شن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب هجومًا استثنائيًا على عمدة لندن صادق خان قبل لحظات فقط من الهبوط في المملكة المتحدة في زيارة رسمية له.
وقال فى تغريدة على حسابه على موقع "تويتر" للتدوين القصير، " صادق خان ، الذي أدى بكل المقاييس عملاً فظيعًا بصفته عمدة لندن، كان" بغيضا " بحماقة، تجاه رئيس الولايات المتحدة الزائر ، فهو إلى حد بعيد الحليف الأكثر أهمية للمملكة المتحدة.. إنه خاسر بارد يجب أن يركز على الجريمة في لندن ، وليس أنا".
ومضى يقول: "يذكرني خان كثيرا برئيس بلدية نيويورك الغبي وغير الكفء، دي بلاسيو ، الذي قام أيضًا بعمل فظيع - نصف طوله فقط. وعلى أي حال ، أتطلع إلى أن أصبح صديقًا رائعًا للمملكة المتحدة ، وأنا أتطلع كثيرا إلى زيارتي. نهبط الآن!".
ولطالما كانت العلاقة بين الرئيس الأمريكى وعمدة لندن متوترة، فخان أعرب عن رفضه لزيارة ترامب فى المرة الأولى وكذلك للزيارة الحالية، وقارن وفى مقال له بصحيفة "الأوبزرفر"، اللغة التى استخدمها دونالد ترامب لحشد مؤيديه بتلك التى استخدمها "فاشيو القرن العشرين" فى تعليق شديد اللهجة قبل زيارة الرئيس الأمريكى بيوم واحد.
ورفض خان مجددا فرش السجادة الحمراء للرئيس الأمريكى وزوجته ميلانيا ومعاملتهما معاملة خاصة عندما تستضيفهما الملكة إليزابيث فى زيارة تستمر 3 أيام ، ومن المتوقع أن تثير احتجاجات ضخمة فى العاصمة يوم الثلاثاء.
وقال خان: "الرئيس دونالد ترامب مجرد أحد أكثر الأمثلة فظاعة على التهديد العالمى المتزايد، فاليمين المتطرف آخذ فى الارتفاع فى جميع أنحاء العالم، مما يهدد حقوقنا وحرياتنا التى تم كسبها بشق الأنفس والقيم التى حددت مجتمعاتنا الليبرالية والديمقراطية لأكثر من 70 عامًا.
وأضاف خان، الذى كان لديه خلاف مع ترامب منذ أن أصبح رئيسًا للندن فى عام 2016: "هذا رجل حاول استغلال مخاوف سكان لندن فى أعقاب هجوم إرهابى مروع على مدينتنا ، وعزز من خلال تغريداته على موقع "تويتر" جماعة عنصرية يمينية متطرفة بريطانية، وندد مستعينا بالأخبار المزيفة بالأدلة العلمية القوية التى تحذر من مخاطر التغير المناخى، ويحاول الآن التدخل دون خجل فى سباق قيادة حزب المحافظين من خلال دعم بوريس جونسون لأنه يعتقد أنه سيمكنه من الحصول على حليف له فى رئاسة الوزراء لتمرير جدول أعمال مثير للانقسام ".
محتجون بريطانيون لترامب: الشعب البريطانى يرفضك ويرفض سياساتك السامة
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يواجه شبح احتجاجات ضخمة أثناء زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة .
وقال دينيس فرناندو من مجموعة حملة "قفوا ضد ترامب": "بحلول وقت مغادرته سيعرف - وسيعرف العالم - أن الناس هنا يرفضونه ويرفضون سياسته السامة".
نزل الرئيس الأمريكى وزوجته ميلانيا فى مطار ستانستيد فى الساعة التاسعة صباحًا، حيث هدد عشرات الآلاف من الناس بالاحتجاج وسط لندن في معارضة لوجوده، ومن المتوقع أن يكون الاحتجاج الأكبر يوم الثلاثاء ، حيث من المقرر تنظيم مظاهرات في جميع أنحاء البلاد.
من المقرر أن يجتمع آل ترامب مع الملكة فى قصر باكينجهام قبل مأدبة غداء خاصة، بعد جولة في ويستمنستر آبى، سيجتمع الزوجان أيضًا مع الأمير تشارلز ودوقة كورنوول – وسط ترقب حول كيفية تعاون أمير ويلز ، وهو خبير بيئي حريص ، مع الرئيس المحب للوقود الأحفوري.
رؤساء الأحزاب البريطانية يرفضون تدخل ترامب "البغيض" فى سياستهم
وأثار ترامب جدلا واسعا قبل زيارته المثيرة للجدل بالأساس، حيث أجرى حوار قبل بدء زيارته مع صحيفة "ذا صن" البريطانية وصف فيها تعليقات ميجان ماركل عنه بالبغيضة، فضلا عن أنه تدخل فى الشئول السياسة للبلاد، بدعمه لبوريس جونسون، المرشح لخلافة تيريزا ماى، ولدعوته إشمال حزب "بريكست" فى مفاوضات الاتحاد الأوروبى.
وحذر كبار السياسيين من جميع الأحزاب الرئيسية دونالد ترامب من "التدخل البغيض" في السياسة البريطانية بالتزامن مع السباق الدائر على قيادة حزب المحافظين والنقاش حول سياسة الخروج البريطانى المستقبلية.
واتُهم ترامب من قبل قادة الأحزاب والنواب بكسر عرف طويل الأمد بعدم التدخل فى الشئون السياسية، وذلك من خلال الثناء على بوريس جونسون ، وزير الخارجية البريطانى السابق والمرشح الأوفر حظا لخلافة تيريزا ماى، مدعيا أنه سيكون رئيس وزراء "ممتاز".
وقال السير مالكولم ريفكيند ، وكيل حزب المحافظين السابق للشئون الخارجية، فى حديثه إلى الإندبندنت، إن تصريحات ترامب "النرجسية والأنانية" كانت "غير مسبوقة بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة".
كما أدان جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال والسير فينس كابل، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار هذه التصريحات ، واقترح أحد النواب أن تتراجع الملكة عن دعوة ترامب لإقامة مأدبة رسمية مساء الثلاثاء.
وأضافت الصحيفة أنه من غير المعتاد للغاية أن يعلق رئيس أمريكي حالى على الانتخابات السياسية فى المملكة المتحدة، وأثار ترامب من قبل لدعمه القوى للخروج وانتقاده لتيريزا ماي، رئيسة الوزراء .
كما قال ترامب إنه يجب على بريطانيا رفض دفع ميزانية انفصالها عن الاتحاد الأوروبى والتى تبلغ 39 مليار دولار والانسحاب من محادثات الخروج من الاتحاد إذا لم تعط بروكسل بريطانيا ما تريده.
وأضاف ترامب فى مقابلة مع صحيفة صنداى تايمز، إنه يجب على زعيم بريطانيا المقبل إرسال نايجل فاراج المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى لإجراء المحادثات مع الاتحاد.
دعوة من الملكة
الرئيس الأمريكى والملكة اليزابيث
ومن ناحية أخرى، قالت هيئة الإذاعة البريطانية، بى بى سى إن الملكة اليزابيث وجهت الدعوة بشكل مباشر لترامب، وتكون هي المضيف الرسمي المرافق للضيف طوال فترة الزيارة.
ومن المقرر أن يقيم ترامب إما في قصر باكينجهام أو في قلعة ويندسور، وتقيم الملكة مأدبة عشاء رسمية على شرف الضيف.
وترامب هو ثالث رئيس أمريكي يتلقى دعوة رسمية من الملكة إليزابيث الثانية، حيث كانت الدعوة الأولى من نصيب الرئيس جورج بوش الابن عام 2003 والثانية لباراك أوباما عام 2011، بحسب بى بى سى.
وتوجه الملكة دعوتين رسميتين في العام الواحد واستقبلت 112 ضيفاً رسمياً منذ اعتلائها العرش عام 1952.
