تتزايد تعقيدات الأزمة الفنزويلية يوماً تلو الآخر، بعدما أعلن زعيم المعارضة ورئيس البرلمان خوان جوايدو قبل أكثر من 3 أشهر تنصيبه نفسه رئيساً للبلاد، معلناً عدم الاعتراف بشرعية الرئيس نيكولاس مادورو.
وقال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أحد أبرز الداعمين لجبهة المعارضة بقيادة جوايدو، إن حكومة فلاديمير بوتين ، أبلغته أن روسيا سحبت "معظم موظفيها من فنزويلا، لكن ذلك لا يعنى أن الدعم انقطع، وهى التصريحات التى علقت عليها صحيفة "بانام بوست" على نسختها الإسبانية، بقولها إنه رغم أنه لم يكن من الواضح كيف قام الكرملين بإيصال المعلومات إلى الولايات المتحدة ، إلا أن الحقيقة هى أنه لا يسحب دعمه للرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو ، لكنه يبدأ الحديث عن "الترتيبات السياسية والدبلوماسية" لهذا البلد الواقع فى أمريكا الجنوبية.
وقام متعهد الدفاع الروسى "روستك" بتخفيض عدد موظفيه تدريجيا فى فنزويلا الى العشرات ، كما أكد على عدم وجود عقود جديدة بسبب عدم امتلاك مادورو ما يكفى من الاموال ، فيما قالت المسئولة الأممية "ماريانو دى ألبا" إن سحب الموظفين لا يعنى تغييراً فى السياسة من جانب روسيا وأن بوتين يحافظ على دعمه لمادورو.
وأشارت الصحيفة ، إلى أن وزير خارجية كولومبيا ، كارلوس هولمز تروجيلو ، ونظيره الروسى ، سيرجى لافروف ، اتفقا أمس الاثنين ، على دعم التسوية السياسية والدبلوماسية فى فنزويلا ، فيما قالت روسيا أوضحت أنها لا تدعم أى خروج عسكرى فى فنزويلا ، لكنها صرحت أيضًا بأنها لن تخوض "حربًا" ضد الولايات المتحدة.
ووفقا للمحلل السياسى "سيزار سابلس" فإن روسيا ليست لديها مصلحة أو القدرة على خوض "حرب" مع الولايات المتحدة ، وبالتالى فإن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لن يرد عسكريًا على التدخل العسكرى فى فنزويلا من قبل الولايات المتحدة ، وسبق أن صرحت حكومة فلاديمير بوتين بأنها ستدعم فنزويلا "فى إطار القانون الدولى" واقترحت تطبيق ميثاق الأمم المتحدة للمطالبة بحل "الأزمة بالامتثال لهذا الصك".
روسيا ومصالحها الاقتصادية
ويقول محللون دوليون إن روسيا تواصل دعم مادورو ليس فقط لزيادة وجودها فى أمريكا اللاتينية وإزعاج الولايات المتحدة ، ولكن أيضًا لأن فنزويلا منحت الملايين من التنازلات فى المسائل المالية.
قدمت شركة النفط الروسية "روزنفت" أكثر من 17 مليار دولار فى شكل قروض لنظام مادورو خلال العقد الماضى، بشكل عام ، استثمرت روسيا فى العديد من الصناعات الفنزويلية ، من العمل المصرفى إلى تجميع الحافلات، وفى الوقت نفسه ، كانت فنزويلا واحدة من أكبر المشترين للأسلحة الروسية بين دول أمريكا اللاتينية ، وبسبب هذه الديون وغيرها من العلاقات الاقتصادية ، أيد بوتين مادورو ، لأنه قد يعتقد أنه فى حالة تولى رئيس المعارضة خوان جوايدو السلطة ، فمن المحتمل أن يتم طرد أولئك الذين أيدوا مادورو سيتم إلغاء شركات النفط الروسية وجميع الاستثمارات الخاصة بها فى فنزويلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة