أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

لماذا يقف أولياء الأمور أمام لجان الثانوية العامة؟!

الأحد، 09 يونيو 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشهد متكرر فى امتحانات الثانوية العامة من كل عام، يصطف أولياء الأمور أمام المدارس التى يمتحن فيها أبناؤهم، قبل بدء اللجان بنحو ساعة حتى انتهاء اللجان وختام الامتحان، والانتظار غالبا ما يكون بالسيارات، التى تحمل الكثير من العصائر والمياه والمشروبات الغازية والسندوتشات، وقد يمتد الأمر إلى طبق " الحلو".

إذا كنت تعمل بالقرب من مدرسة خلال أيام امتحانات الثانوية العامة، فعليك أن تترك سيارتك على ناصية الشارع، وتتحرك سيرا على الأقدام لأنك قطعا ستستغرق ربما ساعة أو أكثر، حتى تتمكن من عبور تلك الأمتار القليلة، نظرا للزحام الشديد من أولياء الأمور أمام اللجان، وشارع الثورة فى حى الدقى نموذجا لما أذكر، حيث يتجمع المئات من أولياء الأمور أمام مدرسة جمال عبد الناصر، انتظارا لأبنائهم.

تجمع أولياء الأمور أمام لجان امتحانات الثانوية العامة لا يخلق فقط زحاما وتكدسا مروريا، بل يتجاوز الأمر إلى زيادة حجم الضغط النفسى على الطالب، الذى يشعر دائما أن أسرته تنتظره خارج اللجنة، وسوف تسأله عن مستوى الإجابات فى الامتحان وتراجع معه الأسئلة والأجوبة، بل أحيانا بعض يقدر الدرجات التى سيحصل عليها فى المادة، وهذا أمر غير مقبول ويزيد من أعباء الطالب ويشتت تركيزه خاصة إن كان اليوم الامتحانى به أكثر من مادة، أو إذا لم يحالفه التوفيق فى الإجابة على الأسئلة.

تجربة تجمع الأهالى أمام لجان الامتحانات لا توجد فى أى دولة فى العالم سوى مصر، ولها أبعاد سلبية تتعلق بأمن اللجان ومنظومة الرقابة عليها، وتشتيت الأفراد المكلفين بحماية أبواب المدارس، مع إعطاء فرصة للاحتكاك، الذى قد يمتد إلى الاشتباك، وهذا يشكل خطورة كبيرة على مستوى تأمين لجنة امتحانية بها كنترول ومراقبين وأسئلة وأوراق ومستقبل طلبة.

الأمر لا يتوقف عند أمن اللجان فقط، بل أيضا مستوى الضوضاء والإزعاج الناتج عن أصوات أولياء الأمور يشكل حالة من الصخب تؤثر على تركيز الطلبة الذين تبعد لجانهم أمتار قليلة عن الشارع، ويحتاجون إلى الكثير من الهدوء والاطمئنان حتى يتمكنوا من استيعاب الأسئلة والإجابة عليها كما ينبغى.

نحن نشفق على أولياء الأمور ونقدر خوفهم على أبنائهم وحرصهم على مستقبلهم، والقلق والتوتر الذى يعتريهم خلال فترة امتحانات الثانوية العامة، باعتبارها الحصاد لما غرسوا على مدار أعوام عديدة فى التعليم، وبوابة العبور إلى مستقبل أفضل، ولكن يجب أن يدرك أولياء الأمور أن هؤلاء الطلبة يعتمدون على أنفسهم، وحضور أولياء أمورهم أمام أبواب اللجان الامتحانية لن يزيدهم إلا توترا وقلقا، ولن تكون له أى عوائد على مستوى الإجابات أو فهم الأسئلة، والتعامل معها.

أتمنى أن يتراجع أولياء الأمور عن هذه العادات غير المحمودة، التى لن تعود بأى نفع على طالب الثانوية العامة، الذى من المفترض أنه قادر صناعة مستقبله والاختيار والمفاضلة بين الفرص المتاحة أمامه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة