فى البداية نعترف أن ما وقع فى إياب نهائى دورى أبطال أفريقيا بين الترجى التونسى والوداد المغربى أمر مؤسف بحق لا يليق بتاريخ كرة القدم فى القارة السمراء، لكن ليس للدرجة التى تدفع جيانى إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" للقول إن أفريقيا تنقصها الكفاءات.
عندما قرأت هذه الجملة فى التقرير الذى نشره الزميل "رامى عبد الحميد" على موقع "اليوم السابع" فكرت فى أن الغرب لا يزال يعشق التنميط، فيضع الجميع فى دائرة واحدة، ويكتب على هذه الدائرة تعليقًا واحدًا، على أساس أن الجميع يأخذ نفس المعطيات ويعطى النتائج نفسها، وذلك "باطل" لا حق فيه، فأفريقيا قارة كبرى حافلة بالمواهب والكفاءات.
نعم الكثير من هذه الكفاءات معطلة، نتيجة لظروف ما، لكنها رغم هذه الظروف، كامنة تحتاج إلى كشف غطائها، وتحتاج فرصة واحدة، ولعل تاريخ أفريقيا -خاصة فى مجال كرة القدم الذى هو مدار الحديث فى هذه الأزمة- يدل على أن أفريقيا صاحبة أثر لا ينكر فى هذه اللعبة الشعبية العالمية.
بالطبع لم أرتح لكلام رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، لا أقول إنه رجل متعصب، وفى الوقت نفسه لا أنفى عنه هذا الاتهام، لكن لم يعجبنى كلامه عن الكفاءات الأفريقية، وأنا لست مبالغا فى إحساسى بغرائبية الجملة، لكن ربما الظرف الراهن المقبلة عليه مصر كرويًا بتنظيم بطولة الأمم الأفريقية بعد أيام سبب فى دفعى لتأمل الجملة.
نعرف أن عشاق الساحرة المستديرة سيكونون على موعد مع مصر وتنظيمها لهذه البطولة، وحتما سوف تظهر كفاءات عديدة تؤكد للعالم أن ما حدث فى مباراة الترجى التونسى والوداد المغربى ليس سببًا كافيًا لإطلاق أحكام عامة على قارة كاملة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة