الفتوى والتشريع: ''سكك حديد مصر'' مُلزمة بصرف فروق سعر العملة للشركات

الخميس، 27 يونيو 2019 11:38 ص
الفتوى والتشريع: ''سكك حديد مصر'' مُلزمة بصرف فروق سعر العملة للشركات السكك الحديدية-أرشيفية
كتب أحمد عبد الهادى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهت الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع، بمجلس الدولة، برئاسة المستشار بخيـت محمـد محمـد إسماعيل، النائب الأول لرئيس مجلس الدولة، إلى التزام الهيئة القومية لسكك حديد مصر بصرف فروق سعر صرف العملة لشركة تطوير مشروعات تكنولوجيا النقل عن العملية محل طلب الرأى.
 
وقالت الجمعية إن إدارة الفتوى لوزارات النقل والاتصالات والطيران المدنى، أرسلت طلب الإفادة بالرأى في مدى جواز قيام الهيئة القومية لسكك حديد مصر بصرف فروق سعر صرف العملة لشركة تكنولوجيا معلومات النقل (ترانس. آي. تى) المملوكة بالكامل للهيئة عن عملية تنفيذ وتطبيق نظام ميكنة للمحطات تحت مسمى (مشروع التذاكر والحجز المركزى).
 
وأوضحت الجمعية أن الهيئة القومية لسكك حديد مصر كلفت شركة تكنولوجيا معلومات النقل (ترانس. آي. تى) طبقًا لعقد الاتفاق المبرم بينهما باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ وتطبيق نظام ميكنة للمحطات تحت مسمى مشروع التذاكر والحجز المركزى نيابة عن الهيئة، وتنفيذًا لذلك تعاقدت الشركة المذكورة مع شركة الساج الإيطالية بتاريخ 29/6/2009 لتنفيذ العملية المشار إليها بقيمة إجمالية لمراحل المشروع الثلاث مقدارها (13141970) دولارًا أمريكيًّا، وقامت الشركة الإيطالية بتنفيذ المشروع المذكور.
 
 
وتابعت: قامت الهيئة بأداء مستحقات الشركة الإيطالية بالمعادل المصرى وقت الصرف وتحويله إلى الشركة الإيطالية بالقيمة الدولارية، إلا أنه تبقى للشركة مستحقات مالية طبقًا للعقد مقدارها (3513293) دولارًا أمريكيًّا منها مبلغ (66423) دولارًا أمريكيًّا قيمة فواتير لم ترد من الشركة الإيطالية ومبلغ (1513523) دولارًا أمريكيًّا قيمة فواتير لدى الهيئة تحت الصرف، وباقى المبلغ ومقداره (1681967) دولارًا أمريكيًّا قيمة فواتير تم سدادها من الهيئة لشركة (ترانس. آي. تى)، بالمعادل المصرى وقت الدفع على 5 دفعات وفق معدلات السيولة بالهيئة
 
وقامت شركة (ترانس. آي. تى) المملوكة للهيئة بتقديم المعادل المصرى للقيمة الدولارية للبنك الأهلى المصرى- فرع السبع عمارات، لتحويل القيمة الدولارية إلى حساب شركة الساج الإيطالية، إلا أن البنك الأهلى المصرى لم يقم بعملية التحويل لحساب الشركة الإيطالية رغم قيام الشركة بإخطار البنك أكثر من مرة، وقام البنك بإخطار الشركة بأن تدبير العملات الأجنبية بالبنك يتم وفق سياسة أولويات، وفور صدور تعليمات على التحويل سيتم موافاة الشركة بذلك.
 
وصدر قرار البنك المركزى المصرى بتحرير سعر صرف العملات الأجنبية، وترتب على ذلك تغير سعر صرف الدولار الأمريكي من 8.80 جنيهات إلى 19.20 جنيهًا، فقامت شركة تكنولوجيا معلومات النقل (ترانس. آي. تى) بإخطار الهيئة بسداد فروق العملة عن مبلغ (1681967) دولارًا أمريكيًّا الذى تم صرفه من الهيئة قبل قرار البنك المركزى المصرى بما يعادل (13822914) جنيهًا مصريًّا، والمعادل المصرى الحالي مبلغ مقداره (29804454) جنيهًا بفارق مقداره (15981540) جنيهًا على أساس سعر صرف الدولار الأمريكي الحالي 17.72 جنيهًا، وذلك باعتبار أن شركة (ترانس. آي. تى) من الشركات المملوكة بالكامل للهيئة وأنها لم تقصر في تحويل هذا المبلغ لشركة الساج الإيطالية.
 
واستظهرت الجمعية العمومية أن المشرع استنّ أصلًا عامًّا من أصول القانون ينطبق بالنسبة إلى العقود المدنية أو الإدارية على حد سواء، مقتضاه أن العقد شريعة المتعاقدين، وأنه لا يجوز نقضه ولا تعديله إلا باتفاق الطرفين أو للأسباب التي يقررها القانون، وأن تنفيذه يجب أن يكون طبقًا لما اشتمل عليه وبطريقة تتفق مع ما يوجبه حسن النية، وأنه في تفسير العقود لا يجوز الانحراف عن عباراتها الواضحة للتعرف على إرادة طرفيها، فإن كان للتفسير محل تعين البحث عن الإرادة الحقيقية للمتعاقدين من خلال الاستهداء بطبيعة التعامل محل العقد وما ينبغي توافره من أمانة وثقة بينهما وفقا لما يجري عليه العرف في المعاملات.
 
كما أن المعول عليه فقهًا وقضاءً في تكييف العقود ليس بما يخلعه عليها المتعاقدون من أوصاف أو يطلقون عليها من نعوت ومسميات، وإنما بما عنوه من إبرامها وفقا لما يكشف عنه الحال من خلال المستندات والقرائن وظروف الحال.
 
 
وتابعت أنشأت شركة تطوير مشروعات تكنولوجيا النقل (شركة مساهمة مصرية) مملوكة بالكامل للهيئة بغرض تصميم وتطوير وإعداد برامج ونظم الحاسب الآلي ونظم المعلومات المتكاملة التي يكون من شأنها دعم الهيئات التابعة لوزارة النقل، ويكون للشركة تصميم الحلول التكنولوجية الشاملة من ناحية البنية التحتية الأساسية والفنية المعلوماتية وتقديم كافة الخدمات التكنولوجية اللازمة لتطوير شبكة معلومات وزارة النقل.
 
وأبرمت الهيئة القومية لسكك حديد مصر مع شركة تطوير مشروعات تكنولوجيا النقل، عقد تنظيم تقديم خدمات برامج نظم الحاسب الآلي ونظم المعلومات المتكاملة، تلتزم بمقتضاه الشركة بإعداد الدراسات الفنية والاستشارية والمواصفات الفنية ومستندات المناقصات والممارسات، وتكون الشركة هي المسئولة عن العلاقة مع الخبراء والفنيين والموردين، والشريك المسئول عن الإشراف على تنفيذ المشروعات لمصلحة الهيئة، كما تقوم الشركة بإدارة العلاقات مع الموردين الخارجيين بما في ذلك سداد المستخلصات وفواتير التوريدات.
 
وتقوم الشركة بإعداد كشوف شهرية عن استخدامات هذه الدفعات المسبقة وأي مدفوعات لمورد خارجى تخضع لاتفاقيات القبول أو مستوى الخدمة المقدمة الواردة في أمر التكليف، ويتم حساب أتعاب الشركة على أساس التكلفة المتعلقة مباشرة بالخدمات المقدمة إلى الهيئة مع إضافة هامش علاوة محدد على التكلفة المباشرة لتغطية تكلفة إدارة الشركة الداخلية، ويختلف هامش العلاوة لكل من خدمات التشغيل وخدمات التصميم والتنفيذ للمشروعات، وذلك على النحو التالي: (5%) لمرحلة التصميم والتنفيذ للمشروع من التكلفة المباشرة، و(10%) لمرحلة التشغيل الإنتاجي، و(3%) للتوريدات التي لا تستلزم تصميمًا تفصيليًّا أو دراسات فنية مستفيضة أو جهودًا للإشراف على التنفيذ من قبل الشركة، ويتم سداد قيمة الفواتير المقدمة خلال ستين يوما من تاريخ تقديم الفاتورة.
 
وتعاقدت شركة تطوير مشروعات تكنولوجيا النقل مع شركة الساج الإيطالية لتنفيذ المشروع المشار إليه لحساب الهيئة القومية لسكك حديد مصر، وتم تنفيذ المشروع، وتبقى للشركة الإيطالية مبلغ (1681967) دولارًا أمريكيًّا، وقامت الهيئة بسداد المعادل المصرى لهذا المبلغ وقت الدفع لشركة تطوير مشروعات تكنولوجيا النقل، فقامت الشركة بإيداع هذه المبالغ بالبنك الأهلى المصرى فرع السبع عمارات، ليقوم البنك بتحويل القيمة الدولارية إلى شركة الساج الإيطالية، وذلك فور ورود هذه المبالغ إليها من الهيئة القومية لسكك حديد مصر، وقامت الشركة بمخاطبة البنك الأهلى المصرى لإجراء عملية التحويل لحساب الشركة الإيطالية أكثر من مرة إلى أن صدر قرار البنك المركزى بتاريخ 3/11/2016 بتحرير سعر صرف العملات الأجنبية، مما ترتب عليه تغير سعر صرف الدولار الأمريكى وأصبح المعادل المصرى لمبلغ (1681967) دولارًا أمريكيًّا مبلغًا مقداره (29804454) جنيهًا مصريا بدلًا من (13822914) جنيهًا بفارق مقداره (15981540) جنيهًا.
 
ولما كانت شركة تطوير مشروعات تكنولوجيا النقل فى الحالة المعروضة قد بذلت عناية الرجل المعتاد فى مثل هذه الأمور من خلال قيامها بإيداع المبالغ الواردة إليها من الهيئة بالبنك الأهلى المصرى لتحويل القيمة الدولارية لهذه المبالغ لحساب شركة الساج الإيطالية؛ الأمر الذى تنتفى معه شبهة إهمالها أو تقصيرها، ومؤدى ذلك عدم مسئوليتها عن فروق سعر صرف العملة للمبالغ المشار إليها فى الحالة المعروضة والتزام الهيئة القومية لسكك حديد مصر بسداد فروق هذه المبالغ لكونها الطرف الأصيل فى التعاقد يضاف إلى ما تقدم أنه اعمالا للقواعد العامة أن النائب لا يضار بنيابته ما دام قد التزم حدود النيابة المتفق عليها مع الأصيل، ومن ثم لا يتحمل فروق سعر صرف العملة فى الحالة المعروضة.
 
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة