يبدو أن الاعتقال والنفى والتعذيب هى لغة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مع شعبه لتكميم أفواه المعارضة لسياساته الفاشلة، وهى السياسة التى يتبعها للرد على محاولات الانقلاب عليه، فقد كشفت نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري والبرلمانية عن مدينة إسطنبول، غمزة آق قوش إيلجازدى، عن أرقام صادمة للطلاب داخل معتقلات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فهناك أكثر من 70 ألف طالب، داخل السجون والمعتقلات بسبب آرائهم السياسية، فضلا عن حرمانهم من حقهم في التعليم.
وأوضحت إيلجازدى، أن عدد الطلاب في السجون يمثل 35% من عدد السجناء والمعتقلين والمحكوم عليهم سياسيا، وعن أوضاع الطلاب داخل السجون ، قالت "أن ظروف الطلاب الذين يحاولون الدراسة فى السجن سيئة للغاية، لافتة إلى عدم تخصيص غرف للطلاب فى السجون".
وطبقا لبيانات وزارة العدل التركية، فأن عدد الطلاب المعتقلين والمحكومين زاد بمعدل 25 ضعفا منذ نهاية عام 2016 الذي شهد المحاولة الانقلابية المزعومة، مشيرة إلى أن عددهم فى شهر مايو 2013 كان يبلغ ألفين و776 طالبا فقط.
ولفتت وزارة العدل التركية، إلى أنه منذ نهاية 2016 بلغ إجمالى عدد الطلاب الصادر بحقهم أحكام قضائية، ويحاولون الاستفادة من حقهم في التعليم والتدريب فى السجون 69301 طالب، 36 ألفا منهم فى المدرسة الثانوية، وما يعادل نفس الرقم فى بدرجة الزمالة والبكالوريوس، إضافة إلى وجود 33 ألفا و268 طالبا منهم فى التعليم المفتوح.
إغلاق 979 قسمًا علميًا بالجامعات
وكان ديوان المحاسبة التركى قد كشف فى وقت سابق عن إغلاق 979 قسمًا علميًا بالجامعات التركية خلال 2018، بسبب هروب الأساتذة والطلاب، مشيرًا إلى تعطل العديد من الكليات والبرامج التعليمية نهائياً.
ولم تكن سياسات أردوغان العدائية ضد الطلبة ورجال القضاء والشرطة والجيش الأتراك فقط، بل طالت الروائيون والمبدعون والكتاب هم الهدف الأول لاستبداد الرئيس التركى، بل وصلت به سياسته إلى ملاحقة وتعذيب العلماء والأكاديميين الأتراك.
فبدأت السلطات التركية مؤخرا حملة واسعة من الاعتقالات لعدد من الروائيين الأتراك، كما تم إلقاء القبض على الروائية إليف شفق صاحبة الرواية الشهيرة "قواعد العشق الأربعون"، بتهمة إساءة معاملة الأطفال والتحريض على أعمال إجرامية، مما أدى إلى احتجازهما.
سلطت صحيفة الزمان التركية الضوء على الأوضاع المذرية التى وصلت لها تركيا حيث أغلقت الآلاف من المؤسسات التعليمية بمقتضى مراسيم فى حكم القانون، وتم فصل آلاف الأكاديميين من وظائفهم بحجة الانتماء إلى حركة الخدمة، والتى أسسها المفكر التركى فتح الله جولن، وجعلت عدد كبير منهم يحاول الخروج من تلك السجن الكبير، الذى فرضه أردوغان نفسه لكل من يرفض الانصياع لأوامره والدخول فى دائرته.
استهداف الأكاديميين
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، استهدفت السلطات التركية جميع الأكاديميين الذين يعبرون عن آرائهم وعلى رأسهم أعضاء رابطة "أكاديميون من أجل السلام" الذين انتقدوا العمليات العسكرية التى تقوم بها الحكومة فى بعض البلدات التركية التى يسكنها الأكراد جنوب البلاد، ودعوا لحل تفاوضى للصراع العسكرى بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستانى.
وفى فبراير الماضى حكم على 13 أكاديميا بالحبس لمدة 22 شهرا و15 يوما، وحكم على 14 أكاديميا بالسجن لمدة 27 شهرا، وأرسلت الأمم المتحدة عبر مقررى لجنة حقوق الإنسان التابعين لها خطابا إلى السلطات التركية يعربون فيه عن قلقهم بشأن هذه الأحكام ضد الأكاديميين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة