بعد أزمة رؤية هلال شوال.. هل حددت الكتب والدراسات تواريخ الأعياد؟

الثلاثاء، 04 يونيو 2019 05:30 م
بعد أزمة رؤية هلال شوال.. هل حددت الكتب والدراسات تواريخ الأعياد؟ هلال شوال
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة من الجدل، عاشتها المحروسة بالأمس، بعدما تعذر رؤية هلال شهر شوال، وبالتالى يكون اليوم الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان المبارك، وهو ما جاء مخالف لأغلب الآراء الفلكية التى حددت اليوم أول أيام عيد الفطر المبارك.
 
وتمثل ليلة رؤية هلال شهر رمضان أو عيد الفطر حدثاً شعبياً ، يتجه فيه الناس لوسائل الإعلام يترقبون من خلالها كلمة مفتى الديار وهو يتلو نتائج استطلاع هلال الشهر الكريم.
 
وتعتبر الرؤية البصرية لأهلة الشهور وسيلة العرب التقليدية للتقويم، ولما جاء الإسلام أقرها، وفى القرآن: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِى مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ). وفى الحديث (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلاَثِينَ)، ومع اتساع الرقعة الإسلامية اتسع الخلاف حول بدايات الأشهر من مكان لآخر؛ ولم يحسمه اتفاق، رغم كثرة محاولات توحيد الأمة على تقويم واحدٍ.
 
وبحسب تقارير نشرت بوسائل إعلام، برزت فكرة اعتماد الحسابات الفلكية لدى الفقهاء قبيل انتهاء القرن الأول، فقال: "مطرف بن الشخير" (95 هجرى): "إذا أغمى الهلال، رجع إلى الحساب بمسير القمر والشمس". وانتصر للحسابات الفلكية كثير من الفقهاء، مثل: نجم الدين الخوارزمى الحنفى (658 هجرى)، والإمام القرافى المالكى (684 هجرى)، ونصّ الإمام السبكى الشافعى (756هجري) على أن الشهادة بالرؤية إذا خالفت الحساب القطعى رُدّت الشهادة واعتبر الحساب، واعتبر القليوبى (994 هجرى) الاعتماد على شهادة الشهود المخالفة للحساب القطعى معاندة ومكابرة.
 
وبحسب كتاب "شعاع الشمس شرح فقه العبادات الخمس – لونان" للشيخ على أحمد عبد العال الطهطاوى، فإن النصوص الدينية من الكتاب والسنة، جاء بجعل رؤية الهلال ومشاهدته أمارة على بدء صوم المسلمين شهر رمضان والإفطار منه برؤية هلال شوال، وكذلك الحال فى ثبوت عيد الأضحى ويوم عرفات، مستشهدا بالنصوص القرآنية: " فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" (البقرة 185)، والآية الكريمة: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ" (البقرة 189)، وبالحديث النبوى الشريف عن النبى "ص": "إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين" فجعل النبى لثبوت رؤية هلال شهر رمضان، والإفطار منه لثبوت شهر شوال، ولم يربط ذلك بحساب النجوم وسير الكواكب، وعلى هذا جرى العمل زمن النبى وزمن الخلفاء والأئمة الأربعة والقرون الثلاثة التى شهدها النبى.
 
ويذكر كتاب "الحسابات الفلكية واثبات شهر رمضان: "رؤية مقاصدية فقهية" تأليف ذو الفقارعلي شاه، أنه وفقا لما قاله الرسول الكريم "ص": "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن عم عليكم فعدوا ثلاثين"، على ضوء ذلك نرى أن القاعدة هى إكمال الشهر ثلاثين يوما إذا لم يشاهد هلال الشهر الجديد، ويستشهد بما قال الإمام الجصاص على عدم قبول الحسابات الفلكية فى تحديد بداية شهر رمضان أو انتهائه.
 
ويقول العلامة بدر الدين العينى، وفقا للكتاب أيضا: "لا يصح اعتقاد رمضان إلا برؤية فاشية أو شهادة عادلة، أو إكمال شعبان ثلاثين، وعلى هذا مذهب جمهور فقهاء الأمصار بالحجاز والشام والعراق والمغرب، منهم مالك والشافعى والأوزاعى والثورى وأبو حنيفة، حيث اتخذوا الرؤية البصرية كوسيلة لتحديد بداية رمضان، ويعود ذلك إلى الحاجة للتثبيت أو التأكيد القطعى غير الظنى لبداية موسم العبادة".
 
وذكر عن الإمام مالك أنه قال أن الإمام إذا رفض ابتاع الرؤية البصرية واعتمد الحسابات الفلكية فلا يجب أن يطاع أو يصلى خلفه، وقد رؤى ابن نافع عن مالك " الإمام الذى لا يصوم لرؤية الهلال ولا يفطر لرؤيته، وإنما يصوم ويفطر على الحساب أنه لا يقتدى به ولا يتبع".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة