار هذه الوسائل التى ينجح بعض الطلاب فى تمريرها والدخول بها فى قلب اللجنة، واستخدامها حرصا على مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب المتقدمين للامتحانات، مشيدين بدور فريق الثانوية العامة فى التصدى لمحاولات الغش الإلكترونى، مضيفين أن الامتحانات أكثر هدوءا من السنوات السابقة.