محمد أحمد طنطاوى

50 ألف مخالفة على ضفاف نهر النيل

الإثنين، 01 يوليو 2019 11:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نهر النيل قدسه الفراعنة باعتباره رمزا للحياة، وأساسا لاستمرارها، وشريان الخير والنماء، الذى منحه لنا الله لنحيا، وقد حظى نهر النيل بنصيب كبير من مرويات الكتاب والمفكرين والشعراء منذ زمن الفرعون، حتى عصرنا الحديث، إلا أن الواقع الحالى وما نراه من مشهد التعديات على حرم النهر، وأعمال البناء والتعدى عليه من أسوان حتى دمياط ورشيد باتت غير مسبوقة، خاصة أن الأرقام الرسمية تقول أن هذه المخالفات تجاوز عددها 50 ألف مخالفة.

الحكومة بدأت قبل أربعة أعوام ونصف حملة قومية لإنقاذ نهر النيل، برعاية رئيس الجمهورية وعدد كبير من الوزراء والمسئولين والشخصيات العامة، من أجل محاصرة التعديات على النهر الخالد، والقضاء عليها، وبالفعل قد تم تنفيذ إزالات لتلك المخالفات منذ بداية الحملة حتى الآن، بلغت نحو 46 ألف مخالفة، ما بين منشآت شيدت على ردم مجرى النهر، أو داخل حرم النيل، المقدر بـ 30 متر على ضفتى النهر يحظر التعامل فيها، أو مزارع وأقفاص سمكية، تنتشر بفرع رشيد، إلى جانب تلويث النهر بالمخلفات سواء بالصرف الصناعى أو الصحى، نتيجة عدم وجود صرف صحى فى الكثير من القرى المطلة على النيل.

المشكلة الحقيقية أن هذه المخالفات بعدما يتم إزالتها وتحرير محضر بها، سرعان ما تعود مرة أخرى، فلا يتوقف بعض الأهالى عن فكرة البناء على حرم النهر، وكذلك لا تتوقف السلوكيات الخاطئة المرتبطة بإلقاء المخلفات فى النيل أو تحويله إلى  مجرى للصرف الصناعى وتلويثه، بالمواد الخطرة التى تهدد صحة الإنسان والحيوان وتؤثر على البيئة.

على الرغم من أن مهندسى الرى يحملون صفة الضبطية القضائية إلا أنهم لا يستطيعون مواجهة التعديات على مجرى النيل دون تحرك أو حماية من شرطة المسطحات المائية التى تجعل تحركها دائما قيد الدراسة الأمنية، والتى تتأخر فى بعض الأحيان إلى شهرين أو ثلاثة أشهر، بما يسمح بنمو المخالفات وتضاعف أعداها، نتيجة طول مجرى النهر، ونمو الأحوزة العمرانية على جانبيه يمينا ويسارا، بما يدعو إلى ضرورة التصدى لمواجهة هذه التعديات فى أسرع وقت وسن قانون جديد لتغليظ عقوبة التعدى على نهر النيل أو تلويثه وإلقاء المخلفات فيه.

 يجب أن نعيد النظر فى الحملة القومية الخاصة بإزالة التعديات على نهر النيل، وأن يكون هناك توجه حكومى حقيقى للضرب بيد من حديد على كل المخالفات الموجودة على حرم هذا النهر المقدس، ليس فقط بإشراف وزارة الرى ولكن كل الوزارات والجهات المعنية، مع توفير الغطاء الأمنى الكافى لإزالة التعديات وحماية العمال والموظفين والمهندسين الذين يتولون هذه الإزالات، خاصة وأنهم فى كثير من الأحيان يتعرضون للضرب أو لإطلاق النار كما حدث منذ فترة فى محافظة الغربية.

النيل يعيش فى المصريين باعتباره مصدرا لحياتهم، فعلينا أن ندافع عنه ونحميه، وأصدق ما نختم به هذه الكلمات، ما أنشده الشاعر الكبير فاروق جويدة، عند تأليف النشيد الرسمى للقوات المسلحة المصرية، وقال عن النيل :" وتنساب يا نيل حرا طليقا لتحكى ضفافك معنى النضال.. وتبقى مدى الدهر حصنا عريقا.. بصدق القلوب وعزم الرجال.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة