إلى متى سنظل محرومين ومتعطشين لأداء ومستوى قوي مبهج يقدمه المنتخب الوطنى بجماهيره فى كأس أمم أفريقيا؟، إلى متى سيحالفنا التوفيق فى حسم المباريات لصالحنا سواء لضعف مستوى المنافسين أو تقمص احد اللاعبين المصريين دور البطولة ويقوم بدور المنقذ للخروج بنقاط المباراة الثلاث؟، وكان البطل أمام أوغندا هو الحارس محمد الشناوى الذى كان يستحق رجل المباراة أكثر من أحمد المحمدى الذى سجل هدف من الثنائية التى أنهى بها الفراعنة اللقاء والأخر كان من نصيب محمد صلاح.
ويبدو مع توالى المباريات، أن أجيرى واللاعبين لا يتعلمون من أخطائهم التى تتكرر للمرة الثالثة على التوالى، بداية من عدم تنظيم اللاعبين داخل الملعب بالشكل الأمثل بما يساعد على فرض نوع من الانسجام الغائب تماما، ما أظهر اللاعبين كل فى واد، مع الاعتماد على النزعة الفردية فى صنع الفارق وتسجيل الأهداف دون جمل تكتيكية يساهم فيها جميع الخطوط عن طريق بناء هجمة منظمة تدلل على قدرات اللاعبين.
ويأتى غياب التركيز الدفاعى فى مقدمة الأسباب التى تظهر الفراعنة ضعافا ما يجعل مرمى الفريق متاحا لأضعف المنافسين وهو ما ترجم فعليا فى مباراة الكونغو وكادت أن تهتز شباكنا فى أكثر من مناسبة لولا القدر والشناوى.
محصلة الفراعنة بعد نهاية الدور الأول تأتى تحت عنوان خلصنا السهل والقادم أصعب.. بداية من الدور المقبل الـ16 ستكون أمام شبح الخروج من البطولة فالأدوار الاقصائية التى تقضى بخروج المغلوب تتطلب استعدادا خاصا ومختلفا، ولابد أن يتطور مستوى اللاعبين بشكل أكبر بكثير مما هو عليه ، وبالتالى يتوجب على أجيرى أن يعيد حساباته فى الكثير من الأمور داخل صفوف الفريق فى جميع الخطوط وليس خطا واحدا، فالعيوب تغطى الجميع وتشمل كل الفريق، فلم يؤد أى لاعب دوره على الوجه الأكمل فى ظل تفاوت المستوى بينهم من مباراة لأخرى بشكل عكسى فى طريقه الأسوأ، رغم أن المفترض أن يتطور المستوى من مباراة لأخرى والدخول تدريجيا فى أجواء البطولة إلا أن شيئا من هذا لم يحدث.
ويمثل غياب التركيز عن اللاعبين داخل الملعب أبرز نقاط الضعف الواضحة فى مستوى الفراعنة، وهو ما يكشفه كم "الميس باص" التمريرات الأخطاء التى وقع فيها اللاعبين، لدرجة لا تصدق معها إمكانية أن يصل الخطأ فى التمرير إلى رميات التماس والمثال هنا ( أيمن أشرف) .. ومثل هذا الأمر يمنح المنافس الأفضلية ويدفعه إلى التجرأ علينا وليس مبادلتنا الهجمات فحسب، وأنما التفوق علينا فقد حقق أوغندا 23 هجمة مقابل 17 فقط لصالح مصر ومع ذلك خرجنا فائزين.
تقلبات المنتخب فى المباريات أصبحت عادة متفشية منذ بداية البطولة، فما من مباراة ويتسم فيه الأداء بثبات لوقت طويل.. ودائما ما نبدأ المبارة فى أول ربع ساعة بعشوائية شديدة وارتباك فى الصفوف ويكون مرمانا مستباحا، ومع الوقت نستعيد بعض المستوى ومن الممكن أن نسجل ــ ( ملاحظة) جميع أهدافنا الخمسة التى أحرزناها جاءت فى الشوط الأول ــ وفى الشوط الثانى وبعد ضمان الفوز نكسل ونهمد مثلما حدث فى لقاء أوغندا بدلا من البحث عن مزيد من الأهداف تساعد على اكتساب الثقة ومن ثم يظهر الأداء الجمالى.
المنتخب يحتاج صدمة فى التشكيل تساعد على دب نوع من النشاط والحيوية بداخله، باستبعاد عنصر أو اثنين والدفع بغيرهما لعل وعسي والصدمة هنا تتطلب ابعاد عبد الله السعيد ومحمد الننى عن التشكيل الأساسى .. فالصدمة فى أغلب الأحيان تعيد الذاكرة لصاحبها وتنعش الميمورى الخاص به، وهو ما يحتاج إليه الننى والسعيد فى الوقت الحالى، وربما اقصائهما ولو فى مباراة يعيدهما إلى مستواهما بعد الحصول على الاستشفاء المطلوب بدنيا ونفسيا.. فهل يجرؤ أجيرى على ذلك ويحقق المعادلة الإيجابية من الصدمة بالإفاقة والأنتعاش، أما ستستمر الغييوبة حتى تصل إلى الموت المفاجئ ويحدث الكروه لا قدر الله ونرى انفسنا خارج البطولة.
هل المنتخب مكبوت؟ سؤال لابد أن يتوارد إلى الأذهان، خصوصا عندما ترى كم العصبية التى تظهر على أداء اللاعبين على مدار المباريات، دون أن يكون هناك داعى لتلك التصرفات.. الانتصار يحتاج الهدوء والهدوء يأتى من الأجواء المحيطة بك، ومعنى أن العصبية مسيطرة فلابد من البحث عن أسبابها وبترها من داخل معسكر المنتخب الوطنى.. لعل زوال تلك الأسباب يزول معه ذلك الأداء السئ المحبط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة