كشف استطلاع جديد للرأى أن أكثر من ثلث الأمريكيين يؤيدون شن ضربة نووية وقائية ضد كوريا الشمالية إذا ما أقدمت على اختبار صاروخ بعيد المدى قادر على الوصول إلى الولايات المتحدة، حتى لو تسببت تلك الضربة الوقائية فى مقتل مليون مدنى.
وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الثلاثاء، أن الاستطلاع، الذى شمل 3000 أمريكى قد أجرته نشرة علماء الطاقة الذرية وشركة الأبحاث البريطانية يوجوف، إذ طلب من الناس النظر فى سيناريو تختبر فيه كوريا الشمالية صاروخًا بعيد المدى، وتدرس فيه الحكومة الأمريكية كيفية الرد.
وأوضحت الصحيفة أن معظم المُستطلع آراؤهم لم يرغبوا فى قيام حكومتهم بتوجيه ضربة وقائية، غير أن أقلية كبيرة أيدت هذه الضربة، سواء عن طريق الأسلحة التقليدية أو النووية.
وخلص الاستطلاع إلى أنه "بالنسبة للعديد من هؤلاء الصقور، فإن دعم أى هجوم، حتى فى الحرب الوقائية، لا ينخفض بشكل كبير عندما تتعلق القصة بعزم الولايات المتحدة استخدام الأسلحة النووية التى من المتوقع أن تقتل مليون مدنى كورى شمالي".
وقال تقرير حول الاستطلاع :"إنه كما وجدنا سابقًا، فإن الجمهور الأمريكى لا يُظهر سوى كرهًا محدودًا لاستخدام الأسلحة النووية واستعدادًا مروعًا لدعم قتل مدنيى العدو".
يشار إلى أن الولايات المتحدة هى الدولة الوحيدة التى استخدمت الأسلحة النووية إبان فترة الحرب، حيث ألقت قنابل على مدينتى هيروشيما وناجازاكى اليابانيين فى عام 1945 وقتلت حوالى 200 ألف شخص.
وتم إعداد التقرير فى شهر فبراير الماضي، على الأرجح قبل انهيار لقاء القمة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون فى هانوى فى نهاية ذلك الشهر. ومنذ ذلك الحين، اختبرت كوريا الشمالية صواريخ باليستية قصيرة المدى، غير أن ترامب وكيم تبادلا الرسائل والثناء المتبادل.
يُشار إلى أن الاستطلاع قدم للناس قصة إخبارية خيالية حول اختبار صاروخى طويل المدى لكوريا الشمالية وسأل الناس عما إذا كانوا "يفضلون" الرد العسكرى الأمريكى عبر مجموعة من السيناريوهات المختلفة، بما فى ذلك الضربات التقليدية و النووية مع احتمالات مختلفة حول نجاح الهجوم فى تدمير قدرات كوريا الشمالية على الانتقام.
إلى جانب ذلك، أعلن التقرير أن المشاركين فى الاستطلاع كانوا مفرطين فى التفاؤل بشأن قدرة الجيش الأمريكى على تدمير جميع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، وقدرة الدفاع الصاروخى الأمريكى على إخراج الصواريخ الكورية الشمالية قبل وصولها إلى الولايات المتحدة.
من جانبه، قال معدو التقرير:" اننا وجدنا أيضًا أن مؤيدى ترامب من المرجح أن يتبنوا مثل هذه المفاهيم الخاطئة والخطيرة".
وبينما يظهر الاستطلاع أن معظم الأمريكيين لا يريدون أن يعود ترامب إلى تهديداته بشن هجمات على كوريا الشمالية، إلا أن واضعى التقرير أكدوا انهم يسلطون الضوء على "رغبة الانتقام القومية داخل الرأى العام الأمريكي" ويؤكدون أن "بعض الأمريكيين يفتقرون إلى أى شعور بوجود محرمات نووية، ويبدو أن البعض يفضل نوعا من الرد الذري".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة