لجأت الجماعات الإرهابية فى سوريا والعراق وليبيا إلى سلاح السيارات المفخخة بعد هزيمة المتطرفين فى البلدان الثلاثة، والدفع بالمفخخات إلى المدن التى تم تحريرها على يد الجيوش الوطنية في تلك الدول، وذلك للتأكيد على تواجد هذه التشكيلات والجماعات المتطرفة في البلدان الثلاثة.
ويحمل استخدام الجماعات الإرهابية للسيارات المفخخة العديد من الدلالات من بينها عجز المتطرفين عن المواجهة المباشرة على الأرض مع القوات النظامية وعدم وجود خطط واضحة لمواجهة الجيش الوطنية، فضلا عن رغبة الجماعات الإرهابية فى رفع الروح المعنوية للعناصر المتطرفة التى تقاتل فى صفوفها.
فى سوريا، نفذت الجماعات الإرهابية عدد من التفجيرات بالسيارات المفخخة التى أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى فى عدد من المدن السورية، واستهدفت بعض التفجيرات المساجد وأبرزها التفجير الذى وقع خلال خروج المصلين من صلاة التراويح فى منطقة سوق الحدادين، بالإضافة لانفجار آخر فى وسط مدينة أعزاز السورية الواقعة فى شمال سوريا.
وعانت عدد من المدن السورية من تفجيرات بسيارات مفخخة وذلك فى ظل نجاح قوات الجيش السورى فى تحرير عدد من المدن والبلدات السورية، وسط انسحاب الجماعات المتطرفة والمتشددة من المناطق التى تسيطر عليها وتقدم لقوات الجيش السورى.
وتعرض عدد من المدن والمحافظات العراقية لعدد من التفجيرات بواسطة سيارات مفخخة فى عدد من المدن والمحافظات العراقية، وذلك عقب تحرير البلاد من قبضة الجماعات المتطرفة والمتشددة التى سيطرت على البلاد عام 2014.
وتمشط القوات الأمنية العراقية وقوات الجيش عدد من المدن والبلدات العراقية التى يرجح تواجد خلايا نائمة تتبع تنظيم داعش الإرهابى فى تلك المناطق، يأتى ذلك فى إطار التمشيط التى تقوم به القوات العراقية لملاحقة الفارين من تنظيم داعش الإرهابى.
وتعد مدينة الموصل أبرز المدن العراقية التى تعرضت لتفجيرات إرهابية خلال الأشهر القليلة الماضية، وهى المعقل الأخير لتنظيم داعش الإرهابى والذى تمكنت القوات العراقية منتصف العام الماضى من تحرير المدينة بشكل كامل من المتطرفين، وتحرك الاستخبارات العراقية لملاحقة العناصر الإرهابية والخلايا التابعة لداعش فى المدينة.
واستهدفت الجماعات الإرهابية تمركزات لقوات الحشد الشعبى فى مناطق الجزيرة وقضائى بيجى وحديثة خلال الأسابيع الماضية، وهو يشير إلى تحرك عناصر تنظيم داعش للانتقام من قوات الحشد الشعبى التى شاركت مع الجيش العراقى فى تحرير المدن والبلدات العراقية، فضلا عن توجه الجماعات المتطرفة للدخول فى حرب طائفية وتصفية حسابات مع قوات الحشد الشعبى الى تضم غالبية شيعية.
فيما لجأت الجماعات الإرهابية فى ليبيا إلى التفجيرات بسيارات مفخخة لاستهداف قوات الجيش الوطنى الليبى، وذلك بعد القضاء على تمركزات الإرهابيين والمتطرفين فى مدينتى درنة وبنغازى، وعمل القوات المسلحة الليبية على تفعيل مؤسسات الدولة فى المدينتين وملاحقة المتطرفين الفارين من معركة درنة.
ونفذت الجماعات المتطرفة ثلاثة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوة ناسفة فى مدينة درنة التى تقع فى شرق ليبيا، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى بينهم مدنيين وعسكريين، وذلك فى أول رد فعل للجماعات الإرهابية بعد تسليم السلطات الليبية الإرهابى المصرى هشام عشماوى إلى المخابرات المصرية.
يرى مراقبون أن تنسيق المواقف المشتركة والتعاون الاستخباراتى بين الدول السلاح الأنجع لمواجهة الجماعات الإرهابية وملاحقة فلول الجماعات المتطرفة، والبدء فى عملية تقوية وتأهيل القوات الأمنية والاستفادة من خبرات الدول التى كان لها دورا بارزا فى مكافحة الإرهاب والجماعات المتشددة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة