"لن ينتصر الإرهاب ولن تموت مصر" جملة قالها الفنان الكبير محمد الدفراوى فى فيلم "الإرهابى" الذى جسد بطولته الزعيم عادل إمام، وهذه الجملة بدت كأنها رسالة ويقين، رسالة لطيور الظلام المارقين أعداء الحياة والإنسانية بأنهم مندثرون لا محالة، ويقين لدى المصريين يستند لثقة فى وحوش الجيش والشرطة ووعد إلهى بحماية هذه الأرض الطاهرة حتى قيام الساعة.
لن ينتصر الإرهابيون اليوم كما لم ينتصروا سابقا، وما جرائمهم الخسيسة التى يرتكبوها بين الحين والآخر إلا نقطة فى بحر جرائمهم خلال عقدى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى، فرغم مأساوية المشهد وقتها فشلوا بفضل بسالة الشرطة والشعب وتعاونهما فى المقاومة، وكانت النتيجة مقتل كثير من الإرهابيين غير مأسوف عليهم، وإلقاء آخرين فى غياهب السجون سنوات طوال.
فشل طيور الظلام فى الماضى كما فشلوا فى الحاضر، فما الحوادث الجبانة التى يتورطون فيها الآن إلا حلاوة روح، إنهم يحتضرون ويلفظون آخر أنفاسهم، وهم يعلمون ذلك جيدا، يعلمون أن رجال جيش وشرطة مصر وهبوا حياتهم دفاعا عن الوطن وشعبه الكريم الأبى الذى تحطمت أمام صموده جيوش وجماعات وعصابات، عصابات أقوى بطبيعة الحال من تلك التى منحت الشرفاء لقب الشهداء فى كمين العريش بالتزامن مع صلاة عيد الفطر المبارك.
واستهداف كمين العريش، لا شك فى أنه أثر على فرحة المصريين بالعيد ونزل عليهم كالصاعقة، إن قلوبهم اعتصرت ألما على رحيل 8 من خيرة الشباب، على يد جبناء من كلاب أهل النار، لكن هذا المشهد المأساوى كشف عن 5 مشاهد إيجابية للغاية هى:
1. إيمان رجال الشرطة بقدسية الدفاع عن الأرض والعرض:
رسالة الشهيد النقيب عمر إبراهيم القاضى التابع لقطاع الأمن المركزى في شمال سيناء، كشفت عن إيمان عميق لرجال الشرطة والجيش بقدسية رسالتهم فى حفظ أمن الوطن والمواطنين وعدم خوفهم من الاستشهاد لرفعة مصر ودحر الضالين المضللين وجاء فى نص الرسالة "أصيبت بـ3 طلقات إصابات بالغة، وحاسس إني هموت، قولوا لأمي متزعليش ابنك مات راجل متنسونيش وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله"، وبقراءة سريعة للرسالة يتضح عدة أمور منها عدم خشية البطل من الموت وإيمانه بأنه شهيد ومؤمن وأنه قبل التضحية عندما قرر الالتحاق بالمؤسسة الشرطية.
2. سيطرة القوات المسلحة على الأرض والجو بسرعة البرق:
بمجرد استهداف الكمين تحركت القوات المسلحة فى الجو والأرض بسرعة البرق وطاردت الإرهابيين وقتلت عددا منهم وحرمتهم من استهداف أكمنة وتمركزات أخرى، ولولا يقظة وجاهزية القوات لكانت الخسائر فادحة، فالمخطط الإرهابى كان ينوى استهداف أكبر عدد من النقاط الأمنية، كان المشهد رائعا يشرح القلب الحزين على الشهداء، عندما أنارت الطائرات والطلقات السماء المظلمة، إنه مشهد يبث الرعب فى قلوب الطغاة ويهدد سكينة طيور الظلام.
3. اصطفاف الشعب خلف رجال القوات المسلحة والشرطة:
تألم الشعب المصرى كله على ضحايا الشرطة، وبدت حالة من الغضب المقرون بالتحدى والإصرار على تطهير البلاد من هؤلاء الأنجاس، أعداء الإنسانية، ونشر رواد السوشيال ميديا بوستات وفيديوهات تبرز حالة الغضب والحزن وتتذكر جرائم تيارات الظلام السابقة.
4. القتل أفضل من الصلاة عند الإرهابيين:
على الجانب المقابل كان الإرهابيون يكبرون لسفك الدماء بدلا من تكبيرهم فى صلاة العيد، لقد فضلوا قتل الأبرياء عن إقامة شعائر الله الذى يزعمون زورا أنهم يسعون لتطبيق شرعه، فهل شرع الله يدعو إلى القتل؟ وهل قتل المصريين يقربهم من الجنة؟ وما ذنب الضباط والجنود الذين يبذلون حياتهم لخدمة وطن هم يعيشون فيه؟
5. شماتة المتأسلمين فى الشهداء:
مشهد عبثى يعكس حقيقة تجار الدين من الجماعات المتأسلمة الكاذبة الضالة تمثل فى إعلان الشماتة فى شهداء الواجب كما فعل الإرهابى أحمد المغير الهارب خارج البلاد فى تغريدة على موقعة بـ"تويتر" وفعل أخرون رجالا ونساء.
إن شماتة هؤلاء المارقين أكبر دليل على خيانتهم وكرههم للوطن الذى تربوا فى خيراته ونعموا باستقراره وأمنه وتعلموا فى مدارسه وعاشوا كباقى المصريين دون تفرقة أو تمييز، وأكبر دليل على أن مقاومتهم وملاحقتهم أمر واجب لا غنى عنه فلا مجال لإدماجهم فى نسيج الوطن باعتبارهم جسم غريب يرفضه جسد المصرى الشريف.
وفى الختام...
عاش رجال الجيش والشرطة، وعاش الشرفاء فى هذا الوطن، وعاشت مصر أبية على كل الخونة والعملاء ورحم الله شهداء كمين العريش .. وكل الشهداء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة