يلتقى اليوم المنتخب السنغالى مع المنتخب الجزائرى، فى مباراة يتوقعها عشاق الساحرة المستديرة "قوية".. وبعيدا عن الكرة، فالسنعال لديها تاريخ ثقافى كبير.. ومن مبدعيها سينجور.
اسمه ليوبولد سيدار سنجور، ولد فى أكتوبر 1906 فى بلدة جنوب دكار، كان أبوه تاجر كبير.
تمرد سنجور على ظروف الرفاه والبذخ التى عاش فيها وتعاطف مع عالم الرعاة والمزارعين الصغار،
ويقول عن نفسه فى مقدمة ديوانه "إثيوبيات": "كان أبى يضربنى وهو يقرعنى على تسكعى الدائم، وانتهى كى يعاقبنى بإرسالى إلى مدرسة البيض، رغم معارضة أمى التى رأت أن السابعة سن مبكرة للتعليم".
تلقى سنغور تعليمه الابتدائى فى المدارس الكنسية الفرنسية ثم انتقل بعد ذلك لإعدادية "ليبرمان"، وبعد حصوله على شهادة الثانوية سافر عام 1928 للدراسة فى العاصمة الفرنسية ، ودخل جامعة السوربون الشهيرة فكان أول إفريقى يتخرج من هذه الجامعة مبرزا فى علم النحو والأدب الفرنسييْن.
دخل سينجور عالم السياسية 1946 بانتخابه نائبا عن السنغال فى البرلمان الفرنسى، وأعيد انتخابه فترتين سنتى 1951 و1956. ونال عضوية الجمعية الاستشارية فى المجلس الأوروبى، وتولى منصب مندوب فرنسا فى مؤتمر اليونسكو عدة مرات.
تولى سنجور مقاليد السلطة فى السنغال بعد استقلالها، حيث انتخب فى 5 سبتمبر 1960، وألف النشيد الوطنى السنغالى المعروف بـ"الأسد الأحمر".
وفى 31 ديسمبر 1980 أعلن تخليه عن الحكم فى ولايته الخامسة، واستقال طواعية ليحل محله الرئيس عبد ضيوف.
حصد سنجور طوال مسيرته العديد من الجوائز الدولية، من أهمها: الجائزة الذهبية فى الأدب الفرنسى، والجائزة الكبرى الدولية للشعر بفرنسا، والجائزة الكبرى فى الأدب الفرنسى للكتاب التى تمنحها جمعية الأدب الفرنسي، وجائزة نوبل فى عام 1968.
وأصبح فى عام 1984 عضوا فى الأكاديمية الفرنسية للأدب. واحتفاء به أسست جائزة تحمل اسم "ابن خلدون/ليوبولد سيدار سنجور للترجمة فى العلوم الإنسانية".
ألف سنغور العديد من الدواوين الشعرية، ومن أكثرها شهرة: "أغنيات الظل" و"قرابين سوداء" و"ليليات"، و"قصائد متنوعة" و"إثيوبيات" و"رسائل البيات الشتوي"، و"مرثيات كبرى" و"قصائد ضائعة".
عاش سنجور سنواته الأخيرة فى نورماندى شمالى فرنسا، وهناك وافته المنية فى 20 ديسمبر عام 2001، فنـُقل إلى بلده ودفن فى دكار.