أصدرمركز إخوانى فى تركيا دراسة تجمل من الفكر المتطرف لحسن البنا وسيد قطب، معتبرة أنهما لديهما مبدأ الحاكمية ومتوفر لديهما، كما زعمت الدراسة أن حملات قسوة وعنف مورست بحق سيد قطب ، وأنه لم يكفر المجتمعات، ما جاء بهذه الدراسة الإخوانية أنتقده عماد أبو هاشم ، القاض المنشق عن التنظيم، مؤكدا أن هذه الدارسة فضحت الفكر المتطرف لحسن البنا وسيد قطب من حيث أرادت تجميل صورتهما، واصفا حسن البنا بإمام الجاهلية الذى صنع تلمودا جديدا لجماعته، كما اعترفت الداسة دون قصد ، بأن التنظيم عانى من انشقاقات عديدة منذ نشأة جماعة الإرهابية وحتى الفترة الراهنة، مشيرة إلى هذه الانشقاقات أدت وتيرتها مع بداية دخول الإخوان للعمل السياسى فى عهد مؤسس الجماعة حسن البنا.
وفى فقرة من الدراسة تظهر كيف كان يهدد حسن البنا ،مخالفيه فى الرؤية الدينية، إذ قالت الدراسة التى نشرها المعهد المصرى للدراسات التابع للإخوان والذى يتخذ من إسطنبول مقرا له :انتقلت الجماعة من العمل الدعوى إلى المشاركة في الحياة السياسية، حيث أعلن البنا في عام (1938م)، بأنه سينتقل من الدعوة العامة إلى الدعوة الخاصة، وسنتوجه بدعوتنا إلى المسؤولين من قادة البلد، وزعمائه، ووزرائه، وحكامه، وشيوخه، ونوابه، وأحزابه، وسندعوهم إلى مناهجنا، ونضع بين أيديهم برنامجنا، وسنطالبهم بأن يسيروا بهذا البلد المسلم بل زعيم الأقطار الإسلامية في طريق الإسلام في جرأة لا تردد معها، وفي وضوح لا لبس فيه، ومن غير مواربة أو مداورة، فإن الوقت لا يتسع للمداورات، فإن أجابوا الدعوة وسلكوا السبيل إلى الغاية آزرناهم، وإن لجأوا إلى المواربة، والروغان، وتستروا بالأعذار الواهية، والحجج المردودة، فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس حزب، أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام، ولا تسير في الطريق لاستعادة حكم الإسلام ومجد الإسلام، سنعلنها خصومة لا سلم فيها ولا هوادة معها .
وكشفت الدراسة الانشقاقات داخل الإخوان قائلة: بعد دخول الجماعة إلى العمل السياسي، شهدت أحداثًا وتطورات أثرت لسلب على الجماعة ومكانتها، إذ شهد عام (1940م) أول انشقاق في صفوف الجماعة، حيث لجأ بعض الأعضاء في الجماعة إلى تكوين (جماعة شباب محمد) وكان يغلب عليها جانب أكثر تشددا، ولقد أرجع بعض هؤلاء المنشقين أسباب انشقاقهم عن الجماعة إلى تساهل الإخوان في التعامل مع القضايا السياسية، ومن بينها المشاركة في الانتخابات وقبولهم المعونات المالية ، كما تطورت الأحداث في عام (1947م) وشهدت الجماعة انشقاقًا آخر في صفوفها، إلا أن هذا الانشقاق كان أكثر خطرًا، إذ يرجع خطورته إلى أهمية المنشقين عن الجماعة وعلى رأسهم (أحمد السكري) نائب الجماعة، كما أنه مع انتقال الجماعة للعمل السياسي دخلت في صراعات متعددة مع الأحزاب التي كانت موجودة على الساحة كحزب الوفد، بالإضافة إلى صراعها مع الحكومة، حتى صدر قرار حل جماعة الإخوان المسلمين عام (1948م) واغتيال الإمام البنا في 12 فبراير 1949.
انتقاد شديد لدراسة الإخوان
انتقد عماد أبو هاشم ، القاض المنشق عن التنظيم، هذه الدارسة مؤكدا أنها فضحت الفكر المتطرف لحسن البنا وسيد قطب من حيث أدرت تجميل صورتهما، واصفا حسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان، ومرشدها الأول بـ"إمام الجاهلية المعاصرة".
وقال "أبو هاشم" فى مقال مطول :"ببراعةٍ و حنكةٍ استطاع حسن البنا أن يستعيد جاهلية الفرق الباطنية التى اندثرت ممالكها و بليت أطلالها فلم يبقَ منها ـ كما خُيِّل لنا ـ إلا الدروس و العبرُ المسطورة في متون أوراق الكتب ، و بجرأةِ إبليس على ربه أخذ البنا ينفخ في الرماد حتى اشتعلت من تحته نيران الفتنة الباطنية المعاصرة تحت لواء ما يُسمَّى "تنظيم الإخوان المسلمين" ، و إمعانًا في الخداع و المراوغة ـ كدأب سائر الباطنيين ـ وضع البنا إمام الجاهلية لفرقته الجديدة تلمودًا جديدًا كرَّس فيه كل تراث أفكاره الباطنية الخاصة في شكل قوالب و مصطلحاتٍ دينيةٍ تتماهى مع مذاهب أهل السنة و الجماعة ".
وتابع أبو هاشم قائلا :"الإخوان خوارج هذا الزمان و قرامطة العصر، إذ يرتكن التنظيم في التأصيل و الوصف لأساس و شكل الحكم في الدولة إلى فكر الخوارج و القرامطة و لاسيما فكرة "الحاكمية" ، و ذلك بالرغم من قصور هذه الفكرة عن معالجة كافة المسائل و الإشكاليات المتعلقة بالحكم و لاسيما الأمور الدنيوية التي لم يتناولها الشرع بالتنظيم ، فهذه الفكرة و إن كانت قول حقٍ فيما يتعلق بالتنزيل الذى ينبغي على الحاكم و المحكوم التزامه إلا أن الخوارج انتهاءً بالإخوان يريدون من وراء هذا الحق الدعوة إلى الباطل باستنفار الناس إلى اتباع شرائهم المحرفة عن شريعة الإسلام و تحريضهم على الخروج عن طاعة الحكام بدعوى عدم اتباع الحكام شرائعهم الضالة المحرفة .
وأضاف أبو هاشم :"حسن البنا إمام الجاهلية يشرِّع الإرهاب لأتباعه، مضيفًا :"الإسلام الذى يؤمن به المسلمون له أركانٌ خمسةٌ فحسب ، أما الإسلام الآخر الذى يعتنقه الإخوان فقد ابتدع له البنا أركانًا أخرى منها : "الحكم" ، فالحكم في الديانة الإخوانية ركنٌ من أركان الدين لا يكتمل الإيمان إلا بإقامته ، و لم يكتفِ البنا بذلك بل جعل الإسلام هو الحكم و الحكم هو الإسلام ؛ و هذا ما يفسر استماتة الإخوان في سبيل الوصول إلى الحكم بأىِّ ثمنٍ كان و في أىِّ مكانٍ يتواجدون فيه".
وتابع "أبو هاشم" :"أوردت الدراسة الإخوانية ـ على لسان البنا ـ أنه كان قد أعلن في عام 1938 أنه : " سينتقل من خير الدعوة العامة إلى خير الدعوة الخاصة ، و من دعوة الكلام وحده إلى دعوة الكلام المصحوب بالنضال والأعمال ، و سنتوجه بدعوتنا إلى المسؤولين من قادة البلد ، و زعمائه ، و وزرائه ، و حكامه ، و شيوخه ، و نوابه ، و أحزابه ، و سندعوهم إلى مناهجنا ، و نضع بين أيديهم برنامجنا ، و سنطالبهم بأن يسيروا بهذا البلد المسلم بل زعيم الأقطار الإسلامية في طريق الإسلام في جرأة لا تردد معها ، و في وضوح لا لبس فيه ، و من غير مواربة أو مداورة ، فإن الوقت لا يتسع للمداورات ، فإن أجابوا الدعوة و سلكوا السبيل إلى الغاية آزرناهم ، و إن لجأوا إلى المواربة ، و الروغان ، و تستروا بالأعذار الواهية ، و الحجج المردودة ، فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس حزب ، أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام ، و لا تسير في الطريق لاستعادة حكم الإسلام و مجد الإسلام ، سنعلنها خصومة لا سلم فيها و لا هوادة معها .
"الخلافة" شعيرةٌ دينيةٌ يتعبد بها الإخوان
وأشار القاضى المنشق عن جماعة الاخوان عماد أبو هاشم ، الى أنه من المفارقات العجيبة التي تشهد بإفك إمام الجاهلية حسن البنا ، أنه في الوقت الذى يرفع فيه شأن "الحكم" ليكون ركنًا من أركان الإسلام نجده يَحُطُّ من قدر "الخلافة" ـ و هي أشمل و أعلى ـ ليجعل منها مجرد شعيرةٍ دينيةٍ فحسب ، و قد أوردت الدراسة المشار إليها من أقوال البنا قوله : " إن الإخوان يعتقدون أن الخلافة رمز الوحدة الإسلامية ، و مظهر الارتباط بين أمم الإسلام ، و إنها شعيرة إسلامية يجب على المسلمين التفكر في أمرها والاهتمام بشأنها . " .