أعلن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، خلال مؤتمر صحفى موسع بمقر رئاسة مجلس الوزراء عن بدء الإطلاق التجريبى لمنظومة التأمين الصحى الشامل بمحافظة بورسعيد.
وأعرب الدكتور مصطفى مدبولى، فى مستهل المؤتمر الصحفى، عن أخلص تهانيه للرئيس عبد الفتاح السيسى، وللشعب المصرى، بمناسبة الذكرى السادسة لثورة يونيو العظيمة التى نجحت فى تصحيح مسار الأمور فى مصر، والتى بفضلها استطاعت الحكومة أن تقوم بكافة الأعمال والمشروعات التنموية والخدمية لصالح المواطن، باعتبار أن هذه المشروعات هى حصاد لهذه الثورة العظيمة.
وأشار رئيس الوزراء، إلى أن الدولة نجحت فى أن تنطلق ببرنامج اقتصادى قوى، حتى وصلت إلى معدلات نمو اقتصادية مرتفعة بشهادة العالم أجمع ومؤسساته الاقتصادية الكبرى، ولاسيما أن العالم بدأ ينظر لتجربة التنمية التى فى مصر بصورة إيجابية، ونظرًا لبعض التداعيات والآثار السلبية على الفئات محدودة الدخل نظرًا لقرارات الإصلاحات، مشددًا على أن الرئيس السيسى أكد على ضرورة السير جنبا إلى جنب مع هذه الإجراءات الاقتصادية فى برنامج آخر للحماية الاجتماعية لهذه الفئات؛ لتأمين الجوانب الحياتية اليومية من مأكل وملبس ومسكن وغيرها من الخدمات.
وتطرّق رئيس الوزراء إلى منظومة التموين والإصلاحات الهيكلية التى تتم عليها بقوة، وأيضا قطاع الإسكان الذى شهد عدة برامج تستهدف تقديم المسكن الملائم للفئات محدودة الدخل، إضافة إلى القضاء على المناطق غير الآمنة، مشيرًا إلى أنه من المقرر بانتهاء العام الجارى أن تكون الحكومة قد انتهت من تطوير كافة المناطق غير الآمنة.
ولفت رئيس الوزراء، إلى ما تحقق فى برنامج الحماية الاجتماعية فيما يخص برنامج " تكافل وكرامة "، موضحًا أن هذا البرنامج هو أحد البرامج التى نجحت فى تقليل أو تخفيف وطأة معدلات الفقر فى محافظات الصعيد، ومن خلال الأرقام والإحصاءات ساهمنا فى تراجع معدلات الفقر فى تلك المحافظات بشكل ملحوظ بما يعنى وجود تأثير قوى لهذه البرامج، وخاصة مع بداية تعويم الجنيه المصرى، بما له من بعض التأثيرات وموجات التضخم، إلا أن وجود برامج الحماية الاجتماعية أسهم فى حصر هذه السلبيات.
ونوّه مدبولى، خلال المؤتمر الصحفى، إلى أنه بعد تولى انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، فترته الرئاسية الثانية وجّه الحكومة بضرورة التركيز على التنمية البشرية، ولاسيما التعليم والصحة، ثم تطرق الدكتور مدبولى للحديث عن قطاع الصحة الذى أكد أنه شهد انطلاق عدة مبادرات تستهدف تقديم الرعاية الصحية لكافة المواطنين لعلاج بعض الأمراض مثل: 100 مليون صحة، والتوجيه الرئاسى بالقضاء على قوائم الانتظار، ثم بدء انطلاق مبادرة الرئيس "الكشف المبكر عن سرطان الثدي".
وقال رئيس الوزراء: "استطاعت الحكومة الانتهاء من قانون التأمين الصحى الشامل منذ ما يزيد على عام مضى، ثم أصدرت اللائحة التنفيذية للقانون، على أن يتم بدء الإطلاق التجريبى بمحافظة بورسعيد، على أن يتم تعميم التطبيق على كافة المحافظات، لافتًا إلى أن البرنامج شمل تطوير الوحدات الصحية والمستشفيات".
وأكد الدكتور مصطفى مدبولى، على أن الحكومة، وفق هذا البرنامج الصحى الشامل، سيكون لكل مواطن ملف طبى يشمل معلومات عن تاريخ الأمراض التى يعالج منها، وهذا تحدٍ كبير لإنشاء منظومة معلوماتية بهذه الدقة لكل مواطن من خلال قاعدة بيانات كبيرة، لافتا إلى أن منظومة التأمين الصحى الشامل بمحافظة بورسعيد شارك فى تأسيسها عدة وزارات بالدولة وليس وزارة الصحة فقط، حيث قامت وزارات: الإنتاج الحربى والاتصالات والصحة، إلى جانب الهيئة الهندسية بتطوير جميع المستشفيات والوحدات بالمحافظة، إلى جانب دور وزارة المالية الرئيسى، وكذا محافظ بورسعيد فى التنسيق بين جميع الجهات المعنية، فضلًا عن دور هيئة الرقابة الإدارية، مما أسهم فى توحيد منظومة المعلومات.
وأضاف مدبولى، أن محافظة بورسعيد ستكون أيضًا إلى جانب الإطلاق التجريبى لمنظومة التأمين الصحى الشامل، أول محافظة مميكنة؛ أى أنها تشهد حاليا أولى مراحل التحول الرقمى للخدمات المقدمة للمواطنين، تمهيدًا لتعميم التجربة على مستوى المحافظات، حيث أصبح فى إمكان أى مواطن إنهاء الخدمات التى يحتاجها وهو جالس فى منزله دون أن يتحرك إلى الجهة المقدمة للخدمة وذلك فى إطار هذه المنظومة، إلى جانب منظومة الشباك الواحد.
ثم تحدث رئيس الوزراء عن توفير التمويل، مشيرًا فى هذا الصدد إلى أن تطوير وإعادة تأهيل المستشفيات كان يحتاج إلى منظومة تمويل مستقرة وثابتة وقوية، لأن هناك دولًا لا تستطيع الاستمرار فى مشروعاتها التنموية بسبب ضعف منظومة التمويل لديها، إلا أننا فى مصر استطعنا أن نوفر منظومة تمويل قوية مستديمة لإنجاح منظومة التأمين الصحى الشامل تقوم على ثلاثة معايير وهى: الموارد المالية التى توفرها الدولة، والموارد السيادية التى تضمنها قانون التأمين الصحى الشامل، ثم اشتراكات المواطنين، ولفت الدكتور مصطفى مدبولى الانتباه إلى أنه لكى نضمن أن تكون الخدمة الصحية مستدامة ونكون ملتزمين بتقديمها على المواطن أن يقوم بدوره، لضمان نجاحها.
ولفت مصطفى مدبولى، إلى أنه عقد اجتماعات عديدة لمتابعة إعادة تأهيل وتطوير المستشفيات فى بورسعيد لبدء هذا الإطلاق التجريبى، لتكون الخدمة غير مسبوقة بهذا الشكل كأى دولة متقدمة فى العالم، لافتا إلى استمرار متابعة الاطلاق التجريبى حتى شهر سبتمبر المقبل، للوقوف على كافة الملاحظات التى ستظهر مع التطبيق، لتفادى أى عقبات تظهر والتحرك سريعا لمعالجتها قبل تعميم المنظومة على مستوى المحافظات.
وأعرب رئيس الوزراء فى ختام كلمته بالمؤتمر الصحفى عن أمله فى نجاح التجربة لتعميمها وتقديم خدمة صحية فائقة للمواطنين.