عيدان بلا فرحة.. اليمن ومتمم رمضان علاقة مرتبكة بأوامر إيران.. الحوثيون يرجئون الاحتفال فى مناطق نفوذها داخل اليمن.. معاناة الأهالى تتوالى مع غلق الجمعيات الخيرية.. والميلشيا تهاجم مسجدا أثناء صلاة العيد

الثلاثاء، 04 يونيو 2019 05:18 م
عيدان بلا فرحة.. اليمن ومتمم رمضان علاقة مرتبكة بأوامر إيران.. الحوثيون يرجئون الاحتفال فى مناطق نفوذها داخل اليمن.. معاناة الأهالى تتوالى مع غلق الجمعيات الخيرية.. والميلشيا تهاجم مسجدا أثناء صلاة العيد العيد فى اليمن
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعيش اليمنيون ظروفا قاسية منذ بداية الانقلاب الحوثى فى 2014، وتعتبر المظاهر الاجتماعية مرآة تعكس درجة استقرار الأوضاع السياسية فى أى بلد، هذا ما يؤكده المشهد المرتبك فى اليمن التى طالت الحرب فيها كل شىء حتى العيد تقاذفته السياسة فى اليمن، وصار اليمنيون محتارين بين إتمام شهر رمضان المبارك، بحسب ما أعلنه الحوثيون، وبين العيد، كما أعلنت الحكومة الشرعية.

ففى حين أعلنت الحكومة الشرعية أن اليوم هو أول أيام عيد الفطر المبارك، أعلن الحوثيون فى ببيان عن دار الإفتاء التابعة لها، قالت فيه إنه تعذر رؤية هلال شوال وهو ما يجعل الثلاثاء المكمل لشهر رمضان وأن يوم الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر.

وهاجمت مليشيا الحوثى مسجد طائفة البهرة الإسماعيلية بالعاصمة صنعاء بحى سعوان أثناء صلاة العيد بعشرة طقوم كما قامت بسجن عدد من المصلين، وذلك بعد أن أعلنت أن اليوم هو المتمم لشهر رمضان وأن غدا أول أيام عيد الفطر.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعى بغضب اليمنيين إزاء سطوة الحوثى حتى فى تحديد موعد العيد او الصيام، وجاءت بعض التعليقات ساخرة فبعضها قال: "نصف اليوم صيام ونصه عيد"، والبعض كتب على حسابه فى تويتر": " كله إجبارى حتى الصوم والاحتفال بالعيد !".

 

 

لم يسبق أن شهدت اليمن مثل هذه الحالة حتى قبيل إعلان الوحدة اليمنية فى العام 1990 من القرن الماضى، ففى مناطق تداخل السيطرة مثل تعز والحديدة، يظهر الانقسام بين مناطق متقاربة جدًا، حيث سيكون العيد فى شارع، ويوم صيام فى الشارع الذى يليه.


 

الحوثيون والشرعية فى اليمن
 

بينما تحتفل المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية مثل عدن وأبين ولحج بالعيد، مازالت المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين تصوم رمضان ويعد الانقسام بخصوص عيد الفطر حدثا تشهده اليمن لأول مرة، ففى حين أعلنت وزارة الأوقاف فى الحكومة الشرعية أن غدا هو اول ايام عيد الفطر، اعلنت دار الافتاء الخاضعة للحوثيين أن غدا هو المتمم لشهر رمضان.

وتأخر إعلان دار الافتاء الحوثية كثيرا، واثار اعلانهم ضجة كبيرة وحالة من الانقسام بين اليمنيين الذين لم يعرفوا مثل هذا التفرق والانقسام، إلا مع قدوم المليشيات الحوثية.

وأعلنت وزارة الأوقاف والإرشاد فى الحكومة الشرعية أن يوم غدٍ الثلاثاء هو غرة شهر شوال وأول أيام عيد الفطر المبارك فى اليمن.

 

 

وقال بيان صادر عن الوزارة " بعد التواصل المستمر مع لجنة رؤية هلال شوال لهذا العام، ومتابعتهم للهلال في المناطق المتوقع ظهوره فيها في السواحل اليمنية، وتأكد مطلع الهلال.. فقد ثبت لدى وزارة الأوقاف والإرشاد رؤية هلال شهر شوال لهذا العام 1440 هجرية،وبذلك يكون الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر المبارك ".

 

فيما اعلنت دار الإفتاء. بصنعاء أن يوم غد الثلاثاء هو المكمل لشهر رمضان لتعذر رؤية هلال شوال وأن يوم الأربعاء الموافق 5 يونيو هو أول أيام عيد الفطر المبارك .

 

 وأوضحت دار الإفتاء الحوثية أن لجنة مراقبة الأهلة بمحافظة الحديدة قامت مساء اليوم الاثنين بمراقبة وتحري رؤية هلال شهر شوال أثناء الغروب وبعده وتعذر رؤية هلال شوال لهذا العام بعد غروب شمس اليوم 29 رمضان 1440هـ، وعملاً بقوله تعالى "يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج" فإن الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان، وأن الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر المبارك.

 

معاناة الحديدة وتعز

وتبرز معاناة انقسام تحديد موعد العيد فى المناطق التى تتداخل فيها السيطرة بين الحوثيين والحكومة الشرعية، ففى تعز تجد شارعا يحتفل بالعيد بينما المواطنين فى الشارع المجاور مازالو صائمين، والانقسام انتقل أيضا لداخل المحافظة الواحدة ففى الحديدة  التى تقع غربي اليمن، تحتفل 19 مديرية من مديريات الحديدة خاضعة للحوثيين بالعيد غدا الاربعاء بينما احتفلت 7 مديريات بالعيد اليوم وفقا لبيان الحكومة الشرعية.

 

ووسط النزوح والفقر والبؤس الذي يخيم على حياة ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة الميليشيا ، يستمر الحوثيون حتى فى شهر رمضان فى فرض قبضتهم في الشوارع والأحياء لفرض الجبايات بالقوة، وتحت مسميات مختلفة، سواء المجهود الحربي أو متأخرات الضرائب أو جمارك، فى الوقت الذى ينعم القادة منهم  بالحياة المرفهة.

غلق الجمعيات الخيرية

 

ضاعف من المعاناة الإنسانية هذا العام إغلاق معظم الجمعيات والمؤسسات الخيرية البارزة في صنعاء ونهبها من قبل الحوثيين، تلك المؤسسات التى كانت تساهم فى دعم المواطنين خاصة أيام الأعياد.

وتشهد الجمعيات معاناة فى استمرار عملها بسبب انقطاع المتبرعين عن الدعم ومنع الفعاليات التي تدر الدعم مثل الأطباق الخيرية؛ خوفاً من مضايقات الحوثيين، وكذا الوضع الأمني الذي أعاق تحركاتهم، وهو ما جعل الجمعية النسوية تقدم بعض السلات الغذائية البسيطة لبعض الأسر، التي لا تتجاوز 20% من عدد الأسر التي ترعاها الجمعية.

 

فهناك 15 جمعية ومؤسسة تعرضت للإغلاق والنهب في صنعاء وحدها، وهو أمر أوقف نشاطها في توزيع أي مساعدات للفقراء والمحتاجين، كما تعرضت بيانات بعض الجمعيات ووثائقها للمصادرة ممّا أضاع بيانات الأسر الفقيرة واليتامى والمحتاجين والداعمين.

 

كما تنفذ الميليشيا حملات تفتيش ومداهمات على شركات الصرافة والمحال التجارية وتُصادر الطبعة الجديدة من العملات الورقية فئة 500 و1000 و2000 ريال، بدون تعويض شركات الصرافة والتجار، تودع هذه المبالغ الضخمة في البنك اليمني للإنشاء والتعمير، واستخدمتها للمضاربة في أسعار العملة، ما دفع بالشرعية إلى التحذير من أن استمرار هذه الممارسات، سيؤدي إلى انهيار اقتصادي شامل.

 

أبرز مظاهر العيد

 

أما بالنسبة لمظاهر العيد فى اليمــن فيستعد اليمنيون بالغسل ولبس الملابس الجديدة، ويخرجون جماعات صغيرة من مختلف الأحياء يرددون الأدعية التى تشمل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى أهل بيته وصحابته.. ويؤدى الجميع صلاة العيد فى مكان واحد، فى مسجد أو فى ساحة واسعة يطلق عليها “الجبَّانة”، أو فى بعض ملاعب كرة القدم وهكذا.

ويفرش مكان الصلاة بمفارش بلاستيكية كبيرة تسمى “طربال”، وفوقه يضع المصلى الشال الذى يحمله على كتفه بعد أن يقلبه على ظهره. وبعد الفراغ من سماع الخطبة يقبل الأولاد والشباب على السلام على آبائهم، ثم يذهبون إلى منازلهم لنحر الأضحيات، ثم ارتداء الملابس الجديدة. بعد ذلك ينشغل اليمنيون صباح أيام العيد فى التزاور بين الأهل والأقارب والأصدقاء، وتبادل التهانى، يعقبه الذهاب إلى الحدائق العامة حيث يجد الأطفال والكبار، على السواء، متعة فى الألعاب الحديثة الموجودة هناك، والتى تتميز بها المدن عن غيرها من الأماكن.

وبعد تناول الحلويات تبدأ طقوس مهمة جداً، تتمثل بالجلوس لمضغ “القات” وهو تقليد يومى فى اليمن، لكنه يكتسب أهمية خاصة، ومتعة إضافية فى المناسبات؛ فى مقدمتها الأعياد الدينية، وتشهد أسعار “القات” ارتفاعاً كبيراً فى مثل هذه الأيام، وتقل كمية المعروض منه فى أسواق المدن لكنه يبقى ركناً أساسياً من طقوس العيد ومتعته، لا يستغنى عنه مهما كان الثمن!

 

 

ويلاحظ على الأعياد الدينية في اليمن أن معظم التقاليد صامدة أمام التغيرات التي باتت تجتاح كافة البلدان، وأصبح هناك هواية لدى الكثيرين بالتجديد في هذا الجانب، عبر اقتناء ملابس وحلي شعبية بدلاً من التسابق نحو اقتناء آخر صرعات الموضة، وكذا لا تزال أطباق العيد في المنازل اليمنية تحتفظ بأصناف الزبيب واللوز، وهي الميزة التي تكاد تجعل من العيد في اليمن متفرداً بطقوسه .

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة