اللواء محمود الرشيدي في حوار لـ"اليوم السابع": عصابات منظمة تستقطب الشباب عبر الانترنت لتجنيدهم في أعمال تخريبية.. خبير مكافحة الجرائم الالكترونية: ألعاب الأطفال ترسخ للعنف وتسهل اختراق الأجهزة.. تحذيرات من ترك الكاميرات مفتوحة على مدار اليوم..وعدم جلوس الأطفال ساعات طويلة على الانترنت.. مباحث الانترنت تحاصر جرائم السب والقذف وتهزم صفحات الغش المتخصصة في تسريب أسئلة الامتحانات
الجريمة الإلكترونية باتت الأخطر على مجتمعنا فى ظل لجوء المجرمين للتكنولوجيا لارتكاب جرائمهم، حيث لا يتطلب الأمر تحركهم من أماكنهم، وإنما يستخدمون الجرائم بـ"ضغطة زر"، لتتعدد الجرائم ما بين سب وقذف وابتزاز جنسى ونصب ، وصولاً لاستقطاب الشباب وتجنيدهم لدى الجماعات الإرهابية، وسط غياب تام للأسرة عن المشهد.
وفي هذا الصدد، قال اللواء محمود الرشيدى المدير الأسبق لإدارة نظم المعلومات بوزارة الداخلية، إنه للأسف تصاعدت ظاهرة الجرائم الالكترونية فى ظل الاستخدام غير الآمن للانترنت، مع القصور الواضح من الجهات المعنية والمؤسسات والأسرة فى حماية الأولاد من الانخراط فى الجرائم.
وأوضح خبير مكافحة الجرائم المعلوماتية في حديثه لـ"اليوم السابع": بعض الأسر ترى استخدام أبنائها المفرط للانترنت بمثابة التحضر، ولا يدركون خطورة ذلك حتى يقع أبنائهم فريسة لجرائم الانترنت، فضلاً عن استنزافه ثروات الأسرة من خلال الاستخدام المتكرر للإنترنت.
وحول الجرائم التى يتعرض لها الشباب عبر الإنترنت، أكد الخبير الأمنى أن هناك عصابات منظمة تنتعش عبر الإنترنت، وترتكب العديد من الجرائم أبرزها الاستغلال الجنسى، وتستهدف الأشخاص الذين لا يستخدمون أدوات تأمين بشكل كبير وجيد، ومن ثم تكمن أهمية توعية المواطنين بخطورة استخدام الإنترنت غير الآمن، ويجب أن يكون هناك توعية فى الجامعات والمداس، من خلال مواد دراسية أساسية تتناول هذا الأمر.
ولفت "الرشيدى" إلى تصاعد الجرائم الإلكترونية نتيجة تغيرات فى الأخلاق، ومن ثم ظهرت جرائم جديدة على مجتمعنا، وانتشرت جرائم السب والقذف التى تنتشر عبر الانترنت، والبعض يعتقد أن هذا الأمر غير مُجرم، وفى حقيقة الأمر فإن القانون 175 لسنة 2018 الخاص بمكافحة الانترنت تعرض لمثل هذه الجرائم، ومنها جرائم السب والقذف، حيث تصل العقوبة للسجن.
وعن نصائحه لمستخدمى الانترنت، أكد "الرشيدى" أن نسبة الأمان فى استخدام الانترنت عند كثير من المواطنين "صفر"، ويجب على المواطن ألا يثق فيما يتم تداوله من معلومات مغلوطة، وأن يتعامل مع السوشيال ميديا بحذر، وعدم فتح كاميرا الجهاز إلا فى أضيق الحدود، وقبل الحديث مع شخص آخر عبر "الشات" يجب أن نتأكد من هويته حتى لا نقع ضحايا، فضلاً عن أهمية أن يكون لدى الشخص مضادات للفيرس.
وشدد الخبير الأمنى، على ضرورة عدم التعامل مع الأشخاص المجهولين عبر الانترنت، وعدم قبول صداقات الأشخاص غير المعروفين، وعدم التعامل مع المواقع الإباحية لأنها بمثابة مصيدة للضحايا، فهؤلاء الأشخاص لديهم قدرة فائقة على اختراق حسابات الأشخاص.
ونوه الخبير الأمنى، إلى أنه من أخطر الجرائم التى يتم ارتكابها عبر الانترنت "تداول الشائعات"، والتى تقلص من حجم الإنجازات بالدولة، وتحاول إحباط المجتمع وإسقاط الدولة، لافتاً إلى أن الانترنت بيئة خصبة لاستقطاب الشباب خاصة الذين يجلسون على الانترنت أوقاتاً طويلة، فيتم استقطابهم على مراحل بداية من بث الأفكار المسمومة، ثم تحليل شخصية الشاب لمعرفة الأبواب التي يمكنهم لهم الدخول من خلالها، ثم تجنيدهم لاستغلالهم فى الأعمال التخريبية.
وطالب الخبير الأمنى، بأهمية التصدى لما وصفه بـ"الغزو الفكرى"، وتوعية المواطنين من خطورته، والحد من جلوس الأطفال لمشاهدة الألعاب عبر الانترنت خاصة التى تقدم العنف وترسخ له، مع تضمنها لوسائل تسمح باختراق الأجهزة، وهذه الألعاب وسيلة لتدريب الأطفال على الجريمة وتصنيع المتفجرات ونقل التوجيهات، وهى وسيلة هدامة وتدميرية وتتضمن أحياناً على محتوى غير أخلاقى، وتوجد ألعاب تقنع الشباب بأفكار تجعلهم ينقمون على المجتمع وتصور لهم مجتمعات مثالية.
وعن أهمية مباحث الانترنت، أكد "الرشيدي"، أن التطور التكنولوجي موجود ولا يمكن أن ننفصل عنه، ومن ثم أنشأت الداخلية مكافحة جرائم الحاسابات في 2002 لأنها استشرفت الأخطار المستقبلية، ويتلقى الضباط البلاغات، ويتم التعامل معهم، فضلاً عن خضوعهم لدورات تدريبية مستمرة لمواكبة التطور.
وحول مكافحة صفحات الغش، أوضح "الرشيدى"، أن صفحات الغش أحد روافد حرب المعلومات ومعظمها غير صادقة، ولابد أن تتخذ وزارة التربية والتعليم إجراءات فنية لمنع تسريب الامتحانات، فضلاً عن أهمية إشراف وزارة الاتصالات على هذا الأمراً، لافتاً إلى أن مباحث الانترنت تمتلك تقنيات حديثة ومتطورة لمواجهة صفحات الغش.