أكرم القصاص - علا الشافعي

خالد ناجح

منسى وعشماوى فى قمم مكة

الإثنين، 03 يونيو 2019 07:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام تسلمت مصر الإرهابى هشام العشماوى من الجيش الوطنى الليبى، الذى ترأس أحد التنظيمات الإرهابية بمدينة درنة، ونفّذ عددًا من العمليات الإرهابية بدولتى ليبيا ومصر.
 
الرئيس السيسى كان قد أشار فى أحد خطاباته، التى كان لى شرف حضورها، فى إحدى الندوات التثقيفية إلى مقارنة بين البطل الشهيد أحمد منسى، بطل خارق للعادة كان ضمن أقوى مائة قائد صاعقة فى العالم، قام بإحباط الكثير من العمليات الإرهابية فى سيناء، وأنقذ حياة جنوده، هذا البطل دخل جبل الحلال قبل تطهيره، ومكث به كل هذه الفترة وسط الإرهابيين، راصدًا كل تحركاتهم واتصالاتهم وقبض على شبكة تجسس فى سيناء ظلت تعمل سنوات، وتم تكريمه من وزير الدفاع على هذه المهمة، كان محبوبًا من رجاله، لأنه كان يتقدمهم فى المداهمات والكمائن ويحرص على حياتهم، هذا البطل هو من رصدت داعش مليون دولار لقتله، هذا البطل هو من أصاب الإرهابيين وحماس والدواعش بالتبول اللاإرادى من ذكائه فى إفشال مخططاتهم واصطيادهم فى عمل الكمائن لهم، هذا البطل الذى أوصى أن يدفن بالأفرول الذى استشهد به، ظل ثابتًا على عقيدته القتالية.
 
وعلى الجانب الآخر، وقف الإرهابى هشام عشماوى الذى تشتت أفكاره فهوى، وقد أشار له الرئيس «لازم يجى ونحاسبه»، وفعلاً فى زيارة قام بها اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة لدولة ليبيا ولقاء المشير خليفة حفتر، تمت مناقشة قضية مكافحة الإرهارب، وخلال اللقاء تم تسليم الإرهابى الذى ترأس أحد التنظيمات الإرهابية فى درنة ونفذ العديد من العمليات الإرهابية الدامية بمصر وليبيا.
 
أتى ذليلًا يحتقره الناس.. مصرًا على الخيانة لآخر لحظة، وهذا ما كشفه سليمان محمد بولهطى، قائد مجموعة الاقتحام فى مدينة درنة بشرق ليبيا، التى قامت بالقبض على الإرهابى هشام عشماوى مؤسس تنظيم المرابطين الإرهابى، وحسبما ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، فإن «عشماوى كان يخشى بالفعل نقله إلى مصر» وهذا ما قاله أحمد حامد بولهطى ابن شقيقتى، وهو من اعتقله وضربه بالبندقية على رأسه للسيطرة عليه، فقد كان يمسك فى يده حزامًا ناسفًا.
 
وأوضح بولهطى «أن عشماوى قال لمن اعتقلوه إنه مستعد للتعاون معهم شريطة عدم قيامهم بتسليمه ومن معه للسلطات المصرية، وجادل كثيراً بأنه لم يحضر فى الأساس لمحاربتهم، وهنا يقول سليمان الذى فقد سبعة من أبنائه الثمانية «استُشهدوا خلال المعارك التى خاضوها تحت قيادة المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطنى الليبى».
 
فى كل وطن عربى منسى وعشماوى ومهمتنا هى الحفاظ على منسى، وتطبيق القانون على عشماوى، حتى لا تنهار الأوطان، ولهذا جاءت قمم مكة الثلاث «الخليجية والعربية والإسلامية» فى ظرف دقيق للغاية، فالشرق الأوسط على شفا حرب تنتظر ضربة البداية لا يعرف أحد متى تبدأ وكيف تنتهى ومن سيكون فيها منسى، ومن سيبيع بلده وأرضه وعرضه ويكون الآخر، خاصة أن البلدان العربية بداخلها الداء الذى يجب أن تداويه، وأقصد هنا الإخوان ومن على دربهم.
 
تلك القمم التى دعا لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمكة ولهذا المكان دلالته وقدسيته.
 
كانت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أهم وأدق وأخطر الكلمات، لأنها وضعت رؤية وعناصر محددة، فكانت رؤية مصرية للوضع الإقليمى الحالى، وتأصيلا واضحا لا لبس فيه لمحددات الأمن القومى العربى كما تراه القاهرة، فالعناصر الأربعة للرؤية المصرية التى استعرضها الرئيس أمام القمة لكيفية التعاطى الحازم والحكيم مع التهديدات التى تواجه الأمن القومى العربى بشكل عام تمثل منهاج عمل شامل للحفاظ على الأمن القومى العربى والخليجى.
 
كان خطاب الرئيس فى قمة مكة مكتوبًا بعناية فائقة، وفيه رؤية مكتملة وعميقة للصراع الإقليمى ولرؤية مصر الاستراتيجية للأمن القومى العربى، ولم يكتف بالطبع الخطاب بطرح المشكلة بل وكانت الرؤية تتعمق فى الحل والحسم، فالرئيس السيسى كان واضحًا وحاسمًا عندما أكد أن الهجمات التى تعرضت لها المرافق النفطية فى المملكة العربية السعودية الشقيقة مؤخرا من جانب ميليشيات الحوثى، والمحاولات المتكررة لاستهداف أراضيها بالصواريخ، وكذلك الاعتداءات التى تعرضت لها الملاحة فى المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية الشقيقة، تمثل بدون شك أعمالا إرهابية صريحة، تتطلب موقفا واضحًا من كل المجتمع الدولى لإدانتها أولا، ثم للعمل بجميع الوسائل لردع مرتكبيها ومحاسبتهم، ومنع تكرار هذه الاعتداءات.
 
الرئيس السيسى عبر عن مصر الكبرى، عندما قال إننا مع التضامن الكامل مع الأشقاء فى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودعمهم فى مواجهة أى تهديدات للأراضى أو المنشآت أو المياه الإقليمية فى أى من الدولتين العربيتين الشقيقتين، وهناك حاجة لمقاربة استراتيجية لأزمات المنطقة وجذور عدم الاستقرار والتهديدات التى تواجه الأمن القومى العربى، بحيث تجمع بين الإجراءات السياسية والأمنية.
 
إن المقاربة الاستراتيجية المنشودة للأمن القومى العربى، تقتضى التعامل بالتوازى مع جميع مصادر التهديد لأمن المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية والمصدر الأول لعدم الاستقرار فى المنطقة، فلا يمكن أن يتحقق الاستقرار فى المنطقة، بدون الحل السلمى الشامل الذى يلبى الطموحات الفلسطينية المشروعة فى الاستقلال، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية  فكانت رؤية مصر للب الصراع ومبدأها الذى لم ولن يتغير كما عبر عنه الرئيس السيسى.
 
أيضا لم تغب عن الرئيس مشكلات المنطقة والمطالبة  بتصور واضح لمعالجة الأزمات المستمرة فى سوريا وليبيا واليمن، واستعادة وحدة هذه الدول وسيادتها وتحقيق طموحات شعوبها فى الحرية والحياة الكريمة فى ظل دول موحدة ذات سيادة، وليست مرتهنة لإرادة وتدخلات وأطماع دول إقليمية أو خارجية أو أمراء الحرب والميليشيات الإرهابية والطائفية.
 
القضايا التى جاءت فى كلمة الرئيس أمام هذه القمة تضمن المواجهة الحاسمة مع المخاطر والتهديدات التى تواجه الأمن العربى والخليجى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة