تمر اليوم الذكرى السابعة والعشرون على رحيل المفكر الكبير فرج فودة بعد اغتياله على يد شابين ينتميان للجماعة الإسلامية فى يوم 9 يونيو عام 1992.
ولعل اغتيال المفكر الكبير جاء على خلفية عقده مناظرة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى 7 يناير من العام نفسه، فى مواجهة الشيخ محمد الغزالى والدكتور محمد عمارة والمستشار الهضيبى، وبإدارة الدكتور سمير سرحان، حضرها العديد من رجال الفكر والثقافة والفن فى مصر.
فى 3 يونيو 1992، نشرت جريدة (النور) الإسلامية – والتى كان بينها وبين فرج فودة قضية سب وقذف بعد اتهامه بأنه يعرض أفلاما إباحية ويدير حفلات للجنس الجماعى فى جمعية (تضامن المرأة العربية)، وهى القضية التى كانت فى طريقها لخسارتها – نشرت جريدة (النور) بيانا من ندوة تكفر فرج فودة وتدعو لجنة شؤون الأحزاب لعدم الموافقة على إنشاء حزبه (المستقبل).
وبحسب مقال للدكتور خالد منتصر، نشر بإحدى الصحف المصرية، فإن فودة كانت محاورته بالمنطق وبالعقل فتمت مواجهته بعدها بستة أشهر فى 9 يونيو 1992 بالرصاص والدم، موضحا أن مدير الندوة الدكتور سمير سرحان، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب سابقا، بكى كثيراً بعد اغتيال فرج فودة نتيجة إحساسه بالذنب بعدما اتضح أن قرار الاغتيال جاء بعد هذه المناظرة.
وكان موضوع المناظرة هو الدولة الدينية والدولة المدنية، وكان فرج فودة أبرز الداعين لضرورة فصل الدين عن الدولة، ورأى الغزالى أن الاستعمار ألغى آية القصاص من القرآن، وأنه أجهز على التراث السماوى وألا تحكمنا شرائع السماء، وأن تحكمنا أهواء الناس، هكذا استهل الشيخ الغزالى المناظرة، وحينما جاء دور الحديث على المفكر الكبير فرج فودة، كرر سمير سرحان دعوته للحاضرين أن يلتزموا بالتحضر فى التعليق، والكف عن الهتاف، كانت الأجواء ساخنة، وازدادت سخونتها بعدما تحدث الدكتور محمد عمارة، وهاجم العلمانية، فاستهل فرج فودة المناظرة بقوله، "أبدأ بملاحظة أوجهها للحاضرين، إن التصفيق والهتاف، سواء للتأييد أو الاعتراض، يدل على عدم ثقة الجمهور بمن يمثله على المنصة، وأعتقد أن هذا غير وارد".
ولم يكن بظن الدكتور سمير سرحان الذى دعا لتلك المناظرة أنها ستكون بداية النهاية للكاتب والمفكر فرج فودة، وأنها ستكون سببا فى اغتياله على أيدى مجموعة ممن أطلقوا على أنفسهم "الجماعة الإسلامية"، ونتيجة لفتوى عمر عبدالرحمن مفتى تلك الجماعة.
عملية الاغتيال حدثت بعد 6 أشهر كاملة، إذ كان الكاتب والمفكر "فرج فودة" يستعد للخروج من مكتبه برفقة ابنه بشارع أسماء فهمى بمصر الجديدة، كى يستقل سيارته عائدا لمنزله اعترضه كل من أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافى أحمد رمضان، حيث كانا يستقلان دراجة بخارية وأطلق عليه الرصاص الذى اخترق جسده بينما أصيب ابنه إصابات طفيفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة