تغييرات عديدة شهدتها جماعة الإخوان، منذ ثورة 30 يونيو وسقوط حكم الجماعة الذى وصفه المراقبون بأن الجماعة إما أن تحكم وأما أن تقتلكم، ومنذ اندلاع ثورة 30 يونيو تغير موقف الجماعة من عام إلى آخر حتى اختفت من المشهد تماما، فرد فعل الجماعة خلال الذكرى الأولى للثورة يختلف تماما عن رد الفعل للجماعة وتحالفها الآن فمن دعوتها لما اسمته الاحتشاد ومحاصرة منازل القضاة والضباط فى الذكرى الأولى للثورة إلى الاختفاء الكامل الآن.
فى 30 يونيو 2014 وخلال الذكرى الأولى، خرج تحالف دعم الإخوان الذى تتزعمه جماعة الإخوان حينها ببيان تصعيدى كبير حرض فيه حينها إلى ما سماه "انتفاضة 3 يوليو" فى كل ميادين المحافظات، وطالبت الجماعة حينها أنصارها بالاحتشاد داخل ما سمته بـ"ميادين التحرير" بكل محافظة، فى إشارة إلى الميادين الرئيسية، كما طالبتهم بالاحتشاد أمام منازل القضاة ونوادى القضاة والشرطة والجيش، كما طالب البيان النساء المشاركات بالتأخر قليلا والانضمام إلى ما سموه بالموجات التالية، إلا أن دعواتها حينها فشلت تماما ولم يخرج أنصارها إلى الشوارع.
انخفضت حدة التصعيد فى العام الذى يليه، لتحرض شبابها فقط على التظاهر أمام منازلهم، ولكن هذه المرة أيضا لم تنجح دعوات الإخوان للتظاهر، وفشلت كما فشلت فعالياتها التحريضية السابقة لتكشف أن التنظيم لم يعد له تواجد على الأرض.
ومع صعود الأزمة الداخلية للإخوان فى 2016 وحالة الانقسامات الكبرى التى تعرضت لها الجماعة حينها، وانفراط عقد تحالفها بعد انشقاق العديد من الأحزاب التى كانت منضوية تحته، اختفت تلك الدعوات تماما ولم تعد الجماعة قادرة على التصعيد أو دعوة شبابها للنزول.
ومع توالى الأعوام وحلول الذكرى السادسة لثورة 30 يونيو وتختفى معها بيانات الإخوان التى تحرض فيها على التظاهر، لتؤكد أن الجماعة انتهت بشكل كامل، وتتوالى خسائرها بشكل مستمر يوم تلو الآخر.
وفى هذا السياق رصد على بكر باحث المتخصص فى شئون الحركات المتطرفة، ومساعد رئيس تحرير مجلة السياسية الدولية بالأهرام، الخسائر التى تكبدتها جماعة الإخوان الإرهابية بعد ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو عام 2013، قائلا: "ثورة 30 يونيو مثلت بداية النهاية لجماعة الإخوان فى مصر على أكثر من صعيد".
وأضاف "بكر" فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "ثورة 30 يونيو قدرت تقضى على النشاط التنظيمى لجماعة الإخوان الإرهابية المتغلغل فى أكثر من المجال، إذ وقفت نشاطهم المشبوهة لاستغلالهم للدين، حيث كانت تستخدم العمل الدعوى والخدمى لتحقيق أجندة مشبوهة"، مضيفًا والأخطر من ذلك أن ثورة 30 يونيو كشفت العنف الكامن داخل الجماعة سواء من خلال استخدام عناصر الإخوان العنف بشكل مباشر ضد الدولة ومؤسساتها المختلفة أو على مستوى العمل التنظيمى المسلح من خلال حركات حسم ولواء الثورة".
وتابع: "كما أن تنصيف الإخوان الدولة المصرية لجماعة الإخوان على أنها جماعة إرهابية شل كثير من قدرت الجماعة على الحركة والمنارة وبالتالى نستطيع أن نقول أن ثورة 30 يونيو استطاعت أن توجه ضربة قاصمة للجماعة التى استمرت تعمل على مدار 8 عقود".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة