يواصل النظام التركى التدخل العسكرى فى الشأن الداخلى الليبى سواء بتقديم الدعم العسكرى واللوجيستى أو بإرسال عسكريين أتراك إلى العاصمة طرابلس، وذلك لدعم المليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق الوطني التى تسيطر على مؤسسات الدولة الليبية فى العاصمة.
بدأ التدخل العسكرى التركى فى الشأن الليبى منذ عام 2013 عبر إرسال أنقرة لشحنات أسلحة وذخائر إلى المليشيات المسلحة المنتشرة فى غرب البلاد، واستهدف سلاح الجو الليبى سفينة تركية محملة بالأسلحة فى عام 2014، فضلا عن ضبط السلطات اليونانية لسفينة محملة بصواريخ مهربة إلى مليشيات مصراتة، بالإضافة إلى ضبط الجمارك الخمس لحاويات تضم 20 ألف مسدس دعما للمليشيات المسلحة في طرابلس.
ومنذ إطلاق الجيش الوطنى الليبى لعملية تحرير طرابلس فى الرابع من أبريل الماضى، دفعت أنقرة بتعزيزات عسكرية إلى المليشيات المسلحة كان أولها إرسال طائرات بدون طيار مسيرة تلاها تهريب ما يقرب من 80 مدرعة عسكرية تركية إلى ميناء طرابلس، وذلك وسط صمت دولى وأممى مريب تجاه التحركات المشبوهة والتدخل العسكرى التركى السافر فى الشأن الداخلى الليبى.
وأطلقت القوات الجوية الليبية، مساء الأحد، عملية جوية تحت اسم "عاقبة الغدر" لاستهداف تمركزات المليشيات المسلحة فى طرابلس، وذلك ردا على مجزرة غريان التى راح ضحيتها ما يقرب من 40 جندى فى الجيش الليبى، وهو ما دفع الحكومة الليبية المؤقتة للمطالبة بفتح تحقيق أممى ودولى فى المجزرة وملاحقة المتورطين.
بدوره وجه اللواء محمد منفور قائد غرفة عمليات سلاح الجو بالقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، الأحد، مناشدة لكافة سكان العاصمة طرابلس بالإبتعاد عن أى هدف ثابت أو متحرك قد يكون عرضة لضرباتهم الجوية .
وتعرضت مواقع المليشيات المسلحة فى ضواحى العاصمة طرابلس لضربات جوية دقيقة أدت لتكبيد المسلحين فى العتاد والأرواح، وخاصة فى محورى عين زارة ووادى الربيع ومعسكر اليرموك.
قائد غرفة عمليات القوات الجوية التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية اللواء محمد المنفور
إلى ذلك، أكد قائد غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الليبى، اللواء عبد السلام الحاسى، أن قوات الجيش ستدخل العاصمة طرابلس وتحررها من قبضة المليشيات المسلحة.
وقال الحاسى فى تصريحات نقلها المركز الإعلامى لغرفة عمليات الكرامة، اليوم الاثنين، إن القوات المسلحة الليبية ستنتصر لسيادة الدولة الليبية وكرامتها بالقضاء على العصابات التى تتحصل على دعم تركى.
وأكد الحاسى أن القوات المسلحة الليبية تنفذ الخطة التى وضعها القائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر لتحرير طرابلس، لافتا إلى وجود قصف عشوائى من الطائرات التركية للمدن الليبية، ما أدى لسقوط عدد من الضحايا المدنيين.
وتتهم القوات المسلحة الليبية النظام التركى بدعم المجموعات الإرهابية، وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية أنه فى الوقت الذى تحارب فيه القوات المسلحة الإرهاب على الأراضي الليبية؛ فإن ليبيا تتعرض منذ سنوات لدعم لوجستي تركي للعناصر الإرهابية.
وفى سياق متصل، أعلن القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح حالة التعبئة والنفير العام فى الأراضى الليبية.
يأتي النفير العام في ظل الانتهاكات التركية والتدخل السافر من أنقرة في الشأن الداخلي الليبي.
كانت غرفة عمليات القوات الجوية التابعة للقوات المسلحة الليبية قد أعلنت ، مساء الأحد، إسقاط طائرة تركية مسيرة بدون طيار في مطار معيتقية الدولي في العاصمة طرابلس.
فيما استهدفت طائرات تركية بدون طيار، الاثنين، مدينة ترهونة أحد أبرز المدن الحاضنة للقوات المسلحة الليبية غرب البلاد.
ونشر المجلس البلدى لمدينة ترهونة، اليوم الاثنين، مقطع فيديو يبرز آثار القصف الجوى التركى على منازل المدنيين فى المدينة، وذلك بعد استهداف طائرات بدون طيار تركية مسيرة لعدد من منازل المدنيين.
وأدان المجلس البلدى لمدينة ترهونة فى بيان صحفى استهداف الطيران التركى لمنازل المدنيين فى المدينة، لافتا إلى سقوط عدد من الضحايا بينهم أطفال ونساء بسبب القصف التركى لمنازل المدنيين، مؤكدا أن القصف الذى تقوم به المليشيات المسلحة المدعومة من أنقرة يندرج ضمن جرائم الحرب المحرمة دوليا.
ووجهت السلطات الليبية نداءات عاجلة إلى الدول الشقيقة والصديقة بضرورة وضع حد للتدخلات التركية فى الِشأن الداخلى الليبى، محذرة من عواقب التدخل العسكرى الداعم للمليشيات المسلحة فى البلاد.