فى الوقت الذى دأبت فيه الأبواق الإعلامية الإخوانية والمنظمات المشبوهة التى تدعى أنها مهتمة بحقوق الإنسان مثل «هيومان رايتس ووتش» على ترويج الشائعات، وتزييف الحقائق والادعاء كذباً بوجود انتهاكات فى حقوق الإنسان بمصر، كان المشهد أكثر تحضراً داخل السجون المصرية.
ويبدو أن «هيومان رايتس» ومن يقف خلفها ترى بعين واحدة، فلم تلتفت لثورة التطوير التى شهدتها السجون ، والتزامها بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وفى هذا الصدد، تم استحداث مشروعات جديدة «صناعية، وزراعيـة، وحيوانية وداجنة ومزارع سمكية»، بالإضافة إلى تطوير القائم منها لتسهم فى تأهيل وتدريب نزلاء السجون على مستوى جميع مناطق السجون وامتهانهم بحرف تساعدهم على كسب قوت يومهم عقب الإفراج عنهم، بالإضافة لتحقيق دخل لهم أثناء فترة وجودهم داخل السجون من أرباح بيع المنتجات.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما تم إنشاء بعض مراكز التشييد والبناء بالسجون، وذلك بالتنسيق مع جهاز التشييد والبناء التابع لوزارة الإسكان ، لتدريب نزلاء السجون على الحرف اليدوية (كالنجارة والسباكة والبياض وأعمال الكهرباء .. إلخ».
وتعمل مصلحة السجون على التنسيق مع منظمات ومؤسسات المجتمع المدنى لإنشاء مراكز تدريبية وتأهيلية بسجون وليمانات القطاع تساهم فى تدريب السجناء، وإنشاء مراكز موازية لها بالمجمتع الخارجى لإلحاق المفرج عنهم للعمل بها.
ويُعد قطاع السجون صرحاً إنتاجياً لديه العديد من المشروعات الصناعية، منها مصانع للأثاث الخشبى بأبو زعبل والقناطر وبرج العرب، ومصنعان للكونتر والأثاث المعدنى بطره ومصنع للحلاوة الطحينية بالمرج، ومصنعان للملابس الجاهزة بالقناطر ومصنع للأعلاف بمنطقة وادى النطرون، بالإضافة إلى ورش تأهيلية على مختلف الحرف بالسجون، ومشروعات زراعية وإنتاج داجنى وحيوانى تستهدف جميعها تأهيل نزلاء السجون على كل الحرف بما يوفر لهم فرص عمل شريف عقب الإفراج عنهم .
ولم يهتم قطاع السجون بالمشاريع الإنتاجية فحسب، وإنما كان الاهتمام بالنشاط الرياضى واضحاً، حيث يعد هذا النشاط أحد أهم العناصر الرئيسية لشغل أوقات الفراغ، فيتم من خلاله توجيه طاقات السجناء إلى محاسن الأخلاق، ومن هذا المنطلق تم تدعيم كل السجون بالأدوات والملابس الرياضية، وتجهيز الملاعب، وإجراء مباريات عديدة فى مختلف الألعاب الرياضية «كرة قدم، وطائرة، وسلة، ويد، وكرة السرعة، وتنس الطاولة وغيرها».
وتشجع إدارات السجون السجناء ذوى المواهب الفنية بمزاولة الهوايات المختلفة «كالرسم والنحت والأركت، وأعمال التطريز والتريكو، والعزف على الآلات الموسيقية وغيرها»، بالأماكن المناسبة بالسجون والتى تم تخصيصها لممارسة تلك الهوايات، كما تقوم أيضاً بتيسير الحصول على الخامات اللازمة، بالإضافة لمساعدة السجناء فى تسويق منتجاتهم، إذا رغبوا فى ذلك.
ومن جانبه، أشاد اللواء علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمنى، بدور مصلحة السجون فى تأهيل السجناء وتعليمهم حرف تدر عليهم أموالاً لدى وجودهم بالسجن، فضلاً عن إمكانية العمل بهذه الحرف عقب خروجهم من السجون.
وأوضح الخبير الأمنى، فى تصريحات لـ«اليوم السابع»، أن منتجات السجون يتم طرحها من خلال معارض خاصة بهم بأسعار مخفضة، ويتم تخصيص جزء من هامش الربح لهم.
ولفت الخبير الأمنى، إلى أن هذه المنتجات تساهم بشكل كبير فى تحقيق الاكتفاء الذاتى، وتشغل وقت السجناء وتحولهم لأشخاص منتجين، موضحاً أنه بالرغم من هذه الجهود الكبيرة المبذولة من الجهات المعنية لتقويم سلوك السجناء والاهتمام بهم وتأهيلهم وتقويم سلوكهم، فإن بعض المنظمات الحقوقية الخارجية كأنها لا ترى ولا تسمع.