- «ربنا بعت لى أسير سابق» لمساعدتى فى أداء أصعب مشاهد المال والبنون وصاحب «الوسية» بكى تأثرا بأدائى.. فاروق الفيشاوى رشحنى لأول عمل سينمائى وشادى عبد السلام اختارنى لتجسيد شخصية إخناتون وعبدالرحيم الزرقانى منحنى شلن فضة
- لا أتقمص شخصيات أدوارى وهذه تفاصيل التعاون مع يوسف شاهين فى «وداعا بونابرت»
- ابتعدت عن السينما لضعف مستوى الأفلام وقريبا أعود بفيلم اجتماعى
وفى الجزء الثانى من حواره لـ«اليوم السابع» يكشف فارس الدراما أحمد عبدالعزيز الكثير من الأسرار حول بداياته ورحلته إلى النجومية وكواليس أهم أعماله من روائع الدراما المصرية وأصعب مشاهده فيها، كما يتحدث عن خطة عمله بعد اختياره رئيسا للمهرجان القومى للمسرح فى دورته الثانية والعشرين، واقتراحه لإعادة الريادة المصرية فى الأعمال الدينية والتاريخية.
حدثنا عن البدايات وبداية الطريق والمشوار الفنى؟
بدأ حبى للفن والتمثيل منذ الطفولة وشاركت فى المسرح المدرسى، ولكنى التحقت بكلية التجارة جامعة عين شمس حتى لا أحرم نفسى من الحياة الجامعية، وقدمت مسرحيات كثيرة على مسرح الجامعة ومنحنى الفنان الكبير عبدالرحيم الزرقانى جائزة الممثل الأول على مستوى الجامعات عام 1976 عن دور هاملت، وكان ضمن لجنة الاختبار عندما تقدمت فى العام التالى للمعهد العالى للفنون المسرحية وعبر لى عن إعجابه وأعطانى شلن فضة وقال لى: «انت ناجح وخد ده علشان تفتكرنى»، كما شجعنى كل أساتذتى بالمعهد وبعد تخرجى اشتغلت فى وزارة الثقافة فى البيت الفنى للمسرح ، وقدمت أكثر من 20 مسرحية على مسرح الطليعة إخراجا وتمثيلا، وكانت بداية المشوار عندما رشحنى صديقى الفنان فاروق الفيشاوى للمشاركة فى فيلم بيت القاضى، وأعتبر دورى فيه أول تعارف بينى وبين السينما.
وكيف تم ترشيحك فى بداياتك للمشاركة فى فيلم وداعا بونابرت مع المخرج العالمى يوسف شاهين؟
كنت أقوم ببطولة مسرحية «المسافر ظهرا»، وهى سيرة ذاتية للمخرج المسرحى سمير العصفورى على غرار ما كتبه يوسف شاهين فى حدوتة مصرية، واختارنى العصفورى لبطولة المسرحية، ودعا يوسف شاهين لمشاهدة البروفة الأخيرة، فاختارنى شاهين للمشاركة فى فيلم وداعا بونابرت، وكانت تجربة كبيرة استفدت منها فى التمثيل والإخراج السينمائى، فلم أكتف بالتمثيل ولكن كنت أساعد طاقم مساعدى الإخراج وتعلمت كثيرا من المخرج العالمى يوسف شاهين، وكانت تجربة مهمة أردت من خلالها أن أطمئن أن لدى قبولا للكاميرا ولدى الناس وبعدها انهالت الترشيحات لأعمال سينمائية أخرى، منها الطوق والإسورة، العصابة، عودة مواطن، حالة تلبس، وكنت محظوظا لأنى تعاملت مع كبار المخرجين ومنهم هنرى بركات وسعد عرفة، وعندما رآنى المخرج الكبير شادى عبدالسلام فى فيلم الطوق والإسورة أشاد بى وكان يستعد لمشروع فيلم عن إخناتون فرشحنى لبطولة الفيلم وكنت آخر مرشح لهذا الدور وفرحت جدا ولكن للأسف توفى شادى عبدالسلام وتوقف مشروع الفيلم.
وماذا عن بداية رحلة التألق فى الدراما التليفزيونية؟
بعد توقف فيلم إخناتون بوفاة المخرج شادى عبدالسلام صاحب المشروع كلمنى المخرج ممدوح مراد وعرض علىّ دور إخناتون فى مسلسل «لا إله إلا الله» وقبله كنت شاركت فى سهرة تليفزيونية، وفى مسلسل موسى ابن نصير بطولة الراحل عبدالله غيث الذى قام بدور بن نصير بعدما كبر وجسدت أنا دوره فى الصغر، ولكن كان دور إخناتون نقطة تحول فى حياتى الفنية وأول بطولة لى فى التليفزيون كانت عام 1986، ورغم أننى كنت قبل هذا المسلسل شاركت فى 4 أفلام سينمائية، لكن لم يعرفنى الناس إلا بعد دور إخناتون، وحينها انتبهت لأهمية وانتشار جهاز التليفزيون والدراما التليفزيونية، وتوالت البطولات وكان يعرض على ثلث الأعمال الفنية المطروحة، وشاركت فى عدد من الأعمال الهامة: الوسية، المال والبنون، الفرسان، السيرة الهلالية، سوق العصر، سيف الدولة الحمدانى، الإمام محمد عبده، ذئاب الجبل، مين مايحبش فاطمة، وغيرها، وفى مسيرتى أخذتنى السينما من المسرح فى وقت كنت أعانى فيه مثل غيرى من فنانى المسرح بسبب عدم إتاحة الفرصة للشباب وعدم وجود تقدير مادى ومعنوى مناسب وعدم تسليط الضوء على ما نقدمه، وعندما جاءتنى الفرصة فى السينما قلت أرمى بثقلى فيها، ولكن عندما انتشرت أفلام المقاولات وضعف مستوى السينما اتجهت للتليفزيون، فحقق لى ما لم تحققه السينما من شهرة وأعمال هامة لها علاقة بحياة الناس واهتماماتهم ويراها أكبر عدد من المشاهدين، فالسينما أخذتنى من المسرح والتليفزيون أخذنى من الاثنين.
وبعد عودتك للدراما التليفزيونية ألا تفكر فى العودة للعمل بالسينما بعد فترة الغياب؟
بالفعل أحضر لمشروع فيلم سينمائى عن قصة اجتماعية مع أحد الأصدقاء سيتم طرحه قريبا، وسوف نستأنف التصوير بعد العيد.حدثنا عن كواليس وذكريات أهم أعمالك التى أصبحت علامات فى تاريخ الدراما ومنها المال والبنون؟
مسلسل المال والبنون يعنى لى الكثير وهو علامة مهمة فى حياتى الفنية فهو عمل كبير يعبر عن فترة مهمة وكتبه المبدع محمد جلال عبدالقوى وأخرجه مجدى أبو عميرة وكان يضم عددا ضخما من النجوم، واستغرقت وقتا وجهدا كبيرا فى التحضير لشخصية يوسف عباس الضو ومحاولة الإجابة عن كل الأسئلة الخاصة بالشخصية، ومن المفارقات فى هذا المسلسل أننى لم يكن لدى إجابات عن مشهد محاولة الموساد انتزاع معلومات من يوسف بعدما وقع فى الأسر، ولم أكن أعرف كيف سأقوم بهذا المشهد، حتى قبل التصوير بيوم واحد، وبالصدفة كنت أتسحر مع مجموعة أصدقاء وكان هناك شخص لا أعرفه ولا يعرفنى جاء مع أحد أصدقائى، وكنت شاردا أفكر فى هذا المشهد، وفجأة عرفت من كلام هذا الشخص أنه كان أسيرا فى حرب 67 ، فقلت له ربنا بعتك ليا لأننى سأؤدى مشهدا، وأحتاج بعضا منك لأداء الشخصية، فحكى لى تفاصيل ما حدث معه فى الأسر، وكأن هذا الأسير السابق مبعوث من الله ليعيننى على أداء المشهد، وبالفعل استفدت من هذه المعلومات وأديت المشهد مرة واحدة ولم تتم إعادته.قمت ببطولة مسلسل الوسية وهو سيرة ذاتية للدكتور خليل حسن خليل فهل تفوقك فى أداء الدور يرجع إلى تقمصك للشخصية؟
أنا لا أتقمص الشخصية فى الحياة وأتقمصها أمام الكاميرا فقط، لكن أبحث دائما عن إجابات عن كل الأسئلة الخاصة بالشخصية، ولا أحب أن آخذ شيئا من الملامح المادية للشخصية ولا أقلدها وهو ما فعلته فى مسلسل الوسية، فعلى الرغم من أن المسلسل سيرة ذاتية عن قصة حياة الدكتور خليل حسن خليل، وكان يحضر مقر التصوير دائما إلا أننى كنت لا أجلس معه كثيرا حتى لا ألتقط منه أى سمة فأقلدها وأركز على الشكل الخارجى للشخصية، وكنت أفضل أن تخرج المشاعر والانفعالات من الداخل وليس من الصوت والحركة، وهو ما جعل الدكتور خليل يختبئ أحيانا وأنا أؤدى المشاهد الصعبة ويبكى من شدة التأثر، وقال لى إننى أعدته بأدائى إلى نفس المواقف التى عاشها فى الحقيقة وعبرت عما كان يشعر به، وهذا الأمر يختلف عندما أؤدى شخصية شخص مشهورة يعرفه الناس بسمات شخصية وجسمانية معينة مثل السادات أو تشرشل فلابد أن أقلد الشخصية فى المظهر والشكل والصوت، فهناك فرق بين تجسيد الشخصية المشهورة والشخصية التى لا يعرفها الناس.وماذا عن مسلسل ذئاب الجبل الذى لا يمل الناس من مشاهدته رغم مرور سنوات عليه وتكرار عرضه مرات كثيرة؟
ذئاب الجبل له ذكريات كثيرة معى وأعتبره أيقونة حياتى الفنية، ورغم أننى ولدت فى الإسكندرية وجذورى من المنوفية يعتقد الكثيرون أننى صعيدى، والناس صدقت أن هناك شخصا حقيقيا اسمه البدرى أبو بدار وأطلقوا اسمه على الأطفال، و هذا المسلسل الذى حقق نجاحا مذهلا عدد حلقاته 18 حلقة فقط، وكان محبوكا وليس به مط أو استطالة، وكنت أدرك منذ البداية أن الشخصيات الصعيدية صعبة وإذا أخطأ الممثل فى اللهجة فقد مصداقيته، وساعدنى على النجاح فى أداء شخصية البدرى أبو بدار أننى درست اللهجة الصعيدية فى أرضها أثناء عملى فى فيلم الطوق والإسورة حيث سافرنا إلى قنا 15 يوما قبل التصوير، كما درست لهجات وصوتيات فى المعهد.وكيف تم ترشيحك لهذا الدور؟
رشحنى له ربنا، حيث كنت فى أسوان وركبت مركب مع بعض أصدقائى وطوال الوقت لم يظهر المراكبى أنه يعرفنى، وفاجأنى وأنا ماشى بلهجته الصعيدية، قائلا: «مع ألف سلامة ياأستاذ أحمد، ليه ماتعملناش حاجة صعيدى، انت تخيل فى الجلابية»، فقلت له ربنا يبعت، وتانى يوم كلمنى المخرج مجدى أبو عميرة للمشاركة فى مسلسل ذئاب الجبل، وخيرنى بين دور حاتم، ودور البدرى، فاخترت البدرى وشعرت أن هذا المسلسل «مبعوت» لى من فوق، فالعمل الخالد له مواصفات كانت متوفرة فى المال والبنون وذئاب الجبل، وخلال مهرجانات التليفزيون عام 2010 تم اختيار المال والبنون وذئاب الجبل، ضمن أحسن الأعمال الدرامية خلال 50 عاما.تعاونت فى هذين العملين وعدد آخر من الأعمال مع الفنان الكبير عبدالله غيث الذى توفى خلال تصوير مسلسل ذئاب الجبل فحدثنا عن ذكرياتك معه؟
بالفعل تعاونت مع الفنان الكبير عبدالله غيث فى عدد من الأعمال الهامة ومنها موسى بن نصير والمال والبنون وذئاب الجبل وكان من أكثر الناس الذين شجعونى، فكان يشجعنى بشكل غير مباشر بنظراته وأحيانا يحتضننى بعد أداء بعض المشاهد تعبيرا عن إعجابه وكانت وفاته أثناء تصوير مسلسل ذئاب الجبل صدمة كبيرة للجميع وتأثيرها سلبيا على دراما العمل، وكان يتبقى له 8 مشاهد.حقق مسلسل الفرسان الذى جسدت فيه دور قطز نجاحا كبيرا وكانت الشوارع تخلو من المارة وقت عرضه.. فكيف نستعيد الريادة فى الدراما الدينية والتاريخية؟
منذ 25 عاما وأنا أقترح إنشاء قاعدة صناعية للأعمال التاريخية والدينية تضم ورشا لإنتاج السيوف والخناجر والاكسسوارات على اختلاف أشكالها وأنواعها عبر العصور المختلفة ومصنع للملابس التاريخية ومزرعة للحيوانات والخيول لاستخدامها فى هذه الأعمال، وأن نشجع ونكتشف الموهوبين فى كتابة هذا النوع من الدراما من خلال المسابقات والمكافآت، فالعمل التاريخى يعتمد على الإبهار وكان ينجح رغم الإمكانيات المتواضعة لأنه لم يكن لنا منافسون، لكن الآن ظهر منافسون من دول أخرى كتركيا والأردن، والناس دائما لديهم حنين للتاريخ ويميلون لمشاهدة الأعمال التاريخية التى جذبت الشباب، ونحن لدينا تاريخ طويل وحقب تاريخية مختلفة وعلينا أن نبحث ونختار المناسب، وكلما تأخرنا فى استرجاع الريادة لهذا النوع من الدراما سيتقدم غيرنا.تم اختيارك مؤخرا لرئاسة الدورة الحالية للمهرجان القومى للمسرح.. فما خطة عملك خلال هذه الدورة؟
المسرح يحتاج خطة قومية تشترك فيها أكثر من وزارة ومؤسسة، وأنا أترأس الدورة الحالية من المهرجان وخطتى العمل على نجاحه وإلقاء الضوء على الجهود التى يبذلها فنانو المسرح الذين يتقاضون أجورا هزيلة وعلى أهم الأعمال المسرحية، حيث ننتج حوالى 700 عمل مسرحى فى السنة بين البيت الفنى للمسرح وقطاع الثقافة الجماهيرية وفرق الهواة والفرق المستقلة والشركات ووزارة الشباب وصندوق التنمية الثقافية ومركز الابداع والكنائس، فالمسرح أبو الفنون والمدرسة الأولى للممثل، وهو زاخر بالمواهب والمبدعين، ولكن للأسف 95٪ منهم لا يعرفون طريق الشهرة، ومواهب كثيرة منها نعرفها فى سن متأخر، ومن هذه الأمثلة بيومى فؤاد وسيد رجب، وتعتمد خطة عملى خلال الدورة الحالية على الاهتمام بشكل خاص بمسرح الطفل والمسرح المدرسى وعمل مسابقة خاصة لهذا الفرع، ومحاولة استرجاع اهتمام الأسر بالمسرح، الذى كانت ترتاده العائلات حتى وقت قريب، والعمل على الدعم الأدبى والتشجيع للعاملين بالمسرح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة