مربو الماشية بالدقهلية يشكون ارتفاع أسعار العلف.. والزراعة: لا نستطيع التحكم بها

الخميس، 27 يونيو 2019 05:00 ص
مربو الماشية بالدقهلية يشكون ارتفاع أسعار العلف.. والزراعة: لا نستطيع التحكم بها مربو الماشية بالدقهلية
الدقهلية- سارة الباز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اشتهرت محافظة الدقهلية بتربية المواشى بأنواعها خصوصا الأبقار والجاموس والخرفان سواء لأصحاب المزارع أو الفلاحين فبجانب الزراعة للاستفادة من السماد العضوى واللبن وتحقيق التكامل والمنفعة المتبادلة بين الفلاح والأرض والماشية، لكن الحال الآن لم يعد كما كان، فمربو الماشية يلجأون لتصفية مزارعهم والفلاح يستغنى عن تربية مواشيه بسبب الخسائر الفادحة وتكالب ضغوط ارتفاع أسعار الأعلاف وتراجع دور المشرفين والأطباء البيطريين وتكاليف التطعيمات والأدوية ورخص سعر تسليم منتجاتهم من الألبان واللحوم للتجار.

يقول المهندس محمد نجيب صاحب مزرعة مواشي: (المربى مظلوم ومستنزف بسبب الخسائر الفادحة.. أسعار الأعلاف نار.. ومش ملاحقين على المصاريف وبنلجأ لأعلاف الملء زى القش والتبن والكسب لملأ معدة المواشى ودى أسعارها غالية جدا، يعنى سعر طن التبن بيتراوح من 3000 لـ 3200 جنيه، والقش اللى كان الفلاحين بيحرقوه سعر الطن منه وصل لـ 2000 جنيه، وطن لبش الذرة الأخضر بـ 700 جنيه. وفيه أنواع من الأعلاف زى الرضة المكونة من علف زوائد وعبارة عن بقايا نخالة القمح والذرة وغيرها وصل سعر الطن منها لـ 4000 جنيه، وطن الذرة المدشوشة بـ 4500 جنيه، والكسب "بذرة القطن" بـ 6500 جنيه، ومش كده وبس ده حتى التطعيمات على حساب المربى وكل مازاد عدد الرؤوس زادت التكلفة.. الوضع صعب والاستمرار أصعب ومافيش حل غير تصفية المشروع لأنه مش جايب همه، والثروة الحيوانية فى الدقهلية مهددة بالانقراض سواء عندنا أو حتى على مستوى الجمهورية لأن مشاكلنا ومعاناتنا واحدة للأسف).

مواشي (2)

 ويضيف الحاج عطية عبد السلام، فلاح قائلا: (أسعار العلف كسرت ضهرنا، وبنحاول فى الشتا نعتمد على البرسيم بزراعته أو تأجير الأرض المزروعة من صاحبها عشان نأكل بهايمنا، ومفيش عائد، اللبن بنسلمه للتجار وأصحاب مصانع منتجات الألبان بسعر 4 جنيهات للتر، وبيتباع فى المحلات بـ 13 جنيها، وتلاقى الجبن أسعارها غالية، الفلاح بياخد فتات والتجار الجشعين هما اللى بيغلوا الحاجة ويكسبوا أضعاف مضاعفة، واللحمة نفس الحكاية، أنا ببيع كيلو اللحم قايم للبقر والجاموس على الميزان – " بوزن رأس الماشية حية على الميزان" – بسعر يبدأ من 40 لـ 45 جنيها للكيلو، والجزار بيبيعها فى المحل أقل حاجة بـ 100 جنيه وبتوصل لـ 130 جنيها فى بعض المحلات، يعنى الفلاح ما بيجبش مصاريفه على البهيمة والتاجر بيكسب أضعاف).

ويؤكد محمد مصباح، صاحب مزرعة على أن المشكلة لا تقتصر فقط على إرتفاع أسعار العلف وتدنى أسعار بيع المنتج من اللبن واللحم، لأن تربية الماشية عبارة عن تجارة فى روح بحسب تعبيره، وهى معرضة للأوبئة والأمراض التى تؤدى إلى نفوقها بعد تسمينها وبذل الجهد فى رعايتها والصرف عليها وتحمل تكاليف الأدوية البيطرية، لافتا إلى أن الأدوية المحلية غير مجدية فى علاج أمراض الماشية خصوصا الحمى وفشل الهضم عند المواشي؛ الأمر الذى يضطرهم للجوء للأدوية المستوردة عالية التكلفة والتى تتراوح ما بين 200 وحتى 450 جنيها للرأس الواحدة بحسب طبيعة المرض.

ولفت إلى تراجع دور المشرفين والأطباء البيطريين فى التفتيش وفحص مزارع ودواوير المواشى، إذ لا يوجد الآن أى متابعة أو إرشاد من قبلهم رغم زيادة أعدادهم عما كان فى الماضى.

مواشي (3)

اختفاء العلف المدعوم

وأضاف الحاج سيد حلمى، فلاح قائلا: ( أنا سمعت أن جد أبويا كان عنده بقرة سلالة ممتازة فازت فى مسابقة كانت بتعملها وزارة الزراعة زمان تنقى فيها أفضل السلالات إللى بيعرضها الفلاحين ويشتروها منهم بأعلى الأسعار وياخدوها لإنتاج السلالة ويرجعوا يوزعوها تانى على الفلاحين، وكانوا بيدعموا الفلاح بصرف الأعلاف مدعومة بسعر أقل من السوق بتتصرف ببطاقات حسب عدد الرؤوس، وفضل النظام ده موجود لحد أوائل الثمانينات، لكن الكلام ده مش موجود دلوقتى، وناس كتير باعت بهايمها، وسابت تربية المواشى لأنهم ماعادوش عارفين يصرفوا ولا يتحملوا الخسارة إللى كل مادا بتزيد، إحنا بنتعب وبنكلف وما بنلاقيش، وبنخاف تمرض وتموت.. الفلاح إللى بتروح منه بهيمة بيحزن عليها كأن راح له ميت، لأنه بيشقى وبيصرف عليها وبيفضل يربى ويكبر فيها سنين).

مديرية الزراعة: لا نملك سلطات التحكم فى أسعار العلف

وجاء رد المهندس فوزى الحضرى، وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية بأن ارتفاع سعر العلف هو السبب الرئيسى لخسارة مربى الماشية، موضحا أن المديرية لا تملك سلطات التحكم فى أسعار العلف، ولكنها تقدم الدعم لأصحاب مزارع تربية الماشية بمنح قرض بفائدة 5% للبتلو، بقيمة 10 آلاف جنيه للرأس، و5 آلاف جنيه تغذية لمدة سنة بالاشتراك مع مديرية الطب البيطرى، بشرط توافر ترخيص تشغيل للمزرعة، وأن يكون البيع بعد سنة، ليتزايد وزن الرأس من 200 إلى 450 كجم، لزيادة المعروض وتخفيض سعر اللحم.

مواشي (4)

وأضاف بأنه من حق المربى الحصول على تعويض عن الماشية النافقة، بالتوجه لمديرية الطب البيطرى وتحرير محضر لإثبات الحالة بالنافق بشرط وجود الترخيص.

وأشار إلى أنه قد تم استخراج عدد كبير من التراخيص لمصانع الأعلاف وصل إلى 94 مصنعا بالمحافظة؛ لتصبح الدقهلية بذلك المحافظة الأولى فى عدد المصانع المرخصة للأعلاف؛ وذلك بسبب تبسيط الإجراءات، بالإضافة إلى 1500 قرار تشغيل حتى الآن لمزارع ماشية، وأوضح أن صرف العلف المدعوم توقف بسبب متاجرة بعض المستفيدين به.

وذكر أن دور مشرفى المديرية ينحصر فى حصر المزارع العاملة وغير العاملة، ومصانع ومحلات الأعلاف المرخصة وغير المرخصة، وإبلاغ شرطة البيئة والمسطحات المائية بالأسماء؛ لاتخاذ الإجراء اللازم، بينما يقع الدور الإرشادى فى مجال تربية الماشية على عاتق الطب البيطرى.

مواشي (5)

الطب البيطري: نقدم كل وسائل الدعم

ورد الدكتور عبد المنعم السيد المنجى، وكيل مديرية الطب البيطرى بالدقهلية على شكوى الفلاحين ومربى الماشية بتراجع دور المرشدين البيطريين، بأن المديرية لديها فريق من الأطباء البيطريين المدربين لتنفيذ برامج للندوات الإرشادية بشكل يومى فى كافة مراكز المحافظة بعد التنسيق مع شيوخ القرى ورؤساء المراكز والجمعيات الزراعية، بالإضافة إلى وسائل مساعدة للتوعية بالموضوعات المهمة المؤثرة على صحة المواطنين والثروة الحيوانية بما ينعكس إيجابا على الأمن القومى.

وأجاب عن شكوى عدم فعالية الأدوية المحلية فى علاج المواشى، بأن السبب يرجع إلى عدم الدقة فى تشخيص المرض من قبل الطبيب البيطرى، لافتا إلى تنفيذ المديرية لبرامج تحصين دورية ضد الأمراض الوبائية والمشتركة مثل الحمى القلاعية كل 4 أشهر، والجدرى كل 9 أشهر بالإضافة إلى حمى الوادى المتصدع، والتسمم الدموى، والجلد العقدى، ويتم التحصين وفق برامج معدة مسبقا تشمل تغطية كافة أنواع الماشية فى قرى وعزب جميع المراكز لمنع دخول وانتشار الأمراض من خلال لجان الطب البيطرى المكلفة بالتحصين فى الكمائن والأسواق وقطعان العرب الرحل.

مواشي (6)

وعن صور الدعم المقدم للفلاح لمواجهة خسائر تربية المواشى المستمرة وضح أن المديرية تقدم الدعم عن طريق المسح الشامل للبروسيلا والدرن مجانا، ولجان الرش المجانية للوقاية من الطفيليات الخارجية، والعلاج الجماعى للوقاية من الطفيليات الداخلية، ومشروع إحياء البتلو الذى يهدف إلى توفير قروض ميسرة بفائدة قدرها 5%، ومشروع ملئ الفراغات والذى يهدف إلى استغلال المساحات الفارغة من المزارع فى توسعة نشاطها من أجل زيادة الثروة الحيوانية بتوفير تسهيلات بنكية بفائدة 5% لشراء عجلات عشار ثنائية الغرض ذات إنتاجية عالية، مع وجود لجان مجانية للمسح التناسلى، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج للقوافل العلاجية، المجانية فى أكثر المناطق احتياجا للخدمة البيطرية.

وعن مساعدة مربى الماشية فى انتخاب السلالات وإقامة المسابقات لاختيار أفضلها، أجاب بأن الأمر يتم الآن بشكل مختلف عن طريق تدريب أطباء بيطريين بجميع المراكز على أعمال التلقيح الاصطناعي؛ للاستغناء عن استخدام الطلائق منعا لانتشار الأمراض التناسلية التى تؤثر على إنتاجية الحيوانات، وتم تكريم محافظة الدقهلية ضمن أفضل خمس مديريات فى مجال التلقيح الاصطناعى على مستوى الجمهورية، كما تم وضع حجر الأساس لمركز التلقيح الاصطناعى بإدارة دكرنس.

 

 

مواشي (7)
 
مواشي (1)









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة