فى تصعيد من شأنه أن يضر سمعة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على صعيد الالتزام بالاتفاقات الدولية، فبعد انسحابه من الاتفاق النووى مع إيران فى مايو 2018، يتجه للانقلاب على اتفاق التجارة الذى عقده مع المكسيك وكندا، العام الماضى، كبديلا لأتفاقية نافتا، والذى بموجبه يلغى التعريفات الجمركية بين بلدان أمريكا الشمالية.
غير أن الرئيس الأمريكى اتخذ من التجارة اداة لمواجهة قضية الهجرة، التى تقع على رأس أولويات إدارته، معلنا فرض رسوم جمركية بنسبة 5% على كل البضائع القادمة من المكسيك اعتبارا من 10 حزيران ما لم تتّخذ الحكومة المكسيكية إجراءات إضافية لوقف تدفّق المهاجرين غير المسجلين إلى الولايات المتحدة عبر الحدود المشتركة بين البلدين.
وكعادته أطلق فى أعقاب الإعلان سلسلة تغريدات يهاجم فيها جارته الجنوبية، كتب فيها "يقول الناس منذ سنوات إن علينا أن نتحدث مع المكسيك. المشكلة أن المكسيك تستغل الولايات المتحدة، وتأخذ ولا تعطى أبدا". وحذّر من أنّه إذا لم توقف المكسيك "الغزو" فإنه سيستخدم الرسوم الجمركية لإعادة "الشركات والوظائف التى سمح لها بحماقة بالانتقال إلى جنوب الحدود".
هذا التصعيد يتزامن مع تصعيد تجارى آخر ضد الصين، مما أثار اضطرابات جديدة فى الأسواق العالمية المضطربة أصلا بسبب مخاوف الحرب التجارية، مع غياب أى حل فى الأفق للنزاع التجارى القائم بين الولايات المتحدة والصين والذى شهد فرض رسوم جمركية متبادلة على بضائع بقيمة مئات مليارات الدولارات بين البلدين.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ خطوة ترامب التي كان وراءها متشددون بشأن الهجرة، لقيت معارضة من وزير الخزانة ستيفن منوتشين والممثل التجارى روبرت لايتهايزر وصهر ترامب جاريد كوشنر.
إلا أن ميك مولفاني كبير موظفى البيت الأبيض أيد خطوة ترامب، مشيرا فى تعليقات لفوكس نيوز أن عدد المهاجرين الذين يصلون إلى الحدود الأميركية "هائل والوضع حقيقي والرئيس جاد جداً بشأن حل المشكلة". مضيفا "أتوقع تماماً أن يبدأ العمل بهذه الرسوم الجمركية على الأقل على مستوى 5% فى 10 يونيو.
ويبدو أن تهديدات ترامب أثارت القلق داخل المكسيك حيث قال وزير خارجية المكسيك مارسيلو إيبرارد إن بلاده بإمكانها التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لإنهاء الخلاف. وقال إنه إذا فرضت واشنطن رسوما جمركية على واردات المكسيك، فسيكون لذلك أثر عكسى على جهود وقف تدفقات الهجرة عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وفيما دافع الرئيس المكسيكى، اندريس مانويل لوبيز، عن تحركه فى ملف الهجرة ودعا الى الحوار، أعتبر أن "الاجراءات العقابية لا تؤدى الى شىء جيد". وأشار إلى أن الحكومة المكسيكية على اتصال بصهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، كما أن وفدا مكسيكيا موجود فى واشنطن للدفاع عن خطة عمله لاحتواء تدفق المهاجرين. لافتا إلى أن مسئولى الإدارة الأمريكية مستعدون للحوار وللتوصل "الى تسويات".