بعد دخوله كوريا الشمالية.. كيف يحاول ترامب احتواء طهران من بوابة بيونج يانج؟.. قمة ترامب وكيم تعلن نهاية عزلة الدولة المارقة منذ عقود.. وصقور واشنطن لا يؤثرون على قرارات الرئيس الأمريكى

الأحد، 30 يونيو 2019 09:00 م
بعد دخوله كوريا الشمالية.. كيف يحاول ترامب احتواء طهران من بوابة بيونج يانج؟.. قمة ترامب وكيم تعلن نهاية عزلة الدولة المارقة منذ عقود.. وصقور واشنطن لا يؤثرون على قرارات الرئيس الأمريكى
تحليل يكتبه - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على الرغم من أن فجائية الإعلان عن اللقاء الذى جمع بين ترامب وكيم أضافت الكثير من الزخم للقمة التاريخية التى جمعت بينهما اليوم، فى المنطقة الحدودية بين الكوريتين، إلا أن لحظة عبور الحدود من قبل الرئيس الأمريكى بصحبة نظيره الكورى الشمالى، تبقى الأكثر إثارة، ليس فقط لكونه أول رئيس أمريكى يدخل الأراضى الكورية الشمالية، ولكن أيضا لأنها خطوة ربما تمهد لخطوات تاريخية أوسع فى المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى كونها إعلانا رسميا بنهاية العزلة التى تعانيها الدولة المارقة لعقود طويلة من الزمن.

وتمثل الدعوة التى قدمها ترامب كيم لزيارة البيت الأبيض، وتعهده بتبادل الزيارات معه، دليلا دامغا على التلويح الأمريكى الصريح بإنهاء العزلة الكورية، خاصة وأنها تمثل انفراجا كبيرا فى العلاقات بين البلدين فى المرحلة المقبلة، وانعكاسا صريحا على قوة العلاقة الشخصية بين الزعيمين، وهو  ما أشار إليه كيم صراحة فى تصريحاته، خلال القمة، حيث أكد أن العلاقة القوية التى تجمعه بين ترامب تمثل السبب الرئيسى فى قبوله للمبادرة الأمريكية المفاجئة بعقد اللقاء.

 

دبلوماسية كيم تنجح.. بيونج يانج تخرج من عزلتها الدولية

ولعل توقيت الزيارة، والتى جاءت بعد العديد من التصريحات العدائية من قبل مسئولى بيونج يانج تجاه واشنطن، يمثل انتصارا صريحا لدبلوماسية كيم، فى ظل التعنت الأمريكى الواضح فى التعامل مع المطالب التى قدمتها كوريا الشمالية فى الأشهر الماضية حول ضرورة رفع العقوبات الأمريكية، أو تخفيفها، مقابل ما قدمته من تنازلات، أبرزها وقف التجارب النووية، بالإضافة إلى التقارب مع جارتها الجنوبية، ناهيك عن إطلاق سراح السجناء الأمريكيين، قبل انعقاد القمة الأولى بين الزعيمين فى سنغافورة فى شهر يونيو من العام الماضى.

وهنا يمكننا القول بأن لقاء ترامب وكيم، على الحدود، يحمل فى طياته نجاحا كبيرا لبيونج يانج، خاصة وأن العزلة الدولية المفروضة عليها منذ سنوات تمثل جزءا لا يتجزأ من العقوبات الأمريكية، وهو الأمر الذى ساهم بصورة كبيرة فى المعاناة الاقتصادية التى تعيشها الدولة الآسيوية منذ عقود، وبالتالى فهى قد تفتح الباب أمام قيام واشنطن بتقديم المزيد من التنازلات، وعلى رأسها رفع العقوبات، وذلك لضمان نجاح المفاوضات وإنهاء الأزمة العالقة منذ سنوات، ليكون أحد أبرز الانتصارات الدبلوماسية التى حققتها إدارة ترامب فى فترته الأولى.

فلو نظرنا إلى العرض الأمريكى بعقد اللقاء بين ترامب وكيم بالمنطقة الحدودية المنزوعة السلاح بين الكوريتين، بالإضافة إلى دعوة الرئيس الأمريكى لنظيره الكورى الشمالى بزيارة واشنطن، نجد أنها تمثل خطوات هامة على طريق الاستجابة لمطالب أخرى لبيونج يانج، على رأسها تبادل البعثات الدبلوماسية بين البلدين، وتطبيع العلاقات بعد سنوات من العداء، وهو ما يمثل أهمية كبيرة لكوريا الشمالية فى المرحلة المقبلة، فى ظل مساعيها للاندماج فى المجتمع الدولى، وذلك بالرغم من الانتقادات الصريحة فى الداخل الأمريكى لتلك الخطوات التى تتخذها الإدارة بالتقارب مع "الدولة المارقة"، تحت ذريعة الانتهاكات الحقوقية تارة، وإخلالها بالتزاماتها النووية تارة أخرى.

 

تنازلات أمريكية متواترة.. الصقور لا يهددون خصوم واشنطن

إلا أن المتابع للتطورات فى العلاقة بين واشنطن وبيونج يانج فى الأشهر الماضية، ربما يلحظ أن التنازلات الأمريكية لا تقتصر على مجرد الخطوات الظاهرة، وأخرها القمة التى عقدت اليوم الأحد، وإنما تمتد إلى خطوات أخرى غير معلنة، منها الرد الأمريكى الناعم على التصريحات العدائية من قبل مسئولى كوريا الشمالية، والتى وصلت إلى حد إهانة رموز فى الإدارة والحزب الجمهورى، وعلى رأسهم وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو.

ففى تصريح أبرزته وسائل الإعلام فى أبريل الماضى، طالبت سلطات كوريا الشمالية بتنحية وزير الخارجية الأمريكى عن أية محادثات بينها وبين الإدارة، وذلك على خلفية تصريح أدلى به الأخير وصف خلاله كيم جونج أون بالديكتاتور، وهو التصريح الذى لاقى استجابة غير معلنة من قبل واشنطن، حيث لم يشارك فى أية مفاوضات، فى الوقت الذى تواصل فيه ترامب مع كيم بشكل مباشر، وهو ما بدا واضحا فى الرسائل الودية التى تبادلاها فى الأسابيع الماضية.

بل والأكثر من ذلك، فإن الرئيس الأمريكى استبق جولته الآسيوية الحالية، بتصريح مثير للجدل، أبرزته الصحف الأمريكية قبل أيام، عن مستشاره للأمن القومى جون بولتون، والذى وصفه بالصقر، مؤكدا أنه يريد الحرب، ولكنه أكد فى النهاية أنه صاحب القرار الأول والأخير، فى رسالة ربما تهدف لطمأنة الخصوم، وعلى رأسهم كوريا الشمالية، من نوايا واشنطن، خاصة وأن بولتون يمثل أحد عناصر إدارة ترامب المثيرة للقلق، فى ظل مواقفه التاريخية الداعمة للحرب على بيونج يانج.

 

رسالة ضمنية لطهران.. ترامب يحاول احتواء إيران من بوابة كوريا الشمالية

وهنا يصبح القرار الأمريكى برفع العقوبات على بيونج يانج مثارا للتساؤل، خاصة وأن هذا المطلب كان السبب الرئيسى وراء فشل القمة التى عقدت فى فيتنام فى شهر فبراير الماضى، فى ضوء رغبة ترامب تحقيق إنجاز دبلوماسى كبير قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والمقررة العام المقبل، قد يفتح الباب أمام إنجازات أخرى مع خصوم أخرين فى المستقبل القريب، وعلى رأسهم إيران، يمكن من خلالها طمأنة الشارع الأمريكى المتخوف من الانغماس فى حروب جديدة تكبده ملايين جديدة من الدولارات، بالإضافة إلى أرواح الألاف من الجنود الأمريكيين.

يبدو أن القمة التى عقدت اليوم، وما تخللها من أحداث سوف تفتح الباب أمام تخفيف العقوبات الأمريكية على الأقل، فى المستقبل القريب، خاصة وأن واشنطن ترغب، ليس فقط فى إنهاء الأزمة الكورية، وهى المهمة التى يعنى نجاحها تحقيق خطوات أخرى، أبرزها تخفيف الوجود العسكرى الأمريكى فى شبه الجزيرة الكورية وهو ما يتوافق إلى حد كبير مع نبض الشارع الأمريكى، ولكنها تمثل أيضا رسالة ضمنية لطهران، والتى تسعى واشنطن لترويضها، مفادها أن تقديم التنازلات سوف يساهم إلى حد كبير فى إنهاء عزلتها ورفع العقوبات عنها، وبالتالى تحسن الأوضاع الاقتصادية فى الداخل الإيرانى.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة