الجهد الذى يبذله القائمون على «المؤشر العالمى للفتوى»، فى تقاريره النوعيه التى تخرج بين الحين والآخر، يؤكد أننا نسير فى الاتجاه السليم، والدليل أنه لا يرصد فقط، بل يقدم رؤيه لكشف أكاذيب كل خوارج العصر من تنظيم الحشاشين إلى تنظيم الإخوان، مرورًا بالقاعده والدواعش، ومؤخرًا قرأت تقريرا رائعا رصد فيه بدقه كيف تضر بمصر من خلال أكاذيب جماعه قطب والبنا وعاكف، فقد أكد مؤشر الإفتاء من خلال رصده لفتاوى التنظيمات الإرهابية أن (100%) منها تدعو إلى تخريب البلاد، وتشدِّد على انعدام وإزالة الهوية الوطنية لأتباعها، مؤثرةً مصلحة الأفراد على الأوطان والمصلحة العامة، مستغلة مبادئ ومصطلحات تهدف لغسل عقول الشباب كى تستخدمهم فى عمليات مفخخة وإرهابية.
فمن خلال رصد نحو (300) فتوى للتنظيمات المتطرفة، كشف المؤشر العالمى للفتوى، أن الجماعات الإرهابية اجتمعت فى فتاواها بنسبة (100%) على هدم الثوابت الوطنية، مشيرًا إلى أن الحكمين الشرعيين (واجب وحرام) يسيطران على 80% من فتاواهم ضد الأوطان.
(95%) من فتاوى الإخوان ترى أن كل تصور للوطن بعيدًا عن فكر الجماعة تصور جاهلى لا يعرفه الإسلام.
وكشف المؤشر من خلال تحليل الفتاوى الصادرة عن تنظيم الإخوان الإرهابى، أن (95%) منها ترى أن الوطن هو الانتماء للجماعة، وأن أى تصور آخر غير ذلك ليس من الإسلام، كما جاء على لسان منظرها سيد قطب فى ظلاله: «إن راية المسلم التى يحامى عنها هى عقيدته، ووطنه الذى يجاهد من أجله هو البلد الذى تقام فيه شريعة الله، وأرضه التى يدفع عنها هى «دار الإسلام» التى تتخذ المنهج الإسلامى منهجًا للحياة، وكل تصور آخر للوطن هو تصور غير إسلامى تنضح به الجاهليات ولا يعرفه الإسلام».
وأشار المؤشر إلى أن أحكام (الحرام والكراهة وعدم الجواز) جاءت بنسبة (80%) من جملة هذه الفتاوى، وكانت أهم الألفاظ المستخدمة: (الجاهلية- الكفر- بلاد تخالف شرع الله- أرض الإسلام- وأرض الكفر).
تنظيم داعش.. الوطنية وثنية مشوهة وليست جهادًا فى سبيل الله
وحول فتاوى تنظيم داعش الإرهابى جاءت بنسبة (100%) تدعو لطمس الوطنية ونسف فكرة الدول والحدود والأوطان، حيث أكد مؤشر الفتوى العالمى أن مفهوم «الولاء والبراء» سلاح مشوه يلصقون به الجهاد فى حق أتباعهم ويدفعونه فى حق مخالفيهم، كما أن الوطنية فى مفهومهم هى ولاء الأفراد والأتباع أيًّا كان موضعهم إلى دولة الخلافة المزعومة، فمن أقوالهم: »الوطنية وثنية وجاهلية عليكم أن تهجروها إلى دولة الخلافة«
«من ثمرات الجهاد معرفة الأمة لحقيقة الولاء والبراء بعد أن عبث بهذا المفهوم أولياء الشيطان من الطواغيت وعلماء السوء».
»لا شك أن دعوة القومية والوطنية دعوة إلى غير الإسلام».
وبتحليل ألفاظ الخطاب الإفتائى لتنظيم داعش حول الوطن، أوضح المؤشر العالمى للفتوى أن التنظيم حرص من خلالها بنسبة (98%) على طمس معنى الوطنية، لكى يتسنى له غرس أفكاره الخبيثة فى نفوس أتباعه، وأفاد بأن مقولة «حب الوطن من الإيمان» تتعارض مع الشرع، ومن هذه الألفاظ «الوطنية شرك بالله- طواغيت- كفار- أدعياء الوطنية- الحدود المصطنعة- جهاد الديمقراطية- الدفاع عن الوطن- الولاء والبراء- مِلل الكفر، مفهوم الدولة الطاغوتية- دعاوى الجاهلية»، وللتقرير بقيه إن شاء الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة