يبدو أن قادة الاتحاد الأوروبى على موعد مع مفاوضات صعبة، اليوم الأحد، خلال القمة التى تشهدها مقر المفوضية فى العاصمة البلجيكية بروكسيل، وذلك لاختيار رئيس جديد للمفوضية خلفا للرئيس الحالى جان كلود يونكر، بالإضافة إلى 4 مناصب أخرى أهمها رئيس البنك المركزى الأوروبى ورئيس المجلس الأوروبى، بالإضافة إلى وزير خارجية الاتحاد الأوروبى.
كانت المفاوضات فى القمة الأولى بين قادة الاتحاد فى وقت سابق من هذا الشهر قد شهدت فشلا ذريعا فى التوافق حول أحد الأسماء المرشحة لرئاسة المفوضية الأوروبية، مما أدى فى النهاية إلى الدعوة لعقد قمة جديدة اليوم الأحد، حيث لم يتمكن أيا من المرشحين فى الحصول على أغلبية الأصوات.
إلا أن مصادر كشفت، فى تصريحات لوكالة "رويترز"، اليوم الأحد أن السياسى الهولندى فرانس تيمرمانس في طريقه للفوز بمنصب رئيس المفوضية الأوروبية المقبل، وذلك قبل ساعات من اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي لاختيار الفائزين بالمناصب الرئيسية في الاتحاد.
وقال الدبلوماسيان ومستشار في البرلمان الأوروبي إنه رغم مواجهته لمقاومة صعبة بشكل غير متوقع من دول أوروبا الشرقية، فإن من المتوقع اختيار تيمرمانس رئيسا للمفوضية الأوروبية بعد محادثات بين فرنسا وإسبانيا وهولندا وألمانيا خلال قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في اليابان.
وإذا تأكد فوز تيمرمانس بالمنصب فإن هذا الاختيار سيمثل نصرا للمنتمين لتيار الوسط والليبراليين الذين تحدوا ما اعتبروه تصاعدا للهيمنة الألمانية داخل الاتحاد الأوروبي، كما أنه سيعد نهاية لسيطرة تيار يمين الوسط على المفوضية الأوروبية منذ 15 عاما.
وقال أحد الدبلوماسيين المشاركين في المحادثات لرويترز "يبدو أن تيمرمانس سيكون رئيسا للمفوضية الأوروبية"، وشاركه في الرأي مبعوث آخر عندما سُئل عن عملية اختيار شاغلي المناصب الخمسة الكبرى في الاتحاد لفترة جديدة تمتد لخمس سنوات.
وإذا تأكد فوز تيمرمانس (58 عاما) بالمنصب، خلفا لجان كلود يونكر، فإن أولوياته ستكون مكافحة تغير المناخ وضمان حد أدنى لأجور الأوروبيين وبناء علاقات مع أفريقيا الموطن الأصلي لكثير من المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا خلال الأعوام الماضية.
ويعد الخلاف بين فرنسا وألمانيا فى القمة الأولى كان السبب الرئيسى وراء الفشل فى اختيار الرئيس الجديد للمفوضية الأوروبية، حيث كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تدعم مانفريد فيبر، وهو مرشح الحزب الشعبي الأوروبي اليميني، إلا أن فرنسا أعربت عن رفضها الكامل له.
من جانبها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن المفاوضات بين زعماء الاتحاد الأوروبي لاختيار رئيس جديد للمفوضية الأوروبية ستكون معقدة.
وأضافت ميركل لدى وصولها لحضور قمة استثنائية للاتحاد لاختيار خليفة الرئيس الحالي للمفوضية جان كلود يونكر الذي تنتهي ولايته في 31 أكتوبر أن المفاوضات لن تكون سهلة.
أما الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فقد توقع اتخاذ قرار بشأن المناصب الثلاثة الكبرى في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع لقادة الاتحاد اليوم الأحد على أن يتم اتخاذ قرار بشأن رئيس البنك المركزي الأوروبي المقبل في وقت لاحق على الأرجح.
وقال ماكرون للصحفيين لدى وصوله لحضور قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل "من المهم بالنسبة لي أن نتمكن من الخروج من هذا المجلس بإجابات وبالفريق الجديد."
وأضاف "سنتخذ قرارا بشأن هذا الفريق الجديد، ثلاثة من الأسماء اليوم والبنك المركزي الأوروبي لاحقا على الأرجح."