صدرت ترجمة كتاب "خليفة الله.. السلطة الدينية فى العصور الإسلامية" من تأليف باتريشيا كرون ومارتن هينز، عن دار جسور وقام بها أحمد طلعت.
والكتاب يعمل على تتبع تطور مفهوم"الخلافة" فى الوسط السنى، وفى الإجابة عن تساؤل إن كانت الخلافة موقعا سیاسیا فقط أم تمثل مرجعیة دينیة أيضا، الأمر الذى أضفى عليها نزعة قداسة.
وعلى مدى تداخل الدينى بالسیاسى فى موقع الخلافة وتنامى ذلك التداخل مع توإلى العصور الإسلامیة من عصر الخلافة الأول مرورا بالعصر الأموى ثم العباسى، الأمر الذى وصل فى مراحل تاريخیة إلى حد اعتبار أن رأس السلطة ھو خلیفة الله الذى يعمل ويقرر بتفويض إلهى – فى تقارب ملحوظ مع فكرة الإمامة المعصومة فى الوسط الشیعى – وما نتج من ذلك من صراع مع علماء الشريعة الرافضین لهيمنة السلطة السیاسیة على مرجعیة الحكم الشرعى.
وجاء فى الكتاب: "نستهل حديثنا بالحقيقة المعروفة بأن الأمويين استخدموا لقب "خليفة الله" وهو اصطلاح يفهمه الجميع بمعنى "مندوب الله"، وبالكاد يحتاج هذا المعنى إلى مزيد من الحجج لتأييده، فمصطلح "خليفة" يشير إلى حلول شخص محل شخص باعتباره نائبا فى حالة عياب الآخر أو خليفة فى حالة وفاته، وحيث إن المسلمين سلموا بأن الله حى لا يموت، فإن مصطلح "خليفة الله" لا يمكن أن يعنى وارث الله.
وتابع الكتاب:" لما أراد المستشرق اليهودى جولدتسيهر أن يفسر هذا اللقب فى ضوء التصور التقليدى للخلافة على أنها خلافة للنبى محمد وليست نيابة عن الله، فسره على أنه يشير إلى"خليفة الرسول المؤيد بتأييد الله له"، وقد لاقى هذا التفسير استحسانا لدى البعض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة