فى منزل بسيط بمدينة "القرين" لمحافظة الشرقية، عاش البطل الراحل محمد محمد عبد السلام العباسى، أو محمد أفندى العباسى كما يعرفه أهل قريته، حياة بسيطة طوال 46 سنة بعد حرب أكتوبر 1973، والتى كان أحد أبطالها وأول من رفع العلم المصرى بها، والذى توفى عن عمر ناهز 72 عاما وشيعه الآلاف من أهالى قريته "القرين" بمحافظة الشرقية.
محمد العباسى
وقال السيد العباسى، نجل شقيقه، إن الراحل كان يعتز بدوره فى حرب أكتوبر، مضيفا: "ظل فى الجيش 10 سنين قبل الحرب، والرئيس السادات أول من كرمه فى ذكرى الحرب".
وأشار "السيد"، فى حديثه لـ"اليوم السابع"، إلى أن الراحل كان يحرص فى صغره على الاستماع لحكاوى والده وأجداده عن بطولات مقاومة الاحتلال البريطانى، والتى أثرت فيه وازداد حباً لهذا الوطن، وود أن يكون من بين المقاومين، وفى فترة النكسة تم استدعاؤه لأداء الخدمة العسكرية عام 1968، وانتقل حينها إلى الإسماعيلية، ومنها إلى قناة السويس.
المقاتل البطل محمد عبد السلام العباسى
وتابع "السيد": "كان حينها بسلاح المشاة وفور وصوله قناة السويس، كان الجيش الإسرائيلى يدشن خط بارليف، وفى تلك الفترة بدأت إسرائيل تشن حرب نفسية على جنود مصر عن طريق إمداد جنودها بالزاد بينما جنودنا يأكلون ما يكفى لوجبة واحدة فى اليوم".
تشييع جنازة البطل محمد العباسى
وتذكر "السيد" حديث عمه الراحل عن ذكرى الحرب، قائلًا: "يوم 5 أكتوبر 1973 جاءت التعليمات أن غدا صرف وجبة إفطار لجميع الجنود وكانت صلاة الجمعة عن الاستشهاد ومكانة الشهيد، وهنا شعر عمى بأن ساعة الثأر قد حانت وخاصة أنهم كانوا فى صلاة الجمعة ويسجدون على علم مصر وفى صباح يوم السادس من اكتوبر 1973 ـ والعاشر من رمضان 1393 بدأت عمليات التمويه فكان جنود مصر يلعبون كرة القدم والشطرنج وفى حالة استرخاء وكانت جميعها حركات تمويهية إرادية، ثم كانت ساعة الصفر وعبرنا قناة السويس وكان فى طليعة المتقدمين نحو دشمة حصينة بخط بارليف ولم يهتم بالألغام والأسلاك الشائكة، وقام بإطلاق النار على جنود حراسة الدشمة الإسرائيلية وفى الوقت نفسه كانت المدفعية المصرية تصب نيرانها على الهدف ذاته، حيث تمكن من رفع العلم المصرى رمز الدولة وعزتها بدلا من العلم الإسرائيلى".
تشييع جنازة البطل محمد العباسى
وحصل البطل على العديد من التكريمات كان أهمها حضوره بدعوة من الرئيس السادات فى كل ذكرى لحرب أكتوبر، ومشاركته طابور العرض العسكرى معه، كما أن أحد أبناء محافظة الجيزة ويدعى "حسن خطاب" تبرع بفيلا للقوات المسلحة فى شخص أول من رفع علم مصر.
والتحق البطل الراحل بكتاب القرية وحفظ القرآن الكريم كاملا، ثم حصل على الشهادتين الابتدائية والإعدادية من مدارس القرين، وبعدها توقف عن الدراسة والتحق بالتجارة والزراعة، حيث كان والده تاجرًا وكان الابن الاكبر على ولدين و3 بنات، فقام والده بتزويجه وهو ابن 17 سنة وخاصة أنه يعتبر أول الذكور بالعائلة، ورزقه الله بنجله جلال قبل دخول التجنيد.
ونشأ "العباسى" بمدينة القرين، الباسلة التى قاوم أهلها المعسكرات الإنجليزية، بالتل الكبير، أثناء احتلال إنجلترا لمصر، فقد كان الأهالى يهاجمون معسكرات العدو ويعودون بالأسلحة والعتاد، وانغرس فى قلبه حب الوطن.
وولد العباسى، بمدينة القرين بمحافظة الشرقية، وهى المدينة الباسلة التى قاوم أهلها المعسكرات الإنجليزية، والتحق بكتاب القرية وحفظ القرآن الكريم كاملا، ثم حصل على الشهادتين الابتدائية والإعدادية من مدارس القرين، وبعدها توقف عن الدراسة والتحق بالتجارة والزراعة، والتحق بالتجنيد أثناء حرب أكتوبر.
وعندما جاءت ساعة الصفر وعبور قناة السويس، كان فى صفوف المتقدمين نحو دشمة حصينة بخط بارليف ولم يهتم بالألغام والأسلاك الشائكة، وقام بإطلاق النار على جنود حراسة الدشمة الإسرائيلية، وفى نفس الوقت كانت المدفعية المصرية تطلق قذائفها بطول خط القناة.
وقام الجنود المصريون، بقتل عدد من الأعداء، ومن فرحته الشديدة، ونادى قائد الكتيبة، قائلا: "مبروك ياناجى مبروك يا ناجى" وكانت رتبته مقدما فى الجيش، فرد عليه وهو فى قمة الفرح قائلا: "مبروك ياعباسى وارفع علم مصر يابطل"، فقام بإنزال العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصرى خفاقا فوق أول نقطة مصرية تم تحريرها، وشاهد الطيران المصرى وهو عائد بعد أن دك المطارات الإسرائيلية، وشاهد كلمة "الله أكبر" مكتوبة بخط السحب المتصاعدة من المقذوفات.
تشييع جنازة البطل محمد العباسى
تشييع جنازة البطل محمد العباسى
تشييع جنازة البطل محمد العباسى
تشييع جنازة البطل محمد العباسى
تشييع جنازة البطل محمد العباسى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة